استراتيجية ترامب العدوانية وتطبيقاتها في الأزمة السورية

 

محمد جبر الريفي ( الأربعاء ) 12/4/2017 م …

استراتيجية ترامب العدوانية وتطبيقاتها في الأزمة السورية …

بدأت تتضح ملامح سياسة ترامب العدوانية من خلال الضربة الجوية الصاروخية على مطار الشعيرات العسكري السوري وهو عمل عدواني درامي صارخ على دولة عربية مستقلة ذات سيادة وياتي في توقيت وتتابع متقارب مع الإعتداءات الإسرائيلية الجوية المتكررة على سورية وهذا ما يؤكد على فاعلية التنسيق فيما يتعلق بتطورات الأزمة السورية بين واشنطن وتل أبيب ضمن إطار التحالف الاستراتيجي الأمريكي الصهيوني وكذلك يؤشر هذا القصف الجوي في نفس الوقت وهذا هو الأخطر على تغيير واضح في طبيعة الإستراتيجية العسكرية الامريكية التي اعتمدتها الادارة الامريكية في عهد الرئيس السابق أوباما حيث فضلت الولايات المتحدة آنذاك الانكفاء في السياسة الدولية وذلك بالعمل على تقليص تواجدها العسكري الاحتلالي والاعتماد بدلا من ذلك على حكومات عميلة في المحافظه على النفوذ الأمريكي والمصالح الحيوية الأمريكية ولهذا أنهت احتلالها العسكري للعراق مع بقاء خبراء ومستشارين عسكريين يرافقون بعض القوات وقبل ذلك حدث ايضا في أفغانستان وتركت الأمر الداخلي في كلتا الدولتين لحكومات عميلة ..الآن بمجيء إدارة امريكية جديدة يهيمن على سياستها الخارجية الكونجرس الأمريكي بأغلبية الحزب الجمهوري المعروف بتوجهاته اليمينية العنصرية وميله الدائم للتدخل العسكري بشن حروب عدوانه على الدول الوطنية في العالم الثالث الخارجة عن الطاعة الأمريكية ينقلب الرئيس ترامب الجمهوري اليميني المتحالف مع الأصولية المسيحية والأصولية اليهودية الصهيونية على هذه الاستراتيجية الأمريكية فيقوم بتفعيل الدور الأمريكي العسكري المباشر في سوريا في مقابل الدور الروسي والإيراني وقوات حزب الله اللبناني غير مكتفيا بقوات التحالف العسكري الذي يضم في إطاره دول حلف الناتو الاستعماري ودول عربية اخرى والذي تقوده واشنطن تحت ذريعة محاربة داعش وغيرها من التنظيمات التكفيرية الارهابية ..ينقلب الرئيس دونالد ترامب فتقوم الولايات المتحدة بإنزال قوات قبل أيام في مدينة الطبقة السورية ثم القيام بالأمس بقصف جوي لمطار الشعيرات العسكري الاستراتيجي الذي تنطلق منه أكثر الطلعات الجوية السورية المقاتلة لتغطية تقدم القوات الحكومية السورية في هجماتها على مواقع قوات المعارضة المسلحة ثم يسعى ترامب كما اشيع في مخططه العسكري القادم على القيام بالهجوم الجوي والبري الأضخم على مدينة الرقة الاستراتيجية وهي المقر الرئيسي لتنظيم داعش الارهابي في سورية وبمثابة العاصمة السياسية لمشروعه الديني مشروع الخلافة الإسلامية الذي يسعى لقيامها حيث يرغب ترامب من وراء الاستيلاء عليها حتى تسجل في قائمة أنجازاته القومية معرضا بذلك اتفاق التنسيق الروسي الأمريكي الذي تم قبل فترة حول مسألة محاربة الإرهاب للإنفراط و التفكك … الهجوم الأمريكي الصاروخي الأخير على مطار الشعيرات العسكري السوري جاء ليؤكد إضافة إلى ذلك للرأي العام العربي والإقليمي والدولي طبيعة السياسة الأمريكية العدوانية التي تهدد السلم والأمن الدوليين بما تمارسه وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون من حشود عسكرية بالأساطيل الحربية الحاملة للطائرات المقاتلة والبراوج القاذفة للصواريخ بعيدة المدى وهو انتشار يفوق في خطورته الأحلاف العسكرية الاستعمارية التي أقيمت في اطار سياسة الاحتواء خلال الحرب الباردة الماضية وكذلك يأتي خطورة هذا الهجوم الصاروخي ايضا لما يمكن أن يتبعه من ردود أفعال انتقامية عسكرية من قبل حلفاء النظام السوري وهي قوى لها وزنها العسكري في المنطقة تضم إضافة إلى روسيا الاتحادية معظم أطراف محور المقاومة المعروف في المنطقة الذي تأسس لمواجهة الكيان الصهيوني وفي مقابل ايضا محور ما يسمى بالاعتدال العربي السنية وستكون المؤسسات والمصالح الأمريكية كاهداف لهذه القوى المناهضة للسياسة الأمريكية العدوانية في مخططها الاستراتيجي الجديد ..ان المحصلة النهائية لهذه الاستراتيجية العسكرية الأمريكية العدوانية في المنطقة هو في امكانية عودة حالة الحرب الباردة في السياسة الدولية وستكون الأزمة السورية وايضا الأزمة الأوكرانية عناوين لها وعلى اثر كل اعتداء تقوم به الولايات المتحدة في دول العالم سيكون هناك الرد عليه من قبل الغاضبين على الاستراتيجية العسكرية الترامبية وفي الوقت نفسه تتجدد الذرائع وراء تفسير هذا الاعتداء من قبل وزارة الخارجية الامريكية منطلقة هذه الذرائع من منظومة من المصطلحات التي صاغها العقل الجماعي الغربي الاستعماري الامبريالي تحت ضغط الاحقاد الدينية والقومية كالادعاء الجاهز بمحاربة الإرهاب …

قد يعجبك ايضا