ماهية ديمقراطية الغرب التي يتغنى بها الكثيرون

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 11/6/2017 م …

ماهية ديمقراطية الغرب التي يتغنى بها الكثيرون …

حتى الان ورغم افتضاح سياسة الغرب الانتقائية والعدوانية في التعامل مع الازمات وحتى الانسانية منها لازال البعض مبهورا وعن بعد ب” الديمقراطيات ” الغربية وبعدها ” الانساني ” ويعدها نموذجا حيا تستظل الانسانية بظله وعلى الجميع في العالم ان يقلدون الغرب في ديمقراطيته ومشاعره وحسه الانساني.

لم لا وان الاعلام الغربي يتباكي على” حوت” ابيض ظل طريقه المائي ليجد نفسه في مياه نهر التايمز الاسنة وهو يحتضر تحيط به العشرات   من الناس شيبا وشبانا في تجمع حزين تعوزه الصرخات والويلات والبكاء حد الانتحار لتصوره وسائلا الاعلام تعاطفا مع هذا الحوت الذي ادمى منظره المحزن وهو منبطح على اليابسه يلفظ انفاسه الاخيرة القلوب .

من منا لايتعاطف مع هكذا منظر لكن الاعلام الغربي الذي يشوه الحقائق وينقل صورا مفركة وكاذبة عن الكارثة التي حلت بمنطقتنا وشعوبنا في اليمن وليبيا والعراق وسورية حيث يعبث الارهاب بدعم غربي وامريكي وهو ما اكدته معطيات السنوات السبع التي وصلت بها هذه الجماعات من القتلة والمجرمين ومحترفي القتل المجاني سواء من دول” الديمقراطية” والحرية والحرص على الانسانية او من غيرها من الانظمة الفاسدة التي تنفذ المشاريع الاستعمارية في المنطقة العربية.

بالامس سالني صديق عزيز عن الانتخابات” البرلمانية” الاخيرة التي جرت في بريطانيا وهي انتخابات ” برلمانية” ضمن ديمقراطية ونهج واحد لايتغير يسير عليه اي حزب سواء كان ” عماليا” او ” محافظا” لان الحزبين لايختلفان مطلقا في سياستهما ازاء الشعوب الاخرى ولن نسمع مثلا ان حزبا تراس الحكومة في بريطانيا او امريكا او اي بلد غربي ” يغرد بالديمقراطية” وحرية الشعوب وحقوق الانسان انه اتخذ موقفا يناقض موقف الحزب السابق   فكل خلف لايختلف عن السلف.

الخلاف فقط في الداخل ” وعود تتعلق بالضرائب” او الامور الاقتصادية اما الامور الاخرى فلن يحصل فيها تغيير تتمثل في ” العداء المتواصل” لكل حكومة وشعب يرفض الوصاية الاستعمارية حديثها وقديمها . والشيئ المثير للسخرية ان بريطانيا التي تعرضت الى عمل ارهابي مؤخرا ردت على هذا العمل بقصف مواقع في سورية فتصوروا الموقف هذا ,

هل هناك من يعتقد حتى هذه اللحظة ان دول الغرب جادة بنقل تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها الى منطقتنا بعد الذي شهدناه في العراق منذ غزوه واحتلاله حتى الان وما تشهده ليبيا من تمزق ودمار وماتشهده سورية من حرب طاحنة كارثية الى جانب الدمار الممنهج للبنى التحتية في هذه الدول بهدف تحويلها الى دول فاشلة؟؟

” الانتخابات الاخيرة ” في بريطانيا ابهرت الكثيرمن المغرمين بالغرب الذي تتجسس اجهزته الامنية على الافراد دون علمهم لكن ما ان تسنح الفرصة المواتية حتى تاتيك المعلومات التي كنت قد تحدثت عنها بالهاتف قبل سنوات مسجلة بالصوت وحتى بالصورة.

الكل متابع من حيث لايدري او يدري رغم كل ذلك تطلع علينا بعض من وسائل اعلامهم المخادع باخبار منها ان السلطات المختصة تراقب هواتف المواطنين دون علمهم وهذا مخالف للقوانين.

عن اية قوانين يتحدثون انها شبيهة بقوانين ” بلزاك” التي وصف فيها القوانين على انها ” شباك يخترقها ” السمك الكبير” وتحجب مرور السمك الصغير.

ضجة اثيرت حول الانتخابات البرلمانية الاخيرة وجرى الحديث عن تشكيل حكومة ائتلاف نظرا للنقص في اعداد البرلمانيين واعطوا الفرصة هذه المرة لحزب يمثل ” اسكتلندة” لقطع الطريق عليها طريق الاستفتاء الخاص بالانفصال عن ” بريطانيا” وهو طريق ستغلقه ” لندن” باحابيلها وحيلها مثلما اغلقت ذلك سابقا ولمرات عديدة في انتخابات سابقة.

فتخيلوا مثلا ان تسمح بريطانيا التي تثيرها رائحة النفط” في اقاصي الشرق الاوسط” ان تسمح بانفصال ” اسكتلندة” وتتخلى عن نفط بحر الشمال القريب من انوف الحاكمين فيها.

انها نكتة العصر ” المغمسة ” بديمقراطية وحرية الغرب التي لم تعد تحسب ان هناك بشرا يموت في العراق او سورية او اليمن او ليبيا طالما ان عواصم الغرب تريد اشاعة ” الديمقراطية” واحترام حقوق الانسان ولو ان حقوق الانسان العربي باتت لاقيمة لها عند هؤلاء وان حوتا قادما من القطب الشمالي ظل طريقه ليموت عند ضفاف نهر التايمز اكثر اهمية من الالاف الذين يموتون من ابرياء ” اطفال وشيوخ ونساء” فضلا عن تشريد الملايين على ايدي الافاعي التي تربت في كنف استخبارات امريكا والغرب” داعش” وماعش” ومن لف لفهم من قتلة؟

قد يعجبك ايضا