المعلمون يعودون إلى مدارسهم بعد قضاء عطلتهم في المنتجعات / رائد العزام





رائد العزام ( الأردن ) الجمعة 25/8/2017 م …

الجمعة 25 آب تنتهي العطلة الصيفية للمعلمين والمعلمات في الأردن، ليلتحقوا بمدارسهم صباح غد السبت، بعد انقضاء إجازتهم الصيفية، التي قضاها أغلبهم في مصايف الداخل والمنطقة وعدد غير يسير منهم في منتجعات أوروبا.

أظنهم يعودون بطاقة ايجابية كبيرة بعد إجازة الترويح عن النفس واسترخاء الأعصاب، لينعكس كل ذلك إنجازا يطال مفاصل العام الدراسي بمخرجاته كافة.

يعودون وقد تهيؤوا نفسيا وعصبيا لاستقبال عامهم الجديد بما يحمله من تعليمات، منها الجديد وآخر مكرور صار روتينا.

يعودون وفي آذانهم كم هائل من تنظيرات الخبراء والمفكرين وأهل الرأي، حول أساليب التعليم الحديثة، والإرشادات التربوية المطوّرة، والوسائل التعليمية المبتكرة، وضرورة تدريبهم وتأهيلهم، وكلها تحتاج في تطبيقها إلى معلمات ومعلمين مستقري الحياة ومسترخيي الأعصاب، وهذا ما أحدثته افتراضا رحلاتهم الترفيهية الخارجية منها تحديدا.

ربما هذا ما سيكتبه أحد ما بعد تطبيق الإصلاحات التربوية المعلن عنها، بعد بضع سنين أو عشرات السنين أو مئات وربما أكثر.

بعيدا عن “الحلم” فإن الواقع يقول: إن أغلب المعلمات والمعلمين يعودون حاملين معهم تظلماتهم من سياسات النقل (التعسفية في بعض الأحيان)، ومحسوبيات التعيين في المواقع الإدارية القيادية وشروطها العجيبة، وثقل زيادة أنصبة حصصهم الأسبوعية، وبيئة مدرسية لا تلبي أدنى متطلبات العمل، فلا تقيهم وطلبتهم حرّ الصيف ولا تمنحهم دفء الشتاء، ومناهج تقيد العقول وتشوّش الذائقة، وإرثا عقيما من الواجبات الكتابية، لا تغني ولا تسمن.

يعودون حاملين معهم همومهم المنزلية التي فرضتها ضناكة العيش، وبحثهم الدؤوب عن مصادر رزق تعولهم وأهليهم.

ولأن المخرجات تحددها وترسمها المدخلات فليس من الصعوبة قراءتها واستشرافها استباقيا، فعذرا من خبرائنا ومفكرينا وأصحاب القرار فينا.

قد يعجبك ايضا