بذكرى النكبة: بيت حانون.. كيف احتلت؟وكيف حررها جمال عبد الناصر؟

 

 

الإثنين 15/5/2017 م …

بذكرى النكبة: بيت حانون.. كيف احتلت؟وكيف حررها جمال عبد الناصر؟

الأردن العربي – أحمد الشنباري إلى الشمال من قطاع غزة تقع مدينة بيت حانون سلة القطاع الغذائية، ذات يوم، كان لأهلها نصيب من ويلات الاحتلال على مدار سنواته، فهجرة أهلها عام 48 كانت تماماً كالمهاجر من يافا وحيفا، مدينة غزة كانت وجهتهم التي استقروا في سوافيها الرملية آنذاك، وفي نكسة عام 67 رحلوا إلى مدينة بيت لاهيا، وأخيراً عدوان 2014 كان معسكر جباليا مركز إيواء جماعي لأهلها.

فكثيرون ما يروون لأبنائهم ذكريات الرحيل ومحطاتها، وكثيرون أيضاً يجهلون سر بطاقة اللجوء لأهلها أصحاب البلد ويتساءلون مهاجرون ام مواطنون؟

لكن تكمن الإجابة في رحيل استمر ستة أشهر ليتمكنوا بعد ذلك من العودة، وفي سياق التقرير سنكشف عن سر المدينة التي كانت أول خطوة نحو العودة.

ولذات المدينة حكاية رحيل أول كان للرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” بطلاً فيها حين أصر على عدم الخروج من مدينة الفالوجة الا بخروج الجيش الإسرائيلي من بيت حانون، وحصل ذلك فعاد أهالي بيت حانون إلى بقايا منازلهم وممتلكاتهم.

مراسل “دنيا الوطن” وفي ذكرى النكبة وقف على مجريات ما حدث عام 48 لمدينة بيت حانون فالحاج توفيق 76 عاماً يقول ” كانت بيت حانون معسكر الجيش المصري ومنها كانت انطلاقته إلى الداخل ومع بدء الحرب بدأت تأتي الاخبار بتقدم اليهود إلى بيت حانون ومع هذه الاخبار بدأ الطيران والمدفعية تقصف البيوت”، مضيفاُ “أتذكر جيداً صوت القصف والدخان الذي غطى المنطقة، وأذكر حينها قد وصلنا إلى مدينة الشيخ زايد حالياً حيث كانت رمالاً”.

أما الحاج غازي والذي كان يتسلل إلى المدينة يقول “كانت بيت حانون مدينة أشباح، البيوت مدمرة لا يمكن التعرف على ملامحها”، مضيفاً، ” بين فترة وأخرى نذهب لنحاول الاطلاع على ممتلكاتنا من منطقة العزبة وأحياناً من تل الزعتر نحاول أن نرى البلد”.

ويؤكد، “عدنا إليها وهي ركام وبدأ الناس بتفقد البيوت وترتيبها للنوم فيها، وكانت رائحة البارود قوية جداً”.

ويتذكر الحاج “موسى” جلاء الجيش المصري من مدينة الفالوجة قائلاً: انسحب الجيش المصري من مدينة الفالوجة مقابل انسحاب اليهود من بيت حانون، وعلى الفور عدنا إلى بيوتنا المدمرة.

أما الحاج والأستاذ هاشم يقول: “أطلق والدي اسم هاشم لأني ولدت بجانب مقام سيدنا هاشم عام 48 ويقول على لسان أمه المرحومة التي أخبرته عن ذكريات الرحيل “اختبأنا في أحد الأوكار القريبة من مسجد سيدنا هاشم وإلى جانب المقبرة وهناك أنجبت ولدي”.

ويضيف الحاج، “كان وضع المهاجرين صعب إلى أبعد حد وكانوا يفتقرون الى أدني مقومات الحياة حينها على عكس هجرتنا عام 67 والذي كنت بعمر 17 عاماً”.

المؤرخ والكاتب م. محمود الزعانين صاحب كتاب “بيت حانون تاريخ وحضارة ” يقول لمراس “دنيا الوطن” حول ذكرى النكبة واحتلال بيت حانون “تقع بلدة بيت حانون على الطريق العام بين مدينة غزة والمجدل، حيث يحدها من الشرق قرية نجد، ومن الشمال قرية دمرة ومن الغرب بيت لاهيا ومن الجنوب جباليا وبيت لاهيا، مضيفاً “قد كان لهذا الموقع المهم أثر كبير في حرب 1948 ميلادي، حيث ساعد أهالي البلدة في مقاومة الاحتلال وقطع الطريق أكثر من مرة وعرقلة حركة الجيش البريطاني، ولقد قام أهالي البلدة بالاستيلاء على جرس إنذار من معسكر الجيش البريطاني، وكانوا يستخدمونه عند اقتراب أي دورية للجيش البريطاني من بيت حانون وذلك لمقاومتها.

وعن احتلالها يقول: “حاصر اليهود بيت حانون في الخامس عشر من شهر أكتوبر في العام 1948، وقاموا بالتقدم لاحتلال البلدة وذلك قبل احتلال الكثير من القرى الفلسطينية المجاورة مثل ( دمرة/ بيت جرجا، دير سنيد، هربيا) وغيرها من القرى، وذلك لقطع الإمدادات عن هذه القرى، وحماية الإمدادات العسكرية والاقتصادية لمستعمراتهم التي كانت مهددة بالسقوط، مضيفاً “كان الهجوم عند الساعة العاشرة من الليل، حيث تقدمت القوافل من شرق البلدة وسيطرت على البيارات والمناطق المرتفعة، وأخذت تطلق النيران بواسطة الرشاشات، وفي ذات الوقت قام الطيران بقصف البلدة بالقنابل، حيث استهدف السكان بشكل مباشر، مما أدى إلى سقوط الكثير من الشهداء والجرحى”.

ويضيف “قام الأهالي بتكوين فرق النجادة وقاموا بشراء السلاح من مصر، لمهاجمة مستعمرات الجيش البريطاني”.

ويؤكد الزعانين، “كان الجيش المصري أحد أبرز الجيوش التي كانت في بيت حانون إلى جانب المقاتلين السعوديين، حيث يذكر بعض الشهود التأكيد على انسحاب الجيش المصري من مدينة الفالوجا مقابل الانسحاب الإسرائيلي من بيت حانون”، مشيراً إلى ان أهالي بيت حانوت استطاعوا العودة إلى بلدتهم بعد توقيع اتفاقية خط الهدنة كأول بلدة تحتل وينسحب منها الجيش الإسرائيلي قائلاً: “عاد أهالي بيت حانون إلي بلدتهم في 31/3/1949، وذلك بعد اتفاقية رودس، والتي تم من خلالها رسم حدود قطاع غزة بالخط الأخضر، فوجدوا البلدة مدمرة بشكل كامل والمنازل مهدمة ومعالم البلدة تغيرت على أبنائها، ونصف الأراضي سلبت، وهي الأراضي التي تقع في شرق البلدة، وعلى الرغم من ذلك قام أهالي البلدة بترميم بيوتهم والسكن فيها وبدؤوا بزراعة الأشجار في الأراضي المتبقية، وأخذوا في التوسع بالبناء إلى خارج البلدة القديمة للحفاظ عليها.

وحول امتلاك أهالي بيت حانون لكرت اللجوء من وكالة الغوث “الأونروا” برغم عودتهم يقول الزعانين “لقد هاجر أهالي بيت حانون كأي مهاجر من بلدته وفي فترة الرحيل سجلوا لاجئين وتم إعطاؤهم بطاقة تسجيل اللاجئين”، مضيفاً، “وأثناء عودتهم كان السياج الفاصل قد سلب آلاف الدونمات من ممتلكات المواطنين وبقيت محتلة حتى اليوم، ولذلك مازالوا يمتلكون هذا الحق”.

يذكر، أن مدينة الفالوجة تميزت بصمودها وعصيانها على الاحتلال الإسرائيلي؛ فكانت آخر بلدة فلسطينية سقطت بيد العصابات الإسرائيلية وذلك في أوائل العام 1949، فقد حوصرت البلدة في آخر ثلاثة شهور من العام 1948، وكان بداخلها ثلاثة قطاعات من الجيش المصري تحت مجموعة من قيادات الجيش المصري في جنوب فلسطين كجمال عبد الناصر ومحمد نجيب والبيك طه، ونتيجة هذا الحصار قطعت الإمدادات العسكرية والغذائية عنهم، فباتوا محاصرين مع السكان داخل القرية، الأمر الذي دفع بأهالي القرية إلى تقاسم الغذاء وكل ما لديهم مع الجيش المصري، ونتيجة لهذا الحصار تم انسحاب الجيش المصري منها وفق اتفاقية رودوس وخروج العصابات اليهودية من بيت حانون”.

قد يعجبك ايضا