” خان شيخون ” .. قميص عُثمان الأمريكيّ

 

كريم الزغيّر ( الأحد ) 9/4/2017 م …

” خان شيخون ” .. قميص عُثمان الأمريكيّ …

فيديوهات قصيرة على القنوات التلفزيونية لأطفالٍ ينتزع أرواحهم البريئة من سلاحٍ مجهول المصدر ، وبُعيد دقائق من حدوث تلك المجزرة التي أوجعت القلوب كانت التهمة جاهزة وبالتأكيد المتهم ” النظامُ السوريّ ” ، حيث سارعت القنوات التلفزيونيّة العربيّة وبتعليمات من قِبل مموليها بإتهام النظام السوريّ دون إنتظار أي مُعطيات أو تحقيقات ، إضافةً إلى التغطية الكاملة للحدث وطبعاً ليسَ للإنسانية المُفرطة لدى الإعلام العربيّ الإنتقائيّ إنما لشحن الجمهور العربيّ كي يتقبل ما سيحدُث بعد هذه المجزرة وتحديداً القصف الأمريكيّ لقاعدة الشعيرات السوريّة .

قُبيل حدوث مجزرة خان شيخون كان الموقف الأمريكيّ قريباً جداً من النظام السوريّ إذ صرّحَ وزير الخارجيّة الأمريكيّ تيلرسون بإن الحل السياسيّ أهم من مسألة نقاش وجود الأسد في السلطة ، بالإضافةِ إلى تصريح المندوبة الأمريكيّة في الأمم المتحدة نيكي هيلي تقريباً بنفسِ تصريح وزير خارجيتها ، وهُنا سيحدث تشويشاً لدى المراقب والمتابع ما سرُّ الإنقلاب الأمريكيّ في يومٍ وليلة ؟!

التفسيّرات متعددة ، والباب مفتوحاً للتكهُّنات والتوقعات لكن ما تم إستنتاجهُ حتى الآن أن ترامب من خلال هذه الضربة المفاجئة أراد تحقيق مكاسب داخليّة وليست خارجيّة فقط عبر تكذيب البروباغندا التي يسوِّق لها الحزبُ الديمقراطيّ وبعض الجمهوريين بإنَّ ترامب ” رجل روسيا في البيت الأبيض ” فهذه الدعايّة أو الإدّعاء كلّف ترامب كثيراً حيثُ إستقال مستشاره للأمن القوميّ مايكل فلين وغيرهِ أيضاً من المسؤولين بسبب إتهامهم بالتواصل مع السفارة الروسيّة أثناء الإنتخابات الرئاسية الأمريكيّة ، كما أراد ترامب من هذه الضربة إثبات مدى جديّة وعوده التي بدأ الكثيرون يشككون في قدرتهِ على تطبيقها خاصةً بعد تصدِّ القضاء الأمريكيّ لهُ في أول قرارتهِ المتعلقة بحظر سفر رعايا الدول الإسلامية والعربية التي ” باركت ” ضربتهِ في سوريّة وقامت بتحيّتهِ على شجاعته .

لا مُبرر ولا مسوِّغ يمكن من خلاله إقناعنا بأنَّ العدوان الأمريكيّ على سوريّة هو من أجل حُزن ترامب على أطفال خان شيخون وبإنَّ هذه المشاهد أثارت عاطفته الجيّاشة والرقيقة فهو من قتل جيشهُ أطفالاً مثلهم حينما قصف أسرة أنور العولقي ” قيادي في تنظيم القاعدة ” في اليمن وقتل إحدى عشر طفلة وإمرأة ومن ثم دافعَ عن العملية ووصفها بالناجحة ، المشكلة ليست بالقصف الأمريكي ولا بصواريخ توماهوك التي ستدفع فاتورتها مملكة البترول العربيّة خاصةً بعد الإبتزاز الترامبي الذي كانَ ” عيني عينك ” حينما أشترط على هذه الدول ” لا خدمة دون دفع ” بوصف ترامب رجل أعمال وعقار يؤمن بالعقود والصفقات لا بالإتفاقات الضمنية، المشكلة تكمُن فيمن صفقوا وهللوا وأنتشت قلوبهم فرحاً وهم معروفون جيداً لدى الجمهور من مثقفين ليبراليين ، ومثقفين إسلاميين بوجهٍ ليبرالي ، ومن إسلاميين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين وتيار الربيع العربي المقيم في تركيا وقطر ، ومن ممالك النفط التي ذبحت عشرة آلاف يمنيّ لم تعرض صورهم قنوات البترودولار .

قد يعجبك ايضا