بحث لحركة القوميين العرب … داعش، حتى تصبح المنطقة في جغرافيتها المحددة خربة خالية.؟

 

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 2/3/2015 م …

* لا يجوز لأحد أن يسكت عن الخطأ..؟  فكيف  إذن بمَن أخطأ ويُخطئ..؟

** داعش، حتى تصبح المنطقة في جغرافيتها  المحددة خربة خالية.؟

من الواضح أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وملحقاتها من التنظيمات المسلحة الرديفة، حسب ما يصل إلينا يقينا من أخبار أفعالها ومسارها، بما فيها المعارضات السورية على اختلاف أشكالها التي تتكئ عليها أو تعمل في كنفها أو كغطاء لها، كما يستبطن من تصريحات ممثليها ؟، أنهم قد صنعوا جميعا : ليتنافي وجود منظومتهم مع بقاء أي تجمع إنساني تاريخي له صفة الديمومة والاستقرار حتى البسيط منه على أي أرض، وأن يتنافى بالتالي مع وجود أي دولة في مفهومه الصحيح المعمول به، كحالة شعب مستقر على أرض له مؤسسات، ثصرف شؤونه الحياتية بما يساهم في ديمومته ونموه، فأين من ذلك الحريات والديمقراطيات والرأي الآخر الح ؟،  فهذا الخليط المصنع هو في التضاد حتى مع أبسط أي حق من حقوق الإنسان وكرامته، إذن فالهدف من وجود منظومتهم هذه وتحركها الهمجي الوحشي، كما يتبين في سلوكهم الحياتي حتى في المناطق الخاضعة لسطوتهم (العطاء والإخضاع والاقتلاع)،لا يقف على حدود نشر الفوضى والتفتيت، بل القضاء ليس على دول المنطقة فحسب وإنما أيضا على كياناتها الاجتماعية الإنسانية وأسسها، تلك المتواجدة في البوادي والقرى والمدن، وإنهاء وجودها على مختلف أصولها وأطياف معتقداتها وإلغائها، وأيضا تصحير وتقحيط الأرض والمجتمع حتى تصبح المنطقة في جغرافيتها امحددة خربة خالية، ومن ثم إلحاق من يتبقى من كائنات بشرية هائمة؟، في نظم لا صفة لها تتمحور بين التبعية الإعتياشية، والخضوع القهري القووي، المتبع مع المنبوذين،  والأقرب إلى أنظمة السجون ومعسكرات الاعتقال أثناء الحروب، وفي أفضل الأحوال المشابهة لنظم المشيخات والممالك الطغيانية المعترف بها دوليا، في شبه جزيرة العرب..؟  علما بأن العديد من المحسوبين على الإسلام السنة المغرر بهم من أتباع حماس الفلسطينية، والمناصرين للمخلوع مرسي في مصر، والسائرين بركب تيار المستقبل في لبنان، ومن يدور في فلكهم من عاصبي عقدة العماء، يعتقدون بأن داعش ستعيد عظمة الإسلام الأولى ودولة الإسلام، وأن هذا ما يقولونه في مجالسهم ويتحدثون به في ما بينهم ويتحمسون له، صراحة كان ذلك أو مداورة أو في ما يستبطنون ..؟

* صراع على سوريا، وليس احتلالا دوليا لها..؟ ربما ؟، أن ما يُحسب على شعب سوريا من معارضات، ليسوا حقيقة سوى ناطقين أمينين رسميين لما يمليه عليهم أطراف الصراع الدولي حسب ارتباطاتهم، وأن عالمهم الافتراضي قد أصبح واقعا بالنسبة لهم، وجعلهم يحسبون يقينا ما يتخيلون ويتوهمون..؟ فكيف يساهمون في تدمير دولة وينشرون الفوضى فيها، ويقتلون شعبها، ويذررون ما بقي منه، ثم يدعون تمثيله والتحدث عن غبن أبنائه، ففي أي دولة سيمارسون سياساتهم التعارضية.. ومع أي شعب ؟؟؟، مثل هؤلاء لا يمكن ائتمانهم، فهم فد يستخدمون الله والدين والجنس، وأنواع المحرمات من أجل الوصول إلى أغراضهم.. فلا وازع يردعهم ولا ضمير؟ وكما هو ثابت  فإن الصراع الدولي على سوريا كان أزليا ولن ينتهي، وكان يتبدى تاريخيا في أوجه عديدة تتناسب مع حال الزمان والمكان، كما أن العالم عبر تاريخه هو سلسلة لتوازنات القوى، وأن استقرار دوله ومناطقه ما هو إلا محصلة لها ..؟ إذ أن الصراع الدولي على سوريا بما استدعى تفاقمه من ضرورة لإعلان الحرب غير المباشرة عليها من قبل بعض أطراف الصراع ومشاركة بعض من دول جوارها، وأيضا عمل هؤلاء العلني أو المستور على استقدام وتدريب الهمج المرتزقة من أغراب العالم والسوريين الخونة لإدخالهم خفية إلى أراضي سوريا، لتكوين عصابات إجرامية مخربة تابعة، وتسليحهم وتمويلهم للقتال فيها، ومن ثم إعطائهم صفة الثوار وضجيج إعلامي مرافق كاذب، لتواجدهم المتسلل داخل الحدود السورية، لا يعطي لممارسات هذه الدول الشرعية من كونها دول قووية عظمى مصالحها فوق كل اعتبار، ولا يبرر أعمالها بحكم الحاجة الملحة الطارئة والأمر الواقع، ولا الشرعية لولادة ثوارهم القتلة على الأراضي السورية ، بل يدينهم؟، كما لا يمكن أن يًحسب ثوارهم وراياتهم طرفا سوريا من قبل الشعب السوري كما يطمحون؟..

وأن ما يحدث ليس سوى شكل من أشكال الحروب العدوانية المأساوية، التي فرضت شكلها ونوعها التوازنات الدولية؟، وأن من يقاتل في سورية واقعا هم الأعداء في لبوساتهم المتعددة، وما يحدث هو غزو سافر لأصحاب المصالح والطامعين، وأن إعطاء صفات أخرى تحريرية وحضارية ديمقراطية لما يحدث فيها على غرار السبناريو الحاصل لما قبل غزو العراق وليبيا، مرفوض، وهذا ما لن يقبل به شعبها، ولن يستسلم لمصيره مطلقا، ويرفض الرضوخ له على الرغم مما يسوقون إليه من أنواع المخادعات والإغراءات والتهديدات..؟ فهذه العصابات تواجه عمليا الشعب وجيش الشعب السوري وتقاتله في سورية أو على جزء من أراضيها لتقويض الدولة السورية، ولا تقاتل أحدا غيره، وإن كانت تتناحر فيما بينها على الغنائم والأسلاب، والدولة السورية على مختلف تكويناتها الاجتماعية الإنسانية، هي في حالة حرب دفاعية شاملة عن أراضيها وشعبها ضد هؤلاء، ولم تزل لهذه الدولة في كونها الشخصية الاعتبارية المقدسة بمن تمثله ويمثلها، وتساميها بالوقت ذاته على أسس تكوينها وهو الشعب، الحالة السيادية الكاملة والمسؤولية عبر مؤسساتها القائمة العاملة، اتجاه شعبها واتجاه المجتمع الدولي،  وأن الصراع الدولي عليها أي كانت تسميته وأنواعه ومظاهره، لا يمكن أن يفهم بأي حال على أنه احتلال دولي لها، أو أنها قد ألغيت، وبالتالي صارت فاقدة لسيادتها، فالدولة السورية لم تزل تمارس حقها السيادي المشروع وتؤكده، وأن الأحداث المأساوية الجارية، لم تستطع أن تنتقص أي حق من حقوقها على شعبها، أو على أي شبر من أراضيها، ولا يجوز التعامل معها على أساس (إلتغائها)، كما تذهب إليه هذه المعارضات البائسة ؟

**الثورة السورية، شراذم شاذة، ورغبات غنائمية، ومخادعة..؟؟ لا شك أن الشراذم  الشاذة، التي كانت تعشعش كفطر سام على الجسم السوري والمجتمع العربي،  قد واجهت الإحباط ..؟ فلم تسقط الدولة السورية في يوم وليلة كما اشتهوا عند بدء تحركهم الخياني المأجور، أو كما استشرفت أحلامهم المشوشة وأماني غيرهم ، أو ارتأت رغباتهم الغنائمية  النهمة، بل هم من سقطوا.. ويسيرون من تيه إلى تيه؟ فما كانوا يعدون له من مخادعة رعناء، وما كانت تأمل فيه مخيلاتهم وتخطط له عقول غيرهم بخبث يقارب الجنون، يقضي بإحلال شعارات جوفاء لا مضمون لها على أرض الواقع، مكان يقينية وجود قيم تاريخية مترسخة للدولة والمجتمع في المنطقة، ومن ثم تعميم الفوضى، لإسقاط منظومة التحرر العربي، عبر إسقاط سورية الدولة وتذرير شعبها، قد فشل..؟ وأن الهجمة المفتعلة الهوجاء على عقول الجماهير لقلب المفاهيم والمعايير، واستبدال الثورة المزيفة عوضا عن ثورة الشعب، أو التحرك التحريري للشعب العربي بتحرر مزيف، لم يجدي..

فالصهيونية الغاصبة هي في فلسطين المحتلة هناك، وأوروبا الاستعمارية، وأمريكا المجرمة وشركاؤها العربان هناك..؟؟ وهكذا وجدت هذه الشراذم الغبية نهاية، أنها في ورطة لا مهرب منها، وأنها قد خدعت ذاتها، وتخلى عنها الجميع، وتقف الآن وحيدة مرذولة في مواجهة وحدة الشعب السوري وتوجه المجتمع العربي وفي تصميمهما الدفاع عن منظومة التحرر والدولة السورية، وليس أمامها سوى الفرار أو الموت..؟

فساد الإنسان السوري وحاجته إلى الإصلاح..؟؟ من المؤسف أن يشي الجسم السوري بكم من الفجوات خاصة بعد حصول الكارثة وتفاقم المأساة ، وأنه لم يستطع أن ينهض بجيل جديد من أبنائه يفكر، فبعض الأفراد من الذين أمعنوا في بقر بطون السوريين والنبش في جثثهم، وفي الترويج المأجور للفساد والإنحراف  بين الشعب على امتداد عمرهم الطويل، وأيضا في نشر الخرافة وتخريب عقول الشباب، ومن هم أولى في نفض الفساد عنهم، والتطهر، والأحوج إلى ولادة جديدة، يتصدرون المنابر للوعظ والإرشاد ليتحدثوا بوقاحة عن فساد الإنسان السوري وأنه بحاجة إلى إصلاح..؟؟؟؟؟

ضجيج العنصريين الأكراد حول بيان الإنفصال..؟ التعدد صنع وحدة الدولة السورية ، فسوريا نتاج التنوع ، وشعبها في تكوينه المتنوع هو  ابن الأرض السورية الواحدة في جغرافيتها الطبيعية، التي بنى عليها الوطن والدولة وارتضاها سكنا أبديا، وأن التقاء الجماعات الإنسانية فيما بينها على أرضها عبر كل مراحله، لم يكن ساكنا جامدا بل كان متفاعلا على نحو فريد، تطور في مساره التاريخي إلى نوع من الفكر الخلاق، ساهم في كل حضارات الشعوب، حتى بات كل شعب مستقر متحضر في العالم ، يحتوي على حيز  من هذا العطاء السوري، وهذا ما يعرفه جيدا المدنيون السوريون، لذا فبالوقت التي يحرص فيه السوريون على خصوصية تنوعهم، يحرصون أيضا بالقدر نفسه على التقائهم ووحدتهم، فليعد العنصريون الأكراد إلى معاهدة سيفر/1920/، وليعد السوريون إلى ذات المعاهدة ، فلكل له جغرافية أرضه ودولته، التي أقرها لهم المجتمع الدولي..؟

  إفلاس سياسي للمعارضات السورية، وعمالة خيانية، لا تكف عن تغييب سيادية الدولة السورية..؟

إن تعارض ما يسمى المعارضات السورية الظاهرة  مع السلطة، ليس حديثا بل بدأ مع استلام البعث للسلطة عام 1963، ومع أن هذا التعارض كان إقصائيا بين الطرفين لا تسوية فيه، إلا أنه كان يتضمن خلافا سياسيا وجوديا حادا، بين مشروع إقامة دولة البعث، الذي كان يعني استمرارا للانفصال، وبين مشروع إعادة دولة وحدة/  عام 1958 – وقد حدثت بعض التسويات بين الطرفين عقب وفاة الزعيم عبد الناصر في مصر وقيام الحركة التصحيحية في سورية/1970 بقيادة حافظ الأسد، ودخول مجاميع الأحزاب على اختلافها إلى جانب البعث وقيادته في ما سمي الجبهة الوطنية..؟ ولقد ساعدت ممارسات حزب البعث الشمولية طيلة سنوات مشمولة بما تضمنه الدستور من مواد تكرس قيادته للدولة والمجتمع، وتراكم الأخطاء التي تفرزها عادة ممارسات النظم الشمولية إلى تعميق هوة الخلاف بين هذه المجاميع السياسية ومن التحق بها من قطاعات الشعب المستاءة،  وبين السلطة السورية، وقد يتوضح من مسار ممارسة هذه المعارضات وتوجهاتها، أنها لم تكن تملك مفهوما أو رؤية واضحة لمفهوم الوطن السوري، وسيادية الدولة ، بل كانت تنحو بشكل أو آخر إلى إلحاقها بالغير كمصر من قبل الناصريين بصيغة الوحدة، أو الدول الغربية من قبل العاملين في جمعيات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني توابع الغرب، أو من قبل مَن كانت تمولهم وتحميهم السفارات، أو من قبل هؤلاء الملتحقين في مشروع الأخوان صراحة أو مداورة، إلى  إلغاء وجودها كدولة ووطن..؟ وقد انكشف هذا مع بداية مواقفها المؤيدة للمشاريع الغربية الإسرائيلية، عقب الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله، والأحداث المتسلسلة التي تلته، من مقتل الحريري إلى العدوان الصهيوني على لبنان في عام/ 2006، إلى البزوغ السريع لنجم الربيع العربي، وإطاحته بالسلطات والنظم في عدة دول عربية، ذلك بما كانت تطبل وتزمر له هذه الجماعات وتدعو، وأيضا لكل حدث ينال من سيادية الدول وشعب العروبة بفجور مخجل..؟ وحتى تاريخه لم تعي مع الأسف هذه الجماعات والتيارات حقيقة ما حدث في سوريا من أحداث مؤلمة تهدف إلى إنهاء وجودها الوطني والسيادي، ولم تزل تستحوذ عليها مركبات نقص مرضية حادة عن المواطنة والديمقراطية والحرية، يعززها التمويل الخارجي والإعلام الفاجر الغربي، علما أن هذه القيادات المتشدقة لا تفقه حتى أصول العمل السياسي، كيف نشأت الديمقراطيات في الغرب ولماذا الحريات ضرورة، وكيف نشأت الدول وسيادية الدول، وما هي المواطنة، وهل تمتلك مجتمعاتنا وكتلها البشرية الاقتصادية تلك المقومات التي أتاحت للغرب بناء نظمه السياسية وأن يعمل بموجبها، أو أن هذا ما هو مطلوب منها..؟ لذا ليس من المستغرب أن نسمع من هذه القيادات وعقب اجتماع موسكو عبارات مبهمة (عن التدويلية) يتكئون عليها في مقابلاتهم وتصريحاتهم، لتبرير وتأكيد وجودهم كطرف، لكن ليس بأي حال الوطني كممثلين لشعبهم وإنما الإرتباطي، في المشاريع الدولية، كما نستشف منها إفلاسهم السياسي والوطني، وعمالة خيانية مفضوحة،  لا تكف عن تغييب سيادية الدولة السورية وسيادة شعبها، وسلطتها..؟

**صوابية تأييد الجماعات التكفيرية أو رفضها..؟

* هنالك خلط واضح متعمد بين الميول الطبيعية التي يختزنها كل مسلم لدين الإسلام وتعاليمه، وبين التنظيمات السياسية التي تعمل على الإسلام، بحيث يندفع كل مسلم عبر رد فعل محسوب إلى أن يكون معني في تحركات هذه التنظيمات السياسية الإسلامية، ويصبح من واجبه كمسلم، تأييدها ودعمها، وفي ظنه الدفاع عن الإسلام،

حيث يعتبر حسب الاعتقاد المترسخ لديه، أن حرب تنظيم القاعدة، وداعش، والنصرة، وجيش الإسلام وسائر ما تحمل هذه من تسميات، بغض النظر عن ممارساتها الوحشية وسلوكياتها، هي حرب الدفاع عن الإسلام المظلوم ضد أعدائه، وأن أعداء الإسلام المفترضين يحاربون هذه التنظيمات، لأنهم في المبدأ يحاربون الإسلام..؟ ،

وهنا لا بد من دراسة معمقة من قبل العقلاء وأصحاب الاختصاص، لحقيقة مظلومية الإسلام هذه على كافة طوائفه، ليتم بيان هذه المظلومية إن كانت واقعية حقيقية أم أنها وهم؟؟،

لأنه لا يصح اتهام الآخرين المخالفين جزافا، ولكونهم مخالفين هم ظالمين حكما، أو لأن سيادة القائمين على نوعية هذه الدعوات الإسلامية وأتباعهم لم تتم بالمطلق فالمظلومية محققة وقد وقعت، وعليه يتوجب استئصال الآخر؟؟، هنا المسألة تصبح في معيار العقل تخريفا طفوليا لا يرقى إلى الرشد، إن لم تكن نازية مموهة، والإسلام ليس هكذا بالمطلق؟؟، لذا فالمسلم سينزلق إن لم يفطن لهذا الخلط: إلى فوضى المعايير المنافية للحكمة والعقل والعدل، وإلي نفي البديهية الأساسية لتساكن الجماعات، وهي المساواة والعدل، وبالتالي إلى أحقية استعداء وكراهية، هؤلاء الآخرين المخالفين له في العقيدة والرأي، لأنهم ضد الإسلام الظالم المتوحش؟؟، ذلك إن لم يتخذ المسلم موقفا إيجابيا عاقلا يتصف بالموضوعية، يعلن فيه إيمانه المسلم العادل، وبالمقابل موقفا سلبيا واضحا من هذه التنظيمات وإلى رفضها صراحة..؟؟؟

قد يعجبك ايضا