اوكرانيا على طريق التحول الى قاعدة للتجسس الغربي على روسيا

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 13/5/2017 م …

اوكرانيا على طريق التحول الى قاعدة للتجسس الغربي على روسيا …

من شاهد اللقاء الذي جمع وزير خارجية اوكرانيا بالرئيس الامريكي ترامب في البيت الابيض يشعر حقا بالخجل عندما بدا الوزير الاوكراني واقفا امام ترامب كطالب روضة بينما كان الاخير يجلس على الكرسي ويؤشر بيده وكانه يعلمه ويلقي عليه محاضرة بينما الوزير الاوكراني يستمع لمحاضرة ترامب وكانه كان يؤنبه في مشهد معيب ومخجل يدلك كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع هذا البلد وكيف ستستغله استغلالا ربما يثير حفيظة موسكو مثلما استغل الغرب معظم الدول التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي وجعل شعوبها تبحث عن رغيف الخبزولن تجده الا في عواصم الغرب رغم امكانات تلك البلدان الاقنصادية.

هنغاريامثلايتسكع شبابها في البلاد بلا عمل وان مافيات تهيمن على كل شيئ حتى منتوجها الزراعي الوطني تحول الى عبئ على كاهل الفلاح الهنعاري بعد ان اغرقوا اسواقها بالبضائع الغربية بذريعة تنظيم التجارة بين دول السوق الاوربية المشتركة وتوزيع الحصص بين دول الاتحاد.

اما المعامل والمؤسسات الصناعية فقد توقفت عن العمل او تم شراؤها من قبل دول الغرب وباتت تستورد العديد من المواد التي تدخل في البناء والصناعة من الدول الاخرى بذات الحجة” تنظيم التجارة” .

وحتى المنتجعات والمرافق السياحية مثل بحيرة البالاتون الشهيرة في هنغاريا تم شراؤها من قبل الشركات الاحتكارية الغربية في المانيا او بريطانيا وغيرهما.

بولونيا هي الاخرى تعاني من وضع اقتصادي صعب وان شعبها موزع في عواصم الغرب خاصة لندن   يبحث عن رغيف الخبز في دول ” الديمقراطية الزائفة” التي صدروها الى العراق وغيره وهي بمثابة دمار وموت مجاني الى جانب دعم حكومات فيها هي مجرد مافيات ولصوص فضلا عن استغلال اراضي بولونيا لاقامة قواعد صاروخية امريكية.

وكذا الحال بالنسبة لدولة الجيك فقد استغلت الاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” مبنى البرلمان الجيكي وسط العاصمة براغ وحولته الى مجمع اعلامي مناهض للدول والحكومات التي لاتروق سياستها لواشنطن وفي المقدمة روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية وغيرها مجمع يفبرك الاخبار والروايات الكاذبة ضد الدول والحكومات والشعوب الرافضة للهيمنة الاستعمارية خدمة للنهج الامريكي والغربي.

اوكرانيا التي تعامل ترامب مع وزير خارجيتها باحتقار حصلت مقابل هذا الاذلال على ” دخول مواطنيها الى دول الاتحاد الاوربي بدون تاشيرة دخول كان ذلك بالطبع بايعاز من امريكا التي تحرك هذه الدول كما تحرك الدمى الصينية وهو وصف اطلقه الرئيس الروسي فلاديمير يوتين على هذه الدول لانه تزامن مع لقاء ترامب بالوزير الاوكراني.

واشنطن سوف تستغل كييف عاصمة اوكرانيا مثلما استغلت عواصم الدول الاخرى للتجسس على روسيا واثارة المتاعب للقيادة الروسية في اطار نهج امريكي عدواني واضح المعالم يهدف الى فرض طوق على روسيا استكمالا لما بداته واشنطن من نصب الدرع الصاروخية على اراضي دول قريبة من الحدود الروسية مثل رومانيا وبولونا والجيك فضلا عن ضم دول لاوزن لها عسكريا مثل ” الجبل الاسود” الى حلف ناتو العدوانية لغايات معروفة استغلال اراضيها من قبل ” جيوش حلف ناتو في اية مواجهة مع روسيا.

ولم يتضح موقف روسيا للرد على هذا النهج الامركي في اوكرانيا في وقت اتخذت فيه موسكو بيتدابير احتياطية لمنع انضمام جورجيا المجاورة لها الى حلف ” ناتو” ولم يصدر اي بيان روسي حول الخطوات الامريكية في اوكرانيا هذه الدول التي تعد خاصرة روسية الاوربية الى جانب المشاكل بين البلدين في دونباس وشبه جزيرة القرم التي انضمت الى روسيا اخيرا .

شعب اوكرانيا الذي يعاني من صعوبات ا قتصادية جمة سوف تغريه مسالة ” رفع التاشيرات” الى دول الاتحاد الاوربي وسيهاجر حالما بالسعادة و بمستقبل زاهر لكنه سوف يصطدم بالواقع المرير الذي تواجهه شعوب رومانيا وبولونيا بعد ان تبددت احلامها الوردية للعيش في بلاد الغرب ولجا الكثيرون منهم الى اعمال ومهن ” دونية” مثل التنظيف وغسل السيارات وغيرها من الاعمال الرخيصة ولم يفلح بعمل مناسب سوى القلة من هؤلاء.

وسوف تشعر شعوب دول الاتحاد الاوربي بالامتعاض كالعادة بعد ان اشتكت من اعداد المهاجرين الكثيرة التي وصل تعدادها من بولونيا وحدها الى اكثر من ثلاثة ملايين في بريطانيا وحدها بعد ضم هذا البلد الى الاتحاد الاوربي .

مابالكم باوكرانيا المتعطش شعبها ” لاحلام السعادة والحرية” حيث سيواجه ذات المصير الذي واجهته شعوب دول سبقته لخوض تجربة مريرة في بلاد الغرب الذي اغراها لتجد نفسها في وضع اخر تماما اللهم الا اذا حاول البعض التحايل على الاجراءات والقوانين وهو ماحصل وهناك مثالا واحدا المح اليه الاطباء في بريطانيا من ان الحوامل من البولونيات يتوجهن الى بريطانيا لاجراء عمليات الاسقاط المكلفه جدا في بولونيا نفسها بينما يحصل ذلك مجانا في بريطانيا فضلا عن امور اخرى لاتسمح بها السلطات البولونية لكنها مباحة في بريطانيا وبعض من دول الاتحاد الاوربي.

قد يعجبك ايضا