كفى وساطات لانها تعطي بارزاني قيمة لايستحقها / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري  الربيعي ( العراق ) الإثنين 11/9/2017 م …




بارزاني الذي يصر على الاستفتاء بحجة انه قرار الشعب الكردي يعلم في قرارة نفسه ان احترام المجتمع الدولي وخاصة دول الجوار العراقي والدول العربية  والدول الكبرى للشعب الكردي نابعة من كون ان هذا الشعب ابتلى بقيادة مغامرة متامرة  فاسدة غير نزيهه لايهمها سوى النفع  الذاتي اثرت على حساب فاقة وجوع الشعب الكردي مستغلة الاوضاع التي نجمت عن الغزو والاحتلال عام 2003  لجني مكاسب شخصية على حساب كل العراقيين  وتحديدا  بارزاني والمحيطين والمقربين منه جراء تصدير النفط العراقي المسروق من كركوك وغيرها  وبكميات تكفي لسد حاجة منطقة كردستان مع ذلك يطالب بارزاني  بالمزيد من الاموال بحجة حاجة المواطنين الاكراد ودفع رواتب الموظفين  مثلما يعتبر ” بيشمركته” جزءا من المنظومة العسكرية العراقية مطالبا بدفع رواتبهم من خزينة العراق  لكن لايحق للقائد العام للقوات المسلحة في بغداد اصدار الاوامر لها او تحريكها ان كل ذلك لايتم الا عبر بارزاني والمحيطين به  انهم يعرفون العراق فقط ب” الاموال” .

وفي كل مرة يزور مسؤول دولي او عربي اربيل لثني بارزاني عن خطوة الاستفتاء الخطيرة على الشعب الكردي والشعب العراقي عموما بكل طوائفه بل المنطقة برمتها  يتبختر”  ابو مسرور وينفش ريشه كالطاووس” ظنا منه ان الاخرين لايعرفون حجمه الحقيقي  وحجم ” بيشمركته” التي يهدد بها العراق وهي غير قادرة على حماية نفسها اذا ” وقعت الواقعة” خاصة وان دول الجوار ايران وتركية نسقتا  مسبقا في الكيفية التي سيردون بها على هذا المتهور الذي سيجلب الكارثة للعراق اذا لم يتم وضع حد  لغطرسته .

لقد عودنا ” ال برزان” على نكران الجميل والخيانة والغدر مهما قدمت لهم لان  ديدنهم”   يعضون اليد التي تمتد لمساعدتهم ” ما ان تسنح الفرصة بذلك ويستعينون بالاجنبي ضد العراق وشعبه  وهناك مئات  الحوادث التي سنورد بعضا منها فقط .

بارزاني الاب كما هو معروف هرب الى الجمهوريات السوفيتة بعد فشل العصيان  المسلح وعندما قامت  الثورة  في 14 تموز  من عام  1958  قام المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم بدعوته واستقبله ووفر له هو وعددا من قادة الكرد السكن اللائق  بهم  والعيش الكريم والكل يتذكر المنزل الفخم الذي اسكن فيه  المرحوم قاسم ” مصطفى بارزاني” في بغداد خلف  الاذاعة الواقعة في الصالحية بالكرخ.

لكن الطبع يغلب التطبع ما ان سنحت الفرصة حتى غادر الاب بارزاني  الى شمال العراق وقاد عصيانا مسلحا ضد حكومة الثورة التي كرمته وسهلت امر عودته ووفرت له  مستلزمات العيش الكريم وحتى اولئك الذين صدعوا رؤوسنا بشعارات السلم والديمقراطية والسلم في ” كردستان”  تعرضوا للتصفيات على يد عدد من قادة جماعات الكرد في شمال العراق خاصة ما كان يطلق عليهم الانصار” الذين حملوا السلاح مع الكرد   ضد السلطة في بغداد .

وطيلة وجود هذه القيادة البارزانية المتامرة  لم نسمع سوى دعوة جيوش  ايران وتركيا  للتدخل في   العراق  حتى عام 1975  عندما وقع نظام البعث اتفاقية الجزائر مع شاه ايران  وتركوا الشعب الكردي وهربوا.

بارزاني بات يتخيل ان كل هؤلاء المسؤولين  الذين اتوا الى  العراق وزاروا اربيل واجتمعوا  به او الذين اتصلوا به هاتفيا او دعوه الى عدم اجراء الاستفتاء اقدموا على ذلك لانهم باتو ” يخشون رومل اربيل” الذي ظهر فجاة يهدد ويصر على التهديد وسوف ترون كيف سيهرب  ولن يقدم له الدعم احد من  الحكومات  او الدول في العالم  ” سوى دويلة المسخ اسرائيل” التي تحثه على المضي قدما في سياسته  المتهورة هذه  ” .

حقا ان بارزاني لايستحق كل هذا الاهتمام به او  التوجه له في اربيل من اي كان من المسؤولين  وحتى  امين عام الجامعة العربية او  تقديم النصح له او الطلب منه لانه هو نفسه يكره بغداد ولم  يزرها الا ما ندر وهناك قصة قد لايعرفها الكثيرون من ان هذا الكره نابع من ” كون هذا  الرجل  يتذكر ما قدمه من انبطاح لصدام وحزب البعث يصل الى حد تفتيشه وكاي مواطن في حال دخوله على مسؤول كبير في ذلك الوقت فضلا على الاهانات التي كان يتعرض لها عندما كان يلتقي المسؤولين سواء في  بغداد او غيرها من محافظات الشمال العراقي .

لذا فاته لايحب بغداد لهذه الاسباب  ونتمنى من  الحاكمين  في   المركز ان يوقفوا هذا المتهور والمغامر  عند حده  وان  يلزمونه باحترام  قرار مجلس الامن الدولي الذي حدد  مناطق الحظر الجوي  بعد انتفاضة  عام  1991  ضد النظام السابق  والذي لايشمل مناطق ومدنا استولى عليها الكرد عسكريا  بعد الغزو والاحتلال  مستغلين صعف المركز ومجاملات بعض الساسة الذين قدموا مع دبابات المحتل الغازي  مثل كركوك وغيرها  من مناطق في الموصل.

قولوا له ” برو” كما كان يردد الرئيس العراقي  الراحل عبد السلام عارف وسترون كيف ستتلاقفه الذئاب  في دول الجوار  بما في ذلك تركية التي يزورها بارزاني بين الفينة والاخرى   والحفنة المحيطة به مقدما خدماته  لها على حساب العراق شعبا وارضا .

اما الاخوة الاعداء الذين اصطفوا معه الان فستسمعون صراخهم لاحقا بعد هذا العرس المؤقت  الذي هو اشبه بعرس واوية”

قد يعجبك ايضا