تبرير امريكي سخيف وكاذب كالعادة

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 15/6/2017 م …

تبرير امريكي سخيف وكاذب كالعادة …

جرت العادة المتبعة في الاعراف الدبلوماسية بين الدول في العالم ان تهنئ الدول بعضها البعض بمناسبا ت اعياد   تاسيس تلك الدول الا في حالات محددة منها مثلا ان لاعلاقات تربط تلك الدول او ان هناك مواقف عدائية بينها مما يدفعها الى عدم اتخاذ قرار بالتهنئة او غيرها .

وجرت العادة ان تشجب الدول وتستنكر ما تتعرض له الدول الاخرى من اعمال ارهابية او نكبات اخرى وكم من المرات هنات موسكو واشنطن بمناسبات عدة من بينها تاسيس الولايات المتحدة مثلما استنكرت وشجبت اعمالا وحوادث اضرت بالشعب الامريكي.

ومن التقاليد القديمة والاعراف المتبعة منذ القدم ان واشنطن وموسكو تتبادلان التهنئة بمناسبة ” العيد الوطني” لكلا البلدين ولم نسمع يوما ان اوقف هذا التقليد والعرف سواء من قبل موسكو او واشنطن الا في عهد ترامب.

الان فقط عندما فسرت الخارجية الامريكية امتناعها عن توجيه التهنئة التقليدية الى روسيا بمناسبة عيدها الوطني الذي صادف في الثاني عشر من حزيران الحالي بزعم   تبنيها اسلوبا جديدا في هذا المجال وهي ” كذبة سوبر” تضاف الى اكاذيب هذه الوزارة ودولتها ” الولايات المتحدة الامريكية” التي تضمر شرا وكرها لانظير له الى روسيا وشعبها بسبب مواقفها المؤيدة للشعوب والحكومات الرافضة للهيمنة الاستعمارية التي تقودها واشنطن وافشلت محاولة تحويل العالم الى قطب احادي الجانب من خلال توسعة ” حلف ناتو العدواني” شرقا مستهدفة روسيا والصين.

ولم تبق دولة او دويلة قربية من الحدود الروسية الا وضمتها الى ” ناتو” بمزاعم واكاذيب امريكية معهوده بالرغم من ان بعض الدول لاوزنا عسكريا لها لكن واشنطن وحلفائها الغربيين يستغلون اراضي تلك الدول لنشر اسلحة ومعدات عليها قد تصل ربما الى حد المعدات النووية..

لن نستغرب من واشنطن هذا الموقف العدائي ضد روسيا والذي بررته وزارة خارجيتها بانه اسلوب جديد لان روسيا وقفت بحزم ضد مواقف واستهتار الولايات المتحدة وبرزت كقوة عظمى باتت واشنطن تحسب لها الف حساب بعد ان كانت تعتقد ان روسيا التي حلت محل الاتحاد السووفيتي بعد انهياره عام 1991 سوف لن تكون افضل حالا من الاتحاد السوفيتي المنهار بعد ان فوجئت بالمواقف الروسية المتتالية في اروقة الامم المتحدة واستخدامها ” اكثر من فيتو” لقطع الطريق على المشاريع الامريكية والغربية للاستحواذ على العالم فضلا عن قدراتها العسكرية.

صحيح ان الموقف الروسي الحالي جاء متاخرا بعد ضياع العراق اثر غزوه واحتلاله امريكيا وبريطانيا عام 2003 تحت ذرائع واكاذيب لاتختلف عن اكذوبة وزارة الخارجية الامريكية التي بررت فيها عدم تهنئة روسيا في عيدها الوطني وكذلك تدمير ليبيا ثم الاستدارة نحو سورية لجرها الى ذلك المستنقع الذي اوقع فيه الغرب كلا من العراق وليبيا لكنه موقف اغاض الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة التي استهترت واستغلت منابر الامم المتحدة لتمرير مشاريعها في الهيمنة على العالم وعلى ” الطريقة النازية”.

الامريكيون انفسهم يقرون بان العلاقات الامريكية الروسية الان في ادنى مستوياتها وقد اكد ذلك مرارا ريكس تيلرسون وهو عميد دبلوماسية واشنطن ووزير خارجيتها.

ومن التبريرات التي ساقتها الخارجية الامريكية بعدم ارسال التهنئة الى روسيا بهذه المناسبة بان الوزارة توقفت عن ارسال التهاني بصيغة بيانات وان ذلك يتم عبر تسليم التهاني الى السفارات لكن مسؤولا في السفارة الروسية بواشنطن نفى ان يكون قد تسلمت السفارة اي تهنئة بهذا الشان مما يؤكد ” كذب” ونفاق القابعين في البيت الابيض.

موسكو التي دخلت بقوة الى المنطقة” الشرق الاوسط” بعد الازمة السورية لم تعد بحاجة الى تهنئة ” من دولة كاذبة ومخادعة” لان ذلك لايغير من موقعها الدولي الذي شغلته وتشغله بجدارة الان حين قطعت الطريق على احابيل واكاذيب المستعمرين سواء في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي او اقامة علاقات مع دول في منطقة الشرق الاوسط كانت علاقاتها محصورة بواشنطن وعواصم الغرب الاخرى فقط كسرت موسكو ذلك الطوق بعد ان شعرت انها مستهدفة لاحقا جراء احاطتها بمنظومات من   درع الصواريخ الامريكية نشرتها في اكثر من دولة مجاورة الى روسيا مثل بولونيا والتشيك وضم المزيد من الدول الى حلف ناتو العدواني بهدف التوسع شرقا لاحكام الحصار على روسيا والصين .

مثلما لم يغير هذا الموقف الامريكي المعادي من قدرات روسيا العسكرية التي باتت معروفة للقاصي والداني وبات الطلب على الاسلحة الروسية يفوق تصورات واشنطن وحتى ان دولا اعضاء في حلف ناتو اخذت تطلب من موسكو عقد صفقات لشراء منظومة ” اس 400″ الصاروخية وخاصة تركيا لكن على روسيا التي ليست بحاجة الى المادة رغم درايتنا انها بحاجة الى اكمال خط الغاز الذي يمر من تحت البحر عبر تركيا الى اوربا ان تنتبه الى انها ستندم اذا وافقت على الطلب التركي بتزويد انقرة بمثل هذه الاسلحة المتطورة بحكم كون اردوغان شخصا لايمكن الوثوق به وقد تستخدم انقرة مثل هذه المنظومة في يوم من الايام ضد روسيا   هذا كله وغيره هو اكثر ما يزعج ساسة الولايات المتحدة التي اقرت بان حلفائها في اوربا باتوا يلحون عليها على وقف العداء الامريكي ضد موسكو لان ذلك لايخدم مصالح دول وشعوب القارة الاوربية واخذوا يؤكدون على وقف العقوبات احادية الجانب ضد روسيا وقد اعترف بذلك وزير الخارجية الامريكي امام جلسة للكونغرس الامريكي مؤخرا.

قد يعجبك ايضا