أردوغان يمضي في أسلمة التعليم لتقويض أسس العلمانية

 

 

الخميس 1/6/2017 م …

أردوغان يمضي في أسلمة التعليم لتقويض أسس العلمانية

الأردن العربي – يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى “أسلمة” التعليم في بلاده والتقليل من الطابع العلماني للمناهج التعليمية القديمة بهدف الحد من حضور رموز العلمانية وعلى رأسهم مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية في خطوة بدأت تتضح ملامحها بعد قراراه وضع منهج تركي جديد يزيل المصطلحات الأجنبية من مناهج التعليم وإعادتها للغة التركية.

ويرى مراقبون أن أردوغان يمضي قدما في أسلمة تركيا وأنه يريد الاطمئنان على التعليم لأنه المحرك الأساسي للأجيال القادمة.

وتابع هؤلاء أن أردوغان يريد أن يمحي كل مظاهر العلمانية في تركيا وحشر الأتراك في زاوية واحدة عبر خلط الدين بالدولة بما يتناقض ما أسس المجتمع التركي الحالي.

ويشير العديد من خصوم الرئيس التركي إلى ان سياسة الحزب الحاكم تعمل تدريجيا على خلط الدين بالدولة من خلال رفع الحظر على الحجاب في قطاعات كثيرة والترويج للتعليم الديني في المدارس وازدراء المشروبات الكحولية في اشارة واضحة الى ان تركيا تسير في الطريق إلى الأسلمة.

واثارت موجة الأسلمة مخاوف بالداخل التركي وخارجه، فقد أبدى الاتحاد الأوروبي لأكثر من مرة قلقه ازاء انتهاك الحريات في تركيا، ولفت إلى أن “سلسلة توجهات أخيرة تدل على أن الاتجاه المحافظ في تركيا مسيطر وبدون معارضة.

وقال أردوغان في وقت سابق إنهم بدؤوا بتغيير المناهج الدراسية بالبلاد في مسعى منهم لردم الهوة بين الشعب من جهة وتاريخه وثقافته من جهة أخرى، مضيفاً “مازال هناك نقص في طرق إعداد الأجيال للمستقبل وهو مطلب شعبي وحاجة وطنية.. بدأنا منذ وقت قصير بتغيير المناهج الدراسية التي وضعت من قبل للتنفير من لغتنا وتاريخنا وأجدادنا”.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي أكد أردوغان أيضاً أنه يعتزم إجراء تعديلات على المناهج الدراسية في بلاده مرجعًا الأمر إلى رغبتهم في تعزيز الكتب والمناهج بتاريخنا العريق والمشرف.

العودة الى الوراء

يرى حزب الشعب الجمهوري المعارض أن اردوغان يقوض الأسس العلمانية والديمقراطية التي أرساها أتاتورك لتركيا الحديثة.

ويعتبر كمال كيليشدار اوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك، أن النظام الجديد سيبتعد بتركيا عن مبادئ الأب المؤسس.

ورغم أن المسلمين يشكلون الغالبية الساحقة في تركيا، إلا أن أتاتورك جعل العلمانية المبدأ المهيمن. وهذا هو الإرث الذي يتهم معارضو اردوغان الرئيس بتقويضه من خلال تنامي الأسلمة.

وفي هذا السياق، رفعت الحكومة الحظر الذي كان مفروضا على ارتداء الحجاب في القطاع العام والمدارس. وشجعت كذلك فتح مدارس “الإمام الخطيب” التي تدمج بين التعليم الديني والمناهج الحديثة.

وبحسب تسريبات نقتها صحيفة “زمان” التركية المعارضة فان المناهج الجديدة تقلص من الدروس التي تتحدث عن سيرة وقيم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، إلى جانب إضافة دروس تتعلق بتعريف “الجهاد” وأخرى تتعلق بانتصارات الجيش العثماني، وتركز بالمجمل على إضعاف علمانية المجتمع وإضفاء الصبغة الإسلامية عليه.

وبهذه الطريقة يريد الرئيس التركي الحالي القضاء على قيم المجتمع التركي وإرغامه على ترك العلمانية ولو انه يبدو صعبا حاليا فانه يراهن على تغيير مناهج التعليم للتأثير على الأجيال الجديدة.

ويبدو أن 14 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية ـ المحافظ ـ غيرت من مبادئ الدولة وتوجهات المجتمع، فبعد أن كان مجرد حديث الرئيس عن علمانية الدولة أو المساس بأتاتورك تهمة تستوجب حد الإعدام بات الأمر ممكناً وقابلا للنقاش والتطبيق.

في سياق آخر دعا أردوغان المواطنين الأتراك إلى المحافظة على اللغة التركية، واستخدامها في كافة مناحي الحياة، وتجنب استخدام الكلمات والمصطلحات الأجنبية، وشدد على ضرورة تجنب استخدام المفردات الأجنبية في المحادثة، واستخدام المفردات التركية بدلاً عنها، مؤكداً أنهم يعملون على نشر هذه الثقافة عبر البلديات المختلفة.

قد يعجبك ايضا