قمة ترامب الامريكية الاسلامية في الرياض

 

 

فؤاد دبور* ( الأردن ) الأربعاء 24/5/2017 م …

قمة ترامب الامريكية الاسلامية في الرياض

* أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” …

من الضروري التعرف على نهج الادارات الامريكية تجاه – امتنا العربية والمنطقة بشكل عام حيث عملت الادارات الامريكية المتتالية على اعداد مشاريع وخطط ترسم واقع المنطقة المسماة بالشرق الاوسط ومستقبلها وبخاصة اقطار الوطن العربي، هذه المشاريع والخطط التي تهدف الى ابتزاز انظمة في المنطقة والاستيلاء على ثرواتها واستهداف المشروع النهضوي العربي وكذلك ضرب المقاومة التي تواجه الكيان الصهيوني والمخططات الامريكية دولا، سورية العربية جمهورية ايران الاسلامية، مقاومة، حزب الله، ومجموع الفصائل الفلسطينية المقاومة وكذلك كل المقاومة اينما وجدت التي تواجه الارهاب الصهيوني والعصابات الارهابية التي صنعتها الادارات الامريكية ومولتها انظمة عربية ودعمتها انظمة في المنطقة تدريبا وتسهيل ادخالها الى القطر العربي السوري والعراق.

وجاءت قمة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الرياض لتستكمل نهب الثروة العربية وبخاصة استنزاف دول الخليج العربي بعامة والمملكة السعودية بخاصة.

ومن الضروري التوقف عند اهمية وعي وفهم ابعاد وطبيعة واهداف هذه القمة ومخاطرها على الامة العربية والاسلامية وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص حيث تم التركيز في هذه القمة على التصدي لكل من يقاوم الكيان الصهيوني الارهابي الغاصب ووصفه بالإرهاب. كما يجب ان نتوقف ايضا عند مواجهة حالة الامركة التي طالت العديد من الانظمة العربية ومنظمات وجهات حزبية تدعي الاسلام وهي في واقع الامر منظمات ارهابية تكفيرية متطرفة. مثلما نتوقف عند ما انجزته هذه القمة لصالح ادارة الرئيس ترامب والشريك الصهيوني.

اما فيما يتعلق بالرئيس ترامب فقد حصل على مبالغ مالية طائلة تقدر بأكثر من أربعمائة مليار دولار من المملكة العربية السعودية منها اكثر من مئة مليار لصالح شركات انتاج السلاح وخدمة هذه الشركات والمملكة لا تحتاج الى مثل هذا السلاح للدفاع عن النفس. لان لا تهديد لها من اية جهة في المنطقة بل تستخدمها في حربها على اليمن وتقوم بتزويد العصابات الارهابية التي تستهدف القطر العربي السوري شعبا وجيشا ومؤسسات بمثل هذا السلاح. كما تهدد جمهورية ايران الاسلامية التي طالما مدت اليد الى الحوار مع المملكة.

كما حقق ترامب هدفا داخليا يخصه ايضا يتمثل في محاولة للحد من الحملة الشعبية الامريكية ضد سياساته الضارة بالشعب الامريكي ومصالحه.

اما فيما يتعلق بالكيان الصهيوني، فقد استطاع ترامب ان ينزع من الدول المشاركة وصف كل من يقاوم هذا الكيان الارهابي الغاصب بالإرهاب الواجب مواجهته حماية لأمن الكيان الصهيوني واستقراره، مثلما سهلت هذه القمة الطريق امام التطبيع واقامة العلاقات وبشكل واضح مع هذا الكيان من انظمة عربية واسلامية حضرت القمة، كما وضعت القمة الامريكية العربية – الاسلامية الاساس لتصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني لصالح العدو الصهيوني الغاصب لأرض هذا الشعب.

اما فيما يخص جمهورية ايران الاسلامية فقد نالها الكثير الكثير والوفير من التهجمات الظالمة، لأنها تعتبر الكيان الصهيوني كيانا غاصبا ارهابيا محتلا لأرض الغير بالقوة، يدنس المقدسات الاسلامية والمسيحية ويعمل على تهويدها وفي المقدمة منها المسجد الاقصى المبارك واستنادا الى هذا الفهم السياسي والديني الحقيقي تقوم بدعم فصائل المقاومة الفلسطينية وكل من يقاوم هذا الكيان وبخاصة حزب الله في لبنان.

كما تساند مواجهة العصابات الارهابية التي تستهدف الدولة السورية لأنها تقف مع شعب فلسطين وتدعم مقاومته وتواجه المخططات والمشاريع المعادية للامة العربية التي تقوم على تقسيم اقطار في الوطن العربي طائفيا ومذهبيا وعرقيا وسورية العربية تواجه بالفكر القومي والنضال من اجل بناء المشروع النهضوي الوحدوي العربي في مواجهة الطائفية والمذهبية والعرقية التي ذكرناها.

وبالتأكيد فإن المقاومة التي تواجه الكيان الصهيوني تم وصفها بالإرهاب، وبرّأت قمة ترامب في الرياض الارهاب الحقيقي الذي يدمر ويقتل ويشرد في سورية في العراق ويصيب اقطارا اخرى مصر، الاردن، ليبيا، اليمن، وتونس والعديد من الدول في هذا العالم.

نؤكد على مواجهة السياسات الامريكية المعادية للامة وبخاصة سياسات ترامب الصديق المخلص للعدو الصهيوني بأبعادها وتأثيراتها الكارثية على امتنا العربية وذلك عبر فهم ابعاد هذه السياسة، والحرص الشديد على بناء الوحدة الوطنية في كل قطر عربي المستندة الى ثقافة مقاومة هذه السياسات ونشر فكر المقاومة وثقافتها والفكر القومي العربي المنقذ للامة العربية.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــؤاد دبــــــور

قد يعجبك ايضا