أسد سورية يروض الذئاب / محمود كامل الكومي

محمود كامل الكومي ( مصر ) السبت 26/8/2017 م …




رغم لباقته ونبرات صوته الهادئة, اِلا أن كلماته بالأمس الاول الاحد كانت زئيراً لأسد خارج لتوه من غِمار معركة ضروس ضد ذئاب الغابة, دافع فيها عن عرينه ( المتمثل فى جيشه وشعبه ووطنه) فأدمى الذئاب المسعورة وأردَاها قتيله أو فارة من من ميدان القتال أو منتحرة بعد الحصار والتضييق عليها في كل دار, حتى الضباع الجالسة على عروشها في الدوحة والرياض تموت الآن كمداً في قصورها وعلى بعد آلاف الأميال, بعد أن راهنت على الأسد وأشباله طيلة سبعة أعوام فخسرت خزائنها من الأموال وشرفها ذاب في الأوحال وانكشف ذيلها الذي تحركه الصهيونية والاستعمار.

“بشار”فى كلمة له خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين , يبشر بالنصر الذي بدا يلوح فى الآفاق, وبسورية تتعالى على الجراح وبأمل من فوق الأطلال يمحو الخراب ويعيد للشام عبقها ونورها الوضاء.

الغرب يعيش اليوم صراعا وجوديا كلما شعر أن هناك دولة تريد أن تشاركه في دوره, لذا كانت هجمته على سورية التي دفعت ثمنا غاليا في هذه الحرب لكن تمكنا من إفشال المشروع الغربي, فكلام الأسد أفعال وعنده أن ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام.

التمرس في الحرب أعطى الأسد رباطة جأش وبأساً شديداً وثقلا عتيدا, فقد ثبت لديه أن الغرب كالأفعى يغير جلده حسب الموقف وأنه دائما نتيجة غروره ينتقل من ورطة لورطة أخرى ولذلك لا ثقة في الأمريكان والغرب أبداً طالما إسرائيل ركيزتهم في عالمنا العربي, فعلينا أن نتوجه اقتصاديا وثقافيا وسياسيا شرقا.

زئير الأسد كان الأقوى, لا مكان لفكرة أمر واقع أو تقسيم في سوريا – فسوريا موحدة لا مجال لغير ذلك من كلام – لن نسمح للأعداء والخصوم أن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالإرهاب, كان هذا جرس إنذار .

الفرق بين التحالف والحلفاء ظاهر للعيان …الأول تحالف ضد سوريا لتفكيك جيشها وتفتيت أرضها, والثاني, حلفاء من أجل سوريا موحدة ومن أجل تعضيد الجيش السوري, لذا كان لا بد من توجيه التحية لحلفاء سوريا إيران ومرشدها, وروسيا ورئيسها وحزب الله وحسن نصر الله, والصين في المحافل الدولية كانت تكبح جماح الذئاب بما تملك من فيتو في مجلس الأمن فالشكر موصول لهم من الأسد والشعب العربي فدعم أصدقائنا المباشر سياسيا واقتصاديا وعسكريا جعل إمكانية التقدم في الميدان أكبر والخسائر أقل وهم شركاؤنا الفعليون.

وستكتب فصول عن أصدقائنا في روسيا وإيران وحزب الله عن مبادئهم وأخلاقهم- – ومن هنا أختلطت دماء شهداء الحلفاء بدماء الجيش السوري المغوار تروى قصة سوريا لتظل قلب العروبة, واندثرت جامعة النعاج العربية أسيرة القرار الخليجي الصهيوني, ورغم من تبقى من عقلاء العرب لكانت المحلل للعدوان على سوريا .

أكل الأسد الضباع, وقضى جيشنا العربي السوري على الإرهاب ومازال ينظف الفئران المذعورة من الشقوق والجدران, وانغمست أنياب الأسد في مجلس التعاون الخليجي تنزع منه آليته الصهيونية لتدمير الدول العربية, فتعرت قطر وحكامها وصار العداء بينها وبين السعودية والبحرين والأمارات أشد وأنكى,وفُضِحَ كلا منهم الآخر برعايته واحتضانه للإرهاب, وبدا أن لعنة سورية ستحل على حكامهم اِن عاجلا أو أجلا .

لذا فالكل يخاطب الأسد الآن والأسد على عرينه يضع الشروط والأصول ويقول: لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحل إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب- وحتى الضبع القابع في تركيا كان مصيره مع الأسد كحكام قطر والسعودية فلجمه الأسد حين قال: أردوغان يلعب دور المتسول السياسي بعد فضحه في دعم الإرهابيين ولا نعتبر الطرف التركي شريكا ولا ضامنا ولا نثق به.

يبقى للأسد أن يروض الذئاب, فالغرب ما عاد يتحدث عن سوريا اِلا في حضن الأسد, وأمريكا تدنو وتقترب, وتبيع حلفاءها من المعارضة السورية بأبخس الأثمان تقربا وتزلفا من الأسد الذي ما عادت تنطلي عليه أساليب الثعابين والحيات – والعدو الصهيوني يطلب التهدئة على الشريط المحاذي للجولان بعد أن فقد عملاءه من المعارضة باندحارهم على يد الجيش السوري, فالصواريخ السورية وصواريخ حزب الله صار في إمكانها أقوى مما كان .

التوجهات المستقبلية للسياسة السورية حددها الأسد بالاستمرار بسحق الإرهابيين وكذلك المصالحة كفرصة لحقن الدماء.

الإنجازات العسكرية لقواتنا المسلحة كانت هي الحرب وكانت هي السياسة .

وعلى الشعوب العربية أن تعِ جيدا أن نضال الشعب السوري والجيش العربي السوري وزئير الأسد كانوا جميعا حائط الصد الأخير الذي تكسرت عليه أمواج مؤامرة الشرق الأوسط الكبير الذي تقوده إسرائيل لتذوب فيه الدول العربية شرذمات هلامية تظل تتناحر فيه شعوبها حتى يُقضى عليها, لذلك فلا بد لكل فرد من أفراد شعبنا العربي أن يسارع إلى سورية يرد لها جزءاً من الجميل, ولا بد لهذا الشعب أن يقاضي كل الحكومات التي مولت الإرهاب على سوريا ويقبض عليهم  ويقدمهم للمحاكمة  أمام المحاكم الوطنية والدولية ويقتص منهم بإنزال أقصى العقوبة عليهم كمجرمي حرب مع تعويض الشعب السوري ودولته عن كافة جرائم القتل والتدمير التي لحقت بسوريتنا الحبيبة .

* عن المجد الأردنية

قد يعجبك ايضا