نرجسية حب الذات … وحب العطاء / م. هاشم نايل المجالي

م. هاشم نايل المجالي ( الأردن ) السبت 16/9/2017 م …




لا يوجد كائن بشري يختار الخطأ كاختيار اولي في بداية حياته او بداية تجربته الاولى لكن عندما يفشل في المحافظة على نقائه الطبيعي ويفشل ان يجعل من نفسه مكانة اجتماعية ومحترماً ليكون مثالاً ايجابياً في المشاركة الاجتماعية والسياسية وله مكانته الرسمية فانه يتجه بعدها الى ايجاد الطرق والوسائل لتحقيق ذلك مهما كانت درجة التوائها واساليبها وطرقها فحب الذات شيء متعارف عليه وكيف يتم تحقيق ذلك على حساب الاخرين حتى ولو ذهبوا الى الجحيم المهم ان يحقق ما في ذاته .

ولو نظرنا الى سيرة بعض الدول الذاتية لوجدنا انها تشبه السيرة الذاتية لاي انسان يحب ذاته في انحنائتها ومعطياتها وردود افعالها فنجد ان هناك قادة يعتبرون انفسهم سوبرمان زمانهم في تحقيق احلامهم وذاتهم على اعتبار ان الانسان تطور وتطور معه اساليبه الهمجية فتفشل دولته في المحافظة على نقائها واحلامها المستقبلية الوردية ليفشل بتجربته ليدخل في برنامج القتل والتدمير والانقراض الطوعي فهو مرفوض من غالبية دول العالم لبشاعة ما عمل من ممارسات بحق شعبه ليحقق وجوده فاما الوجود او العدم ليعيش شعبه وشبابه في فوضى ولأجل لا شيء فماذا يستفيد من الواقع القديم ما دام هو نفسه على سدة الحكم فذاته هي نفسها وفكره هو نفسه والاساليب ان تغيرت وتبدلت فستبقى نفسها تؤدي الى نفس الهدف والمصير فكيف سيمليء الفراغ الذي خسره وعلى حساب من ليتحول من سوبرمان الذي سيحكم بقوته الدولة الى شخصية كرتونية والناس في اي دولة يعيش الفرد فيها مع نفسه وذاته ويعيش كافة التقلبات والمتغيرات فعندما يصاب باليأس من سوء النقاء الجماعي يجعل من نفسه محور لكل شيء ليصرخ في ذاته انا والطوفان من بعدي ليصبح من الاشرار بأي شكل من الاشكال وليسرق ما يستطيع ان يسرقه حتى اذا صافح شخصاً آخر يجلس الشخص الاخر بعدها ليحصي عدد اصابعه ويصبح الناس تفسد على الناس الطرق السليمة لممارسة الحياه النقية الجميلة وبالتالي يفسدون المجتمع بأسره واصبحنا نسمع مقولة ان اولاد الحرام ما تركوا لأولاد الحلال شيء ليبرر انانيته وتتحول المدينة الى غابة القوي يأكل الضعيف والكل ينهش بالاخر ليعيش حتى للمساحة الخاصة بالفرد لاستنشاق الهواء ولم تعد النقاوة نقاء ولا الصفاوة صفوة ولا الثقافة ثقافة ولا الفن فناً ولا الرياضة رياضة ولا العلم كما كان علماً وحتى الدين تلاعبوا فيه وكما نعلم فان الفنان فان كوخ كان قد احضر مسدسه ووجهه الى صدره واطلق الرصاص فجاء اخوه ثيو الذي كان يسانده ويدعمه ليقف بجانبه طيلة حياته فطلب من الطبيب عدم اخراج الرصاص من صدر اخيه وقال للطبيب لقد احترمت رغبته ان يعيش كما يريد وانا الان احترم رغبته في ان لا يعيش كما اراد هو فمات فان كوخ فقيراً معدماً في مصحة عقلية هي ذاتها التي رسم فيها لوحته الشهيرة ( ليلة مضيئة بالنجوم ) والتي بيعت فيما بعد باكثر من خمسين مليون دولار مات وهو يحرس الطفل الفنان في داخله وخلده التاريخ واحبه كل انسان يعرف قصته فلقد قدم فناً ذو قيمة ورقي تعبيري بريشته لكننا نشاهد قادة دول ثيران بشرية على شعوبها الكادحه لم يبقَ لهم اي اثر لانهم باعوا ما في داخلهم من انسانيه ورحمة وعطف لتحقيق ذاتهم وشهواتهم بينما ترك لنا فان كوخ طفله الفنان عبر لوحاته الشهيرة ذات المعنى والقمة وهكذا البعض الذين بحسن عطائهم ووفائهم وانتمائهم وصدقهم ونزاهتهم بعد ان يرحلوا يتركوا في انفسنا اثراً طيباً نخلده ولا ننساه ونذكرهم في كل لحظة بالطيب والخير والعطاء لقد تركوا ما في انفسهم من عطاء للاخرين نهتدي بمسارهم النقي وعطائهم الزكي فالصدق بالولاء والانتماء طفل يربى ويكبر في داخلنا من اجل ان نقدم ونعطي ونضحي في سبيل الوطن بكل صدق ووفاء .

حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .

قد يعجبك ايضا