الإنتخابات النيابية الأردنية (1) … كم أنا حزين! / عاطف زيد الكيلاني

عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) – الجمعة 13/9/2024 م …




أكتب بعد ثلاثة أيام من إجراء الإنتخابات النيابية الأردنية لمجلس النواب الأردني العشرين.

يكتنفني الحزن الشديد للإخفاق التاريخي الذي حققته أحزاب اليسار والأحزاب القومية في هذه الإنتخابات ، والتي لا تنفع معها تبريرات البعض لما حصل من سقوط مدوّي تحت شتّى الحجج والتبريرات الفاقدة لصدقيّتها.

الأحزاب اليسارية والقومية هي أعرق الأحزاب الأردنية وأكثرها تضحية ونضالا من أجل ” أردن وطني ديمقراطيّ “، وقد اجتازت هذه الأحزاب أصعب مراحل سنوات الأحكام العرفية ، ودخل أعضاؤها السجون والمعتقلات، وحرموا من الوظئف العامّة ، وحوربوا في لقمة عيش أطفالهم، وحجزت جوازات سفرهم ومنعوا من السفر لسنوات طويلة ، ومع ذلك بقيت هذه الأحزاب صامدة ومحافظة على بنيتها التنظيمية والفكرية ، وعندما جاء الإمتحان وأتيحت الفرصة لهذه الأحزاب لخوض الإنتخابات النيابية ، كان من نصيبها جميعا الفشل الذريع ، والذي تتحمّل مسؤوليته وإلى حد كبير قيادات هذه الأحزاب وحساباتها الضيقة وحالة الإنفصام البائسة عما يفترض أنها القواعد الشعبية لها.

يحقّ الآن لقوى اليمين الديني والسياسي أن تقهقه بملْ فيها، فقد حدث ما لم تحلم به يوما، وهو أن تسيطر على مجلس النواب الأردني دون أيّ وجود حقيقي للقوى القومية واليسارية. والسؤال الآن: وماذا بعد؟!

هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه في المقالات التالية …

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سبعة − اثنان =