ليست حربنا

 

لمياء القلاب ( الأردن ) السبت 13/5/2017 م …

ليست حربنا

لا تستبعد مصادر عسكرية أردنية إمكانية تدخل الأردن عسكرياً في الجنوب السوري, على الحدود الاردنية الشمالية, بالتزامن مع مناورات “الاسد المتأهب” التي أثارت شكوكاً هذا العام على غرار السنوات الماضية, وأعتبرت الدولة السورية بأن أي دخول لقوات أردنية الى الأراضي السورية دون تنسيق مسبق قوات معادية.

ويعتبر الاردن شريك إستراتيجي للولايات الأمريكية المتحدة, في الوقت الذي تعتبر روسيا بأنها الحليف الأساسي لسوريا نظاماً وجيشاً وارضاً بالشراكة مع ايران وحزب الله وتركيا التي غيرت موقفها مؤخراً, ورغم لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرئيس الامريكي ترامب في البيت الأبيض مؤخراً, الذي أعتبره محللون إستثتائياً نظراً لسوء العلاقات بين الطرفين منذ الحرب الباردة, وخروج الطرفين بإتفاق على التهدئة في سوريا ومواصلة العمل معاً على محادثات “استانا” الذي تجري مفاوضاته الأن حول مبادرة روسيا الجديدة بما يسمى مناطق وقف التصعيد والتوتر.

المناطق الاربعة الاَمنة التي أقترحتها روسيا, أدلب وشمال حمص والغوطة الشرقية والمنطقة الرابعة جنوب سوريا المحاذية للحدود الأردنية في ريفي درعا والقنيطرة, وهذا تماماً ما تطالب به الأردن, اَمن حدودها, في الوقت ذاته يجيب فيه المبعوث الأممي الخاص الى سوريا دي مستورا بأنه ستتم مناقشة إقامة مناطق أخرى غير مناطق التهدئة التي نصت عليها مفاوضات استانا بشأن الازمة السورية.

وفي حال لم يتم الموافقة من الأمم المتحدة على إقتراح روسيا بأن يكون جنوب سوريا من المناطق الأمنة, يجب على الدولة الأردنية إتخاذ موقف مباشر و حاسم, وترفض دخول اي قوات أردنية الى الأراضي السورية, اذا كانت تنوي حماية حدودها الشمالية, دون أن تكون “كبش فدا” لقوى عظمى, إتخذت من سوريا أرضاً خصبة, لتسوية صراعات فيما بينها, بحجة الربيع العربي الذي شرد ملايين السوريين, ودمر إقتصاد بالمليارات, وقتل الألأف بدم حارق.

الأردن دفع فواتير عديدة في هذه الحرب, من فتح حدوده لملايين السوريين النازحيين, رغم الاوضاع الأقتصادية الصعبة التي يعاني منها, مما زاد الأوضاع سوءاً, ومن الناحية الأمنية, تسلل الأرهاب الى قعر داره, سواء من خلال أشخاص او غزو الفكر الإرهابي, فالفكر الداعشي او الجهادي يعشعش في رؤوس الألاف من الأردنيين,

الذين أطلقت عليهم الدولة خارجين عن القانون, في العمليات الأرهابية التي حصلت في الداخل الأردني, وقتل فيها عشرات الأردنيين والجنود على ايدي اردنيين, وكادت أن تؤدي الى فتنة بين شعبين في حادثة “عين الباشا” رغم إختلاط الدمين.

الخلايا الأرهابية النائمة, سوف تستيقظ اذا إنشغل الأردن في شؤون غيره, متناساً ومتجاهلاً خطر هؤلاء, الذين ينتظرون الوقت المناسب وإنشغال الاردن, للعبث في الأمن الاردني, والقيام بعمليات إرهابية, لن تحمد عقباها في حال حصل ذلك, وسوف تكون شرارة خراب داخلي, في حال خرجوا بسواد نفوسهم وأعلامهم السوداء.

أصوات الأردنيين لن تكون منخفضة هذه المرة, اذا لم تقتنع الدولة, بأنها ليست حربنا, ولن يقبل الأردني أن يقتل جاره او عربي, مع امريكي قتل ملايين العرب في العراق, مقابل دعم مالي أممي, لن يسد عجز الميزانية, ولا المديونية, ولن يقبل الاردنيون “دية” مقابل دماء جنودنا البواسل, لأن الاردني دمه ليس رخيصاً ولا يقدر بثمن الأ بتراب أرضه.

قد يعجبك ايضا