فلسطين .. رمضان كريم

 

 

أ.د. مازن قمصية ( فلسطين ) الأحد 28/5/2017 م …

فلسطين .. رمضان كريم …

رمضان كريم لجميع إخواننا وأخواتنا فهو شهر مميز ليس فقط للمؤمنين المسلمين ولكن أيضا بالنسبة لنا المواطنين من جميع الأديان. أنا لا أتذكر الكثير من طفولتي باستثناء أفراح العطلات (عيد الميلاد ورمضان). كم هي الحياة جميلة مع الناس المحبين بعضهم بعضا بغض النظر عن دينهم أو حتى عدم إيمانهم بالدين. التنوع قوة في المجتمع كما التنوع الحيوي في الطبيعة قوة لنظامها البيئي. في رمضان الماضي صمت بضعة أيام مع صديقي الدكتور زهيرعمر الذي كان يزورنا من الأردن وأنا الآن اتوق لليالي التي عملنا فيها حتى قبل شروق الشمس في المتحف خلال شهر رمضان.

تشرفت بحمل الصولجان وقيادة مسيرة التخرج في جامعة بيت لحم يوم الجمعة. نحن جميعا في متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي وجامعة بيت لحم من مختلف الأديان والخلفيات نشارك كأخوة في السر والدر. أيضا نشارك في إدانة أعمال الإرهاب المروعة في مانشستر وفي مصر حيث لدينا أصدقاء وزملاء. ينبغي أن نعمل جميعا بجد أكبر لنشر روح المحبة وروح المقاومة للكراهية والبغض. نحث الجميع على دفع الحكومات إلى إنهاء دعم الفصل العنصري في إسرائيل و دعم الملوك الوهابيين الإقطاعيين في “المملكة العربية السعودية” وبيعهم الأسلحة التي ستستخدم لقتل المدنيين الأبرياء.

السلام ليس سلعة أو نهاية طريق وإنما هو طريق حياة يجب أن يختارها البشر جميعا الآن. وهذا الاختيار هو أيضا خيار بقاء الإنسان واستدامته على هذا الكوكب. الخيار الآخر الوحيد هو طريق الجشع والصراع والقومية والقبلية والطائفية التي من شأنها أن تؤدي في القرن الحادي والعشرين إلى الانقراض البشري (إما عن طريق حرب نووية أو عن طريق تغير المناخ).

هذه هي الرسالة التي أتحدث عنها للوفود التي تزورنا يوميا في المعهد الفلسطيني للتنوع البيولوجي والاستدامة. إنها الرسالة التي نشرتها في رحلتي الأخيرة الموفقة إلى أوروبا. سأنشرها في رحلتي القادمة إلى الولايات المتحدة. إنها رسالة سأواصلها عبر العمل الدؤوب بقية حياتي. الحياة يمكن أن تكون عابرة جدا. قبل يومين تعرضت لحادث سيارة (أنا بخير) واليوم في الكنيسة أحيينا ذكرى خالتي (توفيت قبل سنة) وصديق لنا (توفي قبل ستة أشهر). هذا يذكرنا بهشاشة الحياة وأننا يجب أن نعمل بحب من أجل المستقبل على المدى الطويل ولكن أن نستعد لموتنا كما يمكن أن يحدث غدا. يجب أن نركز أفكارنا دائما على ترك عالمنا أفضل قليلا وعلى البناء. وبينما نفرح في أي نعمة نتلقاها (على سبيل المثال إنهاء إضراب الأسرى أو رؤية طلابنا يتخرجون) ونحزن معا لكل نكسة في الحياة فيجب علينا أن نناضل (لتحرير السجناء، لتحرير فلسطين حتى يكون لدينا وظائف لخريجينا الخ). على الصعيد الشخصي، آمل أن أضاعف جهودي وآمل أن أعمل بشكل أفضل مع الآخرين. آمل أن يغفر لي أولئك الذين لديهم أي شعور سوء ومن أخطأت بحقهم . آمل أن نجتمع معا من أجل مستقبل أفضل للبشرية. هذا هو روح رمضان ورومح الميلاد وروح العمل البناء.

لا تندب الموتى بقلم رالف تشابلن ترجمة د. زهير عمر

لا تندب الموتى الذين يضطجعون في الارض الباردة- من التراب والى التراب

الارض العذبة الهادئة هي ام لكل الموتى

كما يجب على كل الناس

لا تندب رفاقك المأسورين الذين يجب أن يبقوا

جمعيهم شديدي القوة في كفاحهم

كل في زنزانته الحديدية مثل الكفن

مدفونين أحياء

بل اندب الحشد عديم الشعور (اللا مبالي)

الخانع المروع

الذي يرى كرب العالم الكبرى وظلمه

ولا يتجرأ أن يتكلم

قد يعجبك ايضا