جولة في الانتخابات: أسماء وأحداث وتواريخ / محمد داودية

محمد داودية * ( الأردن ) الإثنين 11/9/2017 م …




  • وزير أسبق …

صعدت درج رابطة الكتاب في اللويبدة عام 1975 بصحبة صديق العمر ميشيل النمري، الذي كان مشغولا في البحث عن أدوات التحول الديمقراطي، فانخرط في «لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية في الأردن» واطلق طاقاته في الاتحاد العام لطلبة الأردن في إيطاليا ولبنان، واخذ يبحث عن الروافع الإعلامية والمنابر الصحافية التي تحمل مشروعه في عمان.

ساهم ميشيل بديناميته البارزة في انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين في بداياتها، مع قائمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، التي كان سالم النحاس عرّابها، ومعه تيسير الزبري وعبلة أبو علبة وتضم د. محمود السمرة وإبراهيم العبسي ود. إبراهيم خليل وخليل السواحري وامينة العدوان ود. نمر سرحان وخالد الساكت ود. علي محافظة ومفيد نحلة، ضد قائمة تحالف الحزب الشيوعي وفتح بقيادة محمود شقير ومحمد سعيد مضية ومؤيد العتيلي وناهض حتر وكانت تضم د. عبد الرحمن ياغي ود. هاشم ياغي وفخري قعوار ود. وليد سيف وجمال أبو حمدان ود. صالح حمارنة وبدر عبد الحق وهاشم غرايبة ومحمد القيسي وعصام التل ود. حسين جمعة.

فاز من قائمة الجبهة الديمقراطية في انتخابات الهيئة الإدارية الثانية للرابطة عام 1975 ثمانية أعضاء من اصل احد عشر عضوا كان ميشيل احدهم. ولاحقاً، فزتُ في اربعة انتخابات أعوام (1980 و1981 و1991 و1992).

كانت انتخابات الرابطة السنوية مؤشرا لدى الرأي العام الأردني والإعلام والأحزاب العربية في الخارج على حيوية المعارضة والحركة السياسية الأردنية التي اعتبرت الرابطة عَلَمها ودليلها في مواجهة الأحكام العرفية، الى درجة دفعت الحاكم العسكري الى حلّها في 17 حزيران 1987 الى ان أعيد فتحها في 15 نيسان 1989 كثمرة من ثمار ربيع نيسان عام 1989.

كان طبيعيا جدا ان تلعب رابطة الكتاب الأردنيين والنقابات المهنية دورا سياسيا مباشرا في تلك الحقبة، التي حظرت الدولة فيها العمل الحزبي العلني، وطاردت خلالها العمل الحزبي السري «بسبب اتصاله بالخارج اتصالا جنينيا» كما قال دولة مضر بدران حين نوقش مشروع الغاء الاحكام العرفية في مجلس النواب، وكان ذلك صحيحا لاسباب عديدة ليس مجال مناقشتها هنا.

كان عمل التنظيمات السرية، الخاص بانتخابات رابطة الكتاب الأردنيين وبانتخابات النقابات المهنية والعمالية والنسائية واتصالاتها واجتماعاتها، علنيا ومكشوفا الى كل الحدود !! لدرجة انني قلت -جادا- ذات اجتماع انتخابي للرابطة: لو ان المخابرات تحط عقلها بالرابطة، فتفرّغ لها «ضويبطا» بنجمة واحدة، لمدة شهرين، لشلّحكم الرابطة !!

كان معلوما للجميع، ان تلك القائمة هي قائمة الجبهة الديمقراطية- نايف حواتمة. وان تلك هي قائمة الحزب الشيوعي- يعقوب زيادين وعيسى مدانات. وان هذا المرشح «محسوب» على حمدي مطر واحمد دحبور القياديين البارزين في الجبهة الشعبية -جورج حبش. وان ذلك المرشح «قريب» من تنظيم فتح- ياسر عرفات وانه مرشح المحامي علام الأحمد والحاج محمد العزّة ومحمد امين الجعبري. وان المرشح الأخر محسوب على فتح الانتفاضة – سعيد مراغة أبو موسى وأبو يافا وأبو خالد العملة.

في الثمانينيات من القرن الماضي، كنت صحافيا متخصصا في تحليل الانتخابات، لصحيفتي صوت الشعب والدستور. وكنت شاهدا على محاولات جماعة الاخوان المسلمين ومفاوضاتهم، وخاصة مناورات ومحاورات ومفاوضات زياد أبو غنيمة وطارق التل مع المهندس إبراهيم أبو عياش وعوني فاخر والمهندس زياد مطارنة والمهندس ياسين الطراونة، من اجل مقعد واحد في قوائم انتخابات نقابات المحامين والمهندسين والأطباء والزراعيين، التي كان تنظيم فتح يلعب فيها دورا مؤثرا.

في سنوات التسعينيات، تمكنت حركة الاخوان المسلمين، على محفّة المطالبة بمحاكمة الفاسدين، من اجتياح معاقل اليسار والقوميين في النقابات المهنية، إلا رابطة الكتاب الأردنيين. وأصبح «الإخوان» يعاملون الحركة السياسية الأردنية في النقابات المهنية، بنفس اسلوبها، أسلوب المغالبة والاستئثار والاقصاء. وأصبحت ترفض ان تخصص مقعدا لهذا الحزب او ذاك التنظيم.

لقد تغلّب شعار مكافحة الفساد الذي رفعه الاخوان المسلمون وشعار اخوان مصر: «الإسلام هو الحل»، على شعار «اردن وطني ديمقراطي» الذي ناضلت من اجله وتحت رايته الدستورية، الحركة الوطنية الأردنية عقدين من الزمن.

سقت هذه الجولة المكثفة، في شؤون الانتخابات وشجونها، بمناسبة انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين، التي ستجرى غدا الجمعة، لانني لمست ان هناك نقصا وتشويشا، في معلومات العديد من الكتاب حول الرابطة العتيدة، ويجدر ان أسجل هنا للدكتور خالد الكركي رئيس الرابطة حين اغلاقها، موقفه الأخلاقي الصلب الشجاع، للذود عنها باسناد أعضاء الهيئة الإدارية حينذاك: سالم النحاس ومحمود شقير وإبراهيم العبسي وفخري قعوار ونمرسرحان وإبراهيم خليل وحسين جمعة ومؤيد العتيلي واحمد المصلح وبدر عبد الحق.

*** واضح أن محمد داوودية كتب مقالته التأريخية هذه عشية انتتخابات الرابطة  للدورة الإنتخابية 2017 ـ 2018 .

قد يعجبك ايضا