السلوك العقلاني والغير عقلاني … للاستثمار / هاشم نايل المجالي

 

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الإثنين 11/9/2017 م …




كثير من المستثمرين اعتبروا انفسهم انهم قد اخطأوا عندما قاموا بشراء الاسهم او الاصول باسعار زهيدة ومن ثم يبيعونها باسعار اغلى لان سوق المال والاعمال مرشح دائماً للارتفاع والانخفاض والاسهم معرضة للمتغيرات على اختلاف انواعها وكان يجب ان يكون هناك جهة استشارية توجه المستثمرين حول انجح الاستثمارات وتعطي النصح والرشد في واقع متذبذب والشكوك تسود الاسواق وتوجههم حول الاستثمار الامثل الاقل خطورة فالسوق في هذه المتغيرات يتعرض الى ضربات متلاحقة وتلاعبات ولا يعني ايضاً ان نجاح مستثمر ما في نوع معين من الاستثمار او التجارة ان تجربته ستتكرر بالنجاح مع الاخرين وانها ستحقق النجاح ذاته بل يجب ان تكون هناك دراسات ميدانية حقيقية قبل البدء بالمشروع وحساب القدرات المالية والقدرة على مواجهة التحديات وها نحن نشهد انهيار اصحاب المولات التجارية الواحد تلو الاخر فلقد كان هناك مغامرة بتلك المشاريع لدى الكثيرين ولم يحسبوا حساب لدرجات المخاطرة الى ان حجزت البنوك عليها ان توزيع المحفظة المالية الاستثمارية لدى الافراد او الشركات يساعد في توزيع نسب المخاطرة اي تقسيم الاستثمارات على انواع متعددة وعلى مختلف القطاعات وتوزيعها بالاسواق وذلك افضل بكثير من ان تكون استثماراتك وكل ما تملكه من مال موجهة الى استثمار واحد او في قطاع معين او في شركة واحدة حيث انه اذا قمت بتنويع استثماراتك يعني ان هبوط اصول استثمار ما قد يرافقه ارتفاع اصول استثمار آخر مما سيقلص من الخسائر وكما يقول المثل ( لا تضع البيض كله في سلة واحدة ) كذلك فان سعي المستثمرين لتحقيق ارباح ضمن فترة زمنية قصيرة يعتبر امراً مكلفاً ويحتمل كثيراً من المخاطر بينما اتباع اسلوب اقتناص الفرص الاستثمارية في الشركات المرموقة او صناديق الاستثمار المعروفة ومن ثم منحها الوقت والزمن الكافي كي تنمو وتزدهر لتحقق الارباح لتقطف ثمر ذلك الاستثمار وعندما يتضاعف استثمارك فلك الحق ببيع نصفه دون ان تتسرع في اصدار قراراتك ودون ان تكون جشعاً وعليك ان تكون مسلحاً بالمعرفة الكافية والوافية وان تستعين بخبراء في مجال استثماراتك قبل ان تدخل في اي استثمار مغرٍ او احدهم وصفه لك انه ناجح وان لا تكون عاطفياً والشبكة العنكبوتية للانترنت شهدت انتشاراً كبيراً وشعبية واسعة لعقد الصفقات وتقديم المغريات التي كان ضحيتها الكثيرين حيث انها غيرت في مفاهيم الاعمال والتسويق ليكتشف البعض انها سباحة عكس التيار وعليك ان تفكر ملياً قبل الاقدام على عقد اي صفقات عبر هذه الشبكات فتنظيم محفظتك الاستثمارية لتلبي الاهداف الرئيسية المرسومة لك والقريبة من معرفتك وخبراتك مع دراسة التغيرات في حركة الاسواق والمؤثرات يفرض عليك التأني والمتابعة والتعديل المستمر ليواكب المتغيرات والتطورات حتى تسير على النهج الصحيح فكثير من افتتاحيات المقالات الاقتصادية عبر وسائل الاعلام المختلفة كانت مضللة لكثير من المستثمرين فهناك من يستفيد منها فيطلق الشائعات مثلاً عن اقامة جامعة او مستشفى او مشروع مميز في منطقة ما فيهرع الكثيرون لشراء الاراضي في تلك المنطقة ويكون المشروع مجرد فكرة عابرة ليس له اساس من الصحة وهذا ما حدث في الكثيرمن المواقع في عمان الشرقية او خارج عمان دون ان يتحقق الكثيرون من صحة هذه المعلومة فتورط كثير من المواطنين والمستثمرين كذلك فان كثير من التجار قد قاموا بشراء منتوجات عبر الانترنت كانت رديئة ولا تفي في المتطلبات الاستثمارية وفي هذه الحالة على المستثمر ان يشتكي على الشركة التي باعته المنتج من خارج الاردن وهذا يشكل صعوبة عليه وكلفة مالية ويخسر القضية ولا يعرف المستثمر قيمة الرسوم الضريبية والجمارك المفروضة على مثل هذه المنتجات فتغير اسعارها من متدنية الى مرتفعة وسنجد ان هناك كثير من البضائع تباع بالمزاد العلني بالمناطق الحرة لا تغطي كلفة ارضيات وجودها هناك فيصيب كثير من المستثمرين الاحباط والخسائر ويضيعون على انفسهم فرص داخلية عديده مضمونه واكثر اماناً فالقرار السيء المغري بدون دراسة سيدمر المستثمر مالياً فالاخطاء الاستثمارية ستؤدي ايضاً بالمستثمر الى التمويل السلوكي وهو عبارة عن دراسة الاثار والعوامل المالية والاجتماعية والمعرفية والعاطفية نتيجة اتخاذ المستثمر للقرار السيء بالاستثمار وما ترتب عليه من نتائج سلبية وحتى نفهم اخطاءنا واي منطق وتفكير الذي ادى الى اتخاذ مثل هذه القرار الاستثماري السيء وتسمى مثل هذه الاخطاء بالاخطاء المعرفية او الادراكية وهي عبارة عن الانحياز الى طرق تفكيرنا الخاصة الذاتية الغير مبنية على الشورى أو الدراسات والمشورات فالكثير يبرر قراراته وينطلق بالعمل من مجال الادراك الحسي والذاتي رغم افتقاره للمعرفة ويشوبه الخوف والتشتت لكثرة المعلومات فكثير منهم يبحث عن ربح سريع وكان يجب التفكير بعناية في اي مجال للاستثمار ليضمن راحة البال وراحة الفكر فتجار السيارات نتيجة ارتفاع الضرائب وتغير القوانين الخاصة بها بين ليلة واخرى ادى بهم الى خسائر كبيرة كذلك الامر في الكثير من الاستثمارات التي تغيرت عليها الضرائب والرسوم فجائياً فلم يعد هناك شيء مضمون للاستثمار مع ضمان عدم التغير في الضرائب لفترة زمنية معينة فالتغير فجائي وغير محدود سقفه فيصاب الكثيرون من المستثمرين بعاصفة بيولوجية في داخلهم والتي تنشأ من الخوف الفجائي ويكون هناك ردات فعل سلبية وتتفاعل هرمونات التوتر داخل العقل وتعزز الجانب المرضي حيث ستسبب الاكتئاب لان التفاعل مع اضطرابات السوق ستقود المستثمر لبيع كل ما يملك ليغطي الالتزامات التي عليه كما حصل مع الكثيرين وعلينا ان نتعلم من الاخطاء لا ان نتركها خلفنا دون دراسة وتحليل وتمحيص وقلة وعي بالقرارات فالمستثمر الناجح الذي ينشغل بدراسة مواقع الفشل اكثر من مواقع النجاح او حذرون من الخسارة اكثر مما يسعون للربح وعلى المستثمر ان يكون لديه نماذج تفكير يمكن الاعتماد عليها وليس نموذجاً واحداً والتأقلم مع المعلومات والمتغيرات الضريبية الجديدة ليكون لدينا مرونه للتعامل مع المفاجآت خاصة اننا متخصصين بالمفاجآت الضريبية وعلى المستثمرين اتباع السلوك العقلاني الذي يقود الى قرارات واحكام تحاكي المتغيرات تحاكي التفكير المدروس لتحسين قراراتنا وخياراتنا بشكل افضل .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا