على المِحَكّ ( شعر ) / صالح أحمد كناعنة

 صالح أحمد كناعنة ( فلسطين ) الإثنين 11/9/2017 م …




*****

أبَحَثتَ عن شَـــفَقٍ  يؤويكَ  في أفُقي = ها صِرتَ في ظَمَأٍ يُدنيـكَ من غَرَقي

ما كانَ  يَرصُـدُني  حتمًا ســأرصُـدُهُ = الــعـمــرُ  خطـــوَتُــنــا  تاهَــت لمُـفــتَـــرَقِ

ما المـوتُ يُقنِعُني أنَّ السُّــدى وطَنٌ = للســـائرين على شَــــوقٍ إلى  عَــبَــقِ

والفَجرُ يَهمِسُ بي: إنّ الرّدى رَصَدٌ = باللائِــذيــنِ على خــوفٍ إلى غَـسَــقِ

عاقَرتُ أمنِيَتي حتى  انتَشــى وَجَعي = ما عادَ دينُ الهــوى يا صاحِ مُعْـتَنَقي

لَوَّحتُ للطــائِرِ المَيــمــونِ  مُعــتَرِفًا = ذا طائِري: جَـدّيَ  المَرهـونِ  في عُـنُـقي

الصّــوتُ صوتي  أنا حُـبًا ســأنذُرُهُ = غَــيـثًا بكلِّ  مـَـدى يـا أرضُ فـانــعَــتِــقي

الجـرحُ  عهــدُ  الهــوى لَــذّت  مَنابِعُهُ = للــقــائِميــنَ على حـدِّ الــسُّـــدى الـــنَّــزَقَ

يا أرضُ فارتَضِعي شِـريانَ مَرحَلَتي = حُــــبًا وروحَ صَــــفـــا ذُخــرًا  لِـمُــنطَـلَـــقي

أُخرِجتُ من جِلدي  والرّوحُ ما فَتِئَت = للمـجــدِ تُرضِعُـني من نَزفِــها الغَــدَقِ

أســــابِقُ  العُــمرَ كي أحظى بضَمَّتِها = ويَنتَشي الصّخرُ من نَزفي ومن عَرَقي

يا زارِعَ المــوتِ  إنّي  للحــياةِ هُــنا = مُذْ كُنتُ أبني وسَــيفُ الحَقِّ مُمْتَشَــقي

لا أرتَضي الظُّـلـمَ  وجـداني  يُحارِبُهُ = للحَـــقِ سَــــعـيي إلى ســاحاتِهِ سَـــــبَقي

فالحُــبُّ أصلي وفي روحي مَنابِعُــهُ = رَقَّــت لِــنــاهِــلـِـــهـــا: جـاري وذي رَفَــــقـــي

ما أعظَمَ الروحَ  تَبــقى في معارِجِها = تَــــرقى وبــاذِلُـــهــــا  صَـرحَ الخُـلـــــودِ رَقي

نـورٌ  هــدًى  ونَقا… نهــجي وغـايَتُـهُ = خيـــرٌ يَعُــمُّ الـوَرى؛ رُكبانُ فالــتَــحِـقي

ما ضَـرَّنا  من عَــلا  ظُـلـمًا  ودانَ لَـهُ = في غَـــيِّــــهِ قَــــزَمٌ خـالِ الـــذِمــامِ شَــــــقي

الـظُّـــلـــمُ  ما فَـــتِـئـت  ذُلاً  مَـــراتِــــعُــــهُ = وناشِـــــرُ الظُّــلمِ من حُـمــقٍ إلى خَــرَقِ

فما اسـتطالَ سوى في معشَـرٍ هانوا = وما اســــتَبَدَّ ســــوى في مـوطِنِ الفَـرَقِ

يا ثاقِبَ الفكرِ خُـذْ رَأيي ومَوعِظَتي = مَجـدي ثَباتي على نَهـجي، على خُلُــقي

ديني  طريقي بهِ عِـــزّي ومُعـــتَـصَمي = من كلِّ ما اصطَـنَـعـوا بالكيدِ  من طُـرُقِ

اللهُ ربي، لــــهُ  قَـــصــدي، بِــهِ  ثِـــقَـــتي = لـــــغَـــــيـرِ عِــــزَّتِــــهِ لا  تَـــنـــــحَـــني عُــنُــــقـــــي

صبرًا  وحُبًا  سَـــما  قلبي على مِحَنٍ = ما  كادَ كائِـــدُهُــــــم أو زادَ في  حَــمَـــقِ

ولَكَم مَــدَدْتُ يـدي  للسِّـلمِ صادِقَةً = لكنَّ خَصمي مَــضى في غَــيِّــهِ وَبَـــقي

ذي نارُ غَدرَتِهِ  في الدارِ ما انطفأت = يأبى اختيالا  بأن يُعطي ســـوى المِــزَقِ

بالغدرِ شَـــرَّدَني؛ هل يبتَغي شَــــمْلي؟ = حَـكـِّم نُهاكَ أخي إن كُنــتَ بالحَــذِقِ

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.