الأزمة القطرية السعودية تحرج العصابات المسلحة السورية

 

 

السبت 17/6/2017 م …

الأزمة القطرية السعودية تحرج العصابات المسلحة السورية … 

الأردن العربي – وضعت الأزمة الخليجية فصائل العصابات المسلحة السورية في موقف محرج بعد أن أضعفها توتر العلاقات المتنامي بين السعودية وقطر، أبرز الدول الراعية لها، وابتعادهما تدريجيا عن النزاع الدائر في البلاد، وفق ما يرى محللون.

منذ بدء المؤامرة في سوريا في اذار(مارس) العام 2011 ، حافظت الدولتان الخليجيتان على دعم الفصائل المسلحة ضد الدولة الوطنية السورية و الرئيس السوري بشار الاسد.

برز الدعم الخليجي لتلك العصابات وخاصة الإسلامية منها منذ البداية، الا انه وبعد ست سنوات من الحرب لم تعد تلك الدول تستطيع القيام بالدور ذاته بسبب الصمود السوري الأسطوري وإنجازات الجيش السري وانتصاراته على الأرض.

ويقول الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ ‘وضعت القطيعة ( القطرية السعودية ) الحالية العصابات التكفيرية المسلحة في موقف محرج (سياسيا) لان لا أحد يريد ان يكون جزءا منها بشكل علني كما ان أحدا لا يتحمل التخلي عن اي من الطرفين’ السعودي أو القطري.

وفي مؤشر الى ارتباك تلك العصابات الناتج عن هذه الأزمة الخليجية، رفضت فصائل عدة تواصلت معها وكالة فرانس برس التعليق على الموضوع بسبب ‘حساسيته’.

واكتفى مسؤول في فصيل مسلّح في الغوطة الشرقية قرب دمشق بالقول ‘قطر والسعودية وتركيا والأردن والإمارات من الدول الداعمة لثورة الشعب السوري ووقفت مع معاناته منذ سنوات’.

واضاف ‘نسأل الله أن تكون الخلافات سحابة صيف’.

قطعت كل من السعودية والامارات ومصر في الخامس من الشهر الحالي علاقاتها مع قطر، واتهمتها بدعم ‘الارهاب’ معددة الاخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة.

واتخذت دول أخرى مواقف أقل حدة مثل الأردن الذي خفض التمثيل الدبلوماسي القطري لديه.

وبرغم حالة الارباك التي تعيشها الفصائل المسلحة، يرى صايغ انه سيكون للازمة الخليجية تأثير محدود على ما يجري في سورية حيث ‘تراجع التدخل القطري والسعودي عما كان في الماضي حسب زعمه’، مشيرا الى ان الرياض ‘خفضت الى حد كبير تمويلها منذ العام 2015 بسبب تدخلها في اليمن’.

كما لن يكون هناك على الارجح اي تأثير كبير على الصعيدين المالي والسياسي كون ‘الولايات المتحدة وتركيا عززتا من دعمهما للفصائل التي كانت سابقا مقربة من قطر أو من السعودية’.

وتدعم الفصائل المسلحة في سورية دول عدة بينها السعودية وقطر وتركيا وحتى الولايات المتحدة.

وفي شمال سوريا، تعد الفصائل المدعومة من قطر وتركيا الأكثر نفوذا مثل حركة أحرار الشام الإسلامية، ويطغى على الغوطة الشرقية قرب دمشق فصيل جيش الإسلام المدعوم من السعوديين.

وفي جنوب البلاد تنشط فصائل تلقت تدريباتها من الأردن والولايات المتحدة.

وتعد هيئة تحرير الشام وهي تحالف مجموعات إسلامية بينها تنظيم القاعدة سابقا، إحدى الفصائل الأكثر نفوذا في مناطق سيطرة المعارضة، وتربطها علاقات مع قطر، وفق ما يقول محللون ومسؤولون من فصائل أخرى، الا ان الدوحة تنفي ذلك.

وقامت قطر بدور الوسيط في غالبية عمليات إطلاق سراح رهائن كان لجبهة النصرة يد فيها.

وبالاضافة الى الخسائر الميدانية التي منيت بها، بحيث لم تعد الفصائل المعارضة ومعها هيئة تحرير الشام تسيطر سوى على 11 في المئة من الأراضي السورية، فانها تشهد في ما بينها توترا متصاعدا أدى الى اندلاع عدة جولات من الاقتتال الداخلي.

وظهر التوتر القطري السعودي بشكل أساسي في الغوطة الشرقية التي شهدت اقتتالا داخليا اودى بحياة مئات المقاتلين بين فصائل مدعومة من السعودية وأخرى تدعمها قطر.

ويرى الباحث في جامعة اوكسفورد رفاييل لوفيفر ان تأثير التوتر القطري السعودي قد ينعكس أكثر على الغوطة الشرقية كونها ‘منطقة جغرافية صغيرة تتركز فيها فصائل معارضة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالدولتين الخليجيتين’.

وبالنتيجة، قد يكون للازمة بين الدولتين ‘نتائج دموية أكثر خاصة أنهما تدعمان فصائل متنافسة في مناطق شهدت أصلا اقتتالا داخليا مثل الغوطة الشرقية’.

الا ان االخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة إدنبره توما بييريه يقلل من أثر ذلك، اذ يرى أن ‘التحالفات (في الغوطة الشرقية) تحددها الموازين الداخلية أكثر من الجهات الراعية في الخارج’.

اما في محافظة إدلب (شمال غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل المعارضة، فقد ‘تعاني حركة أحرار الشام من تغيير قطر لسياستها التمويلية’، وفق بييريه، الا ان الحركة ستبقى مهمة جدا بالنسبة لتركيا التي تقوم اليوم بدور الوسيط بين الدوحة والرياض.

تعرضت الفصائل المعارضة منذ العام 2015، عام التدخل الروسي في سورية، إلى نكسات متتالية كان أبرزها خسارة مدينة حلب في كانون الاول(ديسمبر).

قد يعجبك ايضا