مفهوم تجريد الجنسية ومفاهيم التخوين / جمال العلوي

 

 جمال العلوي ( الأردن ) الأربعاء 11/3/2015 م …

صرت أخشى من تنامي ظاهرة مفهوم تجريد الجنسية، الذي يرفعه البعض في وجه من يعارض أي سياسة حكومية. ليس المطلوب أن يكون الجميع في هذا الوطن، كله مفصل على قياس واحد، أو يتسق ضمن جوقة واحدة.

أن نختلف في الرأي،ظاهرة صحية، وأن نتفق احيانا في الرأي، يدخل في باب التوافق والحس الوطني، لكن أن ندخل فورا ضمن مفهوم سحب الجنسية ونسعى لصب الزيت «الوقود» على النار، ونبادر الى كيل الاتهامات هنا وهناك بلا طائل أو سبب، بل من باب تسجيل المواقف أو شحنها.

هناك في مجتمعنا على سبيل المثال من هو مع جمعية الاخوان» الجديدة « وهناك من هو مع القيادة الشرعية،وهناك من هو حتما ضد الاخوان المسلمين ويسميهم بتسميات لا مجال لسردها وكل في رأيه حر،ومن حقه أن ينحاز الى الجهة التي يقتنع بها.

وهناك من هو مع الحكومة ويرى أنها تمثل الخيار الافضل،وهناك من يرى انه لا بديل عن رحيلها وهو ضدها وهناك من هو حائر كيف يعبر عن رأيه او لا يعنيه شكل الحكومة أو طريقة تشكيلها بالمطلق، بل يعنيه وقف الغلاء أو وقف جنون الاسعار ولا يعنيه من يسكن في الدوار الرابع أو الخامس أو حتى السادس.

لست معك وقد اكون ضدك لكني احترم رأيك حتى لو كان نقيضا لرأيي،وعلينا ان نتقن فن الاختلاف أو التناقض وان نتعايش مع المفاهيم التي تقوم على التعددية والديمقراطية لا على المفاهيم التي تقوم على التخوين ورفع شعار سحب الجنسية.

واضح اننا لا زلنا نحتاج الى تغيير في الذهنيات وفتح الافاق نحو علوم الفلسفة ومنهج التفكير.

لست معك لكنك لست عدوي بل صاحب برنامج يختلف عني ويتفق مع غيري وأدفع حياتي ثمنا لأن تقول كلمتك بجرأة وحرية في إطار من الاحترام والاحترام المتبادل.

قد يعجبك ايضا