طائرات الجيش العراقي تضرب داعش في سوريا..وأزمة الاستفتاء تتفاعل

 

الإثنين 18/9/2017 م …




الأردن العربي – أعلن العراق، الأحد، أن مقاتلاته شنت غارات جوية على أهداف لتنظيم “اداعش” الإرهابي داخل الأراضي السورية على مقربة من حدود البلدين، لأول مرة منذ فبراير/شباط الماضي.

جاء ذلك في بيان لخلية “الصقور” الاستخباراتية، التابعة لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بوزارة الداخلية العراقية.

وأوضحت الخلية، في البيان الذي اطلعت عليه الأناضول، أن المقاتلات العراقية استهدفت 6 مواقع لتنظيم “داعش” في منطقة الميادين السورية القريبة من حدود العراق.

وأضافت أن العراق شن تلك الغارات الجوية بالتنسيق مع اللجنة الرباعية المكونة من إيران وسوريا وروسيا والعراق.

وأشارت الخلية، في بيانها، إلى أن تلك الغارات “أدت الى تفجير 3 عجلات مفخخة ومستودع للذخيرة والأحزمة والعبوات الناسفة وقتل وجرح العشرات من عصابات داعش الاجرامية”.

كما أعلنت الخلية، في البيان نفسه، مقتل 306 من عناصر التنظيم في غارات أخرى داخل البلاد (العراق).

وتابعت الخلية أن الطائرات قصفت الأهداف المذكورة بسوريا، إلى جانب 36 هدفا داخل العراق، خلال الفترة بين 11 وحتى 16 من الشهر الجاري، من دون تحديد توقيت الغارات بسوريا بالضبط.

وأضافت أن الغارات الجوية داخل البلاد (العراق) استهدفت المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، في غربي الأنبار وهي مدن عنه وراوه والقائم.

وذكرت الخلية أن الغارات، التي شنتها الطائرات داخل البلاد، أسفرت عن مقتل 306 من عناصر التنظيم بينهم قادة بارزون. واستهدفت الغارات مواقع تجمع ومخازن أسلحة ومقار أمنية وغيرها، وفق ما ورد في البيان.

وبشأن الغارات الجوية داخل الأراضي السورية، قال مصدر في وزارة الدفاع العراقية، للأناضول، إن الحكومة العراقية شنت الغارات بالتنسيق مع سوريا.

وأضاف أن بغداد ودمشق تنسقان مثل هذه العمليات من خلال اللجنة الرباعية التي تعقد اجتماعات دورية في بغداد. وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام، إلى أن الحكومتين ستركزان في الفترة المقبلة على المناطق الحدودية مع انحسار نفوذ “داعش” في الدولتين.

وسيطر “داعش” على ثلث مساحة العراق في صيف 2014 فضلاً عن أراضي شاسعة في الطرف الآخر من الحدود السورية وأعلن عليه “دولة خلافة”.

لكنه خسر منذ ذلك الوقت معظم تلك الاراضي. وتستعد الحكومة العراقية لاستعادة آخر جيوب للتنظيم في شمالي وغربي البلاد. وتعد الغارات العراقية داخل سوريا، هي الثانية من نوعها، منذ بدء الحرب ضد “داعش”. وأعلنت بغداد في فبراير/ شباط الماضي عن شن غارات جوية على مدينتي البوكمال والحصيبة السوريتين.

وقالت حينها إنها استهدف مسلحين في داعش متورطين في هجوم انتحاري ببغداد.‎، ولاحقاً أعلن الجيش السوري أن الغارات تمت بالتنسيق معه.

وحول استفتاء الكرد أكد إقليم كردستان العراق تنظيم استفتاء استقلاله عن السلطة المركزية في بغداد بموعده المحدد يوم 25 سبتمبر، وذلك عقب اجتماع للجنة العليا للاستفتاء التي درست مقترحات كانت قد تقدمت بها جهات عدة.

وقالت رئاسة مجلس إقليم كردستان العراق في بيان الأحد، إن العمل مستمر في الإجراءات القانونية والعملية للاستفتاء لطالما لم تحتوي المقترحات التي طرحت على القيادة السياسية في كردستان على الضمانات التي تنال رضاء وموافقة الشعب الكردي.

وشدد البيان على الاستمرار في الحوار والتفاوض مع جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي وبروح بناءة ومسؤولة، من أجل ضمان حق تقرير المصير.

من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد، إنه سيلتقي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع الجاري، لبحث مخاوفهما بشأن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.

وحثت تركيا والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إقليم كردستان العراق شبه المستقل على إلغاء الاستفتاء، معبرة عن قلقها من أن تصرف التوترات بين بغداد وأربيل الانتباه عن الحرب ضد تنظيم «داعش» في العراق.

ولأن الإقليم يضم أكبر كتلة سكانية كردية في المنطقة، تخشى تركيا من أن يؤدي تصويت «بنعم»، إلى تأجيج الحركة الانفصالية في جنوب شرق البلاد، حيث يشن مسلحو حزب العمال الكردستاني تمردا منذ ثلاثة عقود.

وبالرغم من هذه الطلبات والمخاوف، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني يوم الجمعة، إن الاستفتاء سيمضي قدما كما هو مقرر في 25 سبتمبر/ أيلول.

وأضاف أردوغان للصحفيين اليوم الأحد قبل مغادرته البلاد متوجها إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء.

وأضاف، «سنجتمع مع السيد العبادي في الولايات المتحدة، ومما نراه فهدفنا واحد. هدفنا ليس تقسيم العراق».

وكان أردوغان قال في وقت سابق، إن قرار البرزاني بعدم تأجيل الاستفتاء قرار «خاطيء جدا».

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في وقت متأخر أمس السبت، إن الاستفتاء مسألة أمن قومي، وإن تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية تجاهه.

وفي اسطنبول نظم حزب الحركة القومية اليميني المعارض احتجاجا شارك فيه نحو ألف شخص للاحتجاج على ضم مدينة كركوك العراقية في الاستفتاء.

وأدرجت كركوك التي تقول كل من بغداد وأربيل، إنها تابعة لها في الاستفتاء بعدما أيد محافظها نجم الدين كريم المشاركة في الاستفتاء.

كان البرلمان العراقي صوت يوم الخميس على عزل كريم من منصبه بناء على طلب من العبادي، وفقا لعدد من النواب الذين حضروا الجلسة، وذلك في إجراء ندد به البرزاني.

كان رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي قال في الشهر الماضي، إنه ينبغي لأنقرة اعتبار الاستفتاء سببا للحرب «عند الضرورة»، لكن رئيس الوزراء رفض تصريحاته.

وتعكس آراء رئيس الحزب قطاعا من الشعب التركي يعارض بشدة فكرة وجود دولة كردستان مستقلة ويؤيدون الأقلية التركمانية بالعراق التي لها روابط تاريخية وثقافية مع تركيا.

ومع إصرار البرزاني على المضي قدما في إجراء الاستفتاء، قال أردوغان، إن الحكومة التركية قدمت موعد انعقاد اجتماعين كانا مخطط لهما لمجلس الأمن القومي ولمجلس الوزراء إلى 22 سبتمبر/ أيلول. وستعلن تركيا عن موقفها من الاستفتاء بعد ذلك.

ومع ذلك تبني تركيا علاقات جيدة مع إدارة البرزاني تأسست على روابط اقتصادية قوية، وكذلك مشاعر الارتياب المشتركة بين أنقرة وأربيل تجاه الجماعات الكردية الأخرى والحكومة العراقية المركزية في بغداد.

وتصدر حكومة إقليم كردستان بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مئات الآلاف من براميل النفط يوميا لأنحاء العالم عبر تركيا.

ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم الأحد، قادة البلاد من السياسيين لبدء حوار عاجل لنزع فتيل التوتر بشأن خطط الاستفتاء.

ويتولى معصوم، الكردي، منصبا شرفيا إلى حد كبير في نظام تقاسم السلطة الاتحادي بالعراق الذي تتركز فيه السلطات التنفيذية في يد رئيس الوزراء، حيدر العبادي.

وفي ذات السياق هددت ايران باقفال حدودها مع الاقليم ووضع حد لكل الاتفاقات الامنية معه اذا أجري الاستفتاء على استقلاله عن السلطة المركزية في بغداد.

وصرح أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني للتلفزيون، بان ‘انفصال المنطقة الكردية عن الدولة العراقية سيعني (بالنسبة الى ايران) اغلاق كل المعابر الحدودية’ مع الكيان الجديد.

وقال إن ‘الاتفاقات في شأن الحدود لا قيمة لها إلّا مع حكومة العراق المركزية’، مذكراً بان الكيان الوحيد الذي تعترف به ايران في العراق هو ‘الحكومة الموحدة والفيديرالية’ في بغداد.

وأضاف ان ‘انفصال المنطقة الكردية عن العراق سيعني نهاية الاتفاقات الامنية والعسكرية بين ايران ومنطقة كردستان’ التي تتمتع بحكم ذاتي.

وأتاح التعاون بين طهران وكردستان العراق دعماً عسكرياً ولوجيستياً كبيراً من ايران لقوات البشمركة الكردية ضد جهاديي تنظيم ‘الدولة الاسلامية’ (داعش).

واعلنت ايران التي تضم اقلية كردية مهمة، مراراً رفضها ان يجري كردستان العراق استفتاء على استقلاله في 25 أيلول، لكنها اكتفت حتى الان بحض سلطات الاقليم على العدول عن المشروع. ورأى شمخاني أن ‘الوقت لا يزال متاحا’ للقيام بذلك.

ولا يعني فوز معسكر الـ’نعم’ في الاستفتاء اعلاناً لاستقلال كردستان، لكنه يشكل وسيلة ضغط لانتزاع تنازلات من السلطة المركزية في بغداد في ملفات عدة، استناداً الى السلطات الكردية.

وكالات

قد يعجبك ايضا