نماذج حيّة للمرأة الفلسطينية العاملة

 

الخميس 9/3/2017 م …

الأردن العربي – نضال الفطافطة …
نماذج حيّة للمرأة الفلسطينية العاملة …

في يوم المرأة، ليس المهم أن نحتفل ونمنح الموظفين إجازات رسمية دون أن يكون على أرض الواقع أي خطوات تدعم تمكين المرأة وتجعلها قادرة على التغيير، واتخاذ القرارات وحمايتها ليس فقط جسدياً وإنما طموحها وأحلامها وإمكانياتها، ولذلك سلطنا الضوء على سيدات في مواقع مختلفة أحدثن تغيراً بعدة مجالات بالمجتمع، وما زلن يطمحن بالمزيد.

العقيد أمل خليفة

هي أول امرأة فلسطينية تشغل منصب مدير الاتحاد العام للرياضة العسكرية، الذي يتبع لجهاز الأمن الوطني وتسعى لإثبات وإعطاء دور أكبر للنساء للمشاركة في المنتخبات الوطنية والعسكرية، وذلك بتفعيل دورها بالاتحاد العسكري، فمثلاً الاتحاد العسكري قام بتحقيق أحلام خمس فتيات في القفز العسكري بالمظلات، وإنشاء فرق رياضية خاصة بالنساء، فالمرأة فعلياً بدأت في المنافسة على المستوى الرياضي العسكري.

بوجهة نظرها، فإن الدعم الأول والأساسي ينطلق من الأسرة التي تدعم المرأة وتشجعها وتدعمها ومن ثم محيط عملها، وهو ما قام به سيادة اللواء نضال أبو دخان قائد قوات الأمن الوطني، لإيمانه بالإدارة النسوية،العقيد خليفة هي المرأة الوحيدة التي تمثل دولة عربية في الاتحاد العربي للرياضة العسكرية، وكذلك الاتحاد الآسيوي للرياضة العسكرية.

من أهم الإنجازات لها، حصول فلسطين على عضوية المجلس الدولي للرياضة العسكرية (السيزم) بعد جهود دامت لأربع سنوات، وفي يوم المرأة لا تعتقد أن المرأة راضية عن نفسها لأنه طالما كان هناك طموح مشروع لن ترضي نهائياً، وخاصة مع إمكانية وجود ما يمكن إنجازه وتقديمه على الصعيد الوطني.

المرأة بفلسطين لم تنل حقوقها إلى الآن بسبب تعرضها للعنف والاضطهاد، فالرجل يستغل قوانين الشريعة ليضطهد المرأة ولذلك على المرأة أن تكون أوعى بحقوقها.

ومن أهم التحديات التي تواجهها المرأة العسكرية، والتي تطالب بتغييرها هي: (عدم ذكر الحالة الاجتماعية للمرأة العسكرية في قسيمة الراتب، وبقائها (عزباء) حتى لو كانت متزوجة وفق القانون العسكري، فلو توفيت المرأة لن يتمكن أبناؤها من وراثتها، وكذلك لا تستطيع أن تؤمن أطفالها صحياً، وتأمل خليفة أن يتم تغيير هذه القوانين بعد وجود عدة مطالب نسوية بذلك.

في يوم المرأة، تؤكد خليفة أنه من المهم أن يعتبرنا الرجل شريكات، فنحن لسنا نصف المجتمع نحن كل المجتمع فوجود الرجل كان بسبب المرأة والمرأة بكل المسميات موجودة في الميدان.

الدكتورة رجاء سويدان

هي أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس للشؤون الإدارية في جامعة الاستقلال، من أبرز التحديات التي واجهتها كونها تعمل في مجتمع ذكوري يفكر بعقلية رجل يجب أن يستلم السلطة في أي موقع، وكنت الأنثى الوحيدة في مجلس العمداء بعض الأحيان عندما تريدين فرض موقف أو رأي يتعاملون معك كونك إمرأة وليس كشخص في موقعه، ولكني أصمم عندما يكون رأيي صحيحاً، ويخدم مصلحة المؤسسة فإني أدافع عنه.

وأردفت سويدان: العديد من الأشخاص لم يتقبلوا واستهجنوا كوني امرأة وأشغل هذا المنصب الإداري المهم مستغرباً نزولي إلى الميدان من خلال الجولات اليومية، ولكني أؤمن أنه سواء كنت امرأة أو رجلاً إذا كانت لديك القدرات والمؤهلات، وأثبتي نفسك في مكانك وانتمائك لهذه المؤسسة، فإن الصعوبات تخف وتقنعي بأدائك، ويوثق عملك أهليتك للمنصب.

تعتقد سويدان أن دعم المرأة لنفسها مهم بشكل أساسي، وخاصة أنها تفتخر بحبها وانتمائها لهذه المؤسسة وعطائها يعطيها الدعم وكذلك وجود دعم سيادة اللواء توفيق الطيراوي رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال، الذي يؤمن بقدراتها، وكذلك وجود مساندة من العاملات في الجامعة، والأهم هو دعم الأسرة لها، وخاصة من قبل زوجها وبناتها الثلاث.

أوضحت سويدان أن المرأة المثقفة والتي تفهم دور المرأة وعملها وأهميته في بناء المؤسسات، يجب أن تكون داعمة وتنصفها وبالرغم من وجود بعض الحالات الشاذة فإنها ليست قاعدة.

المرأة الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات على كافة الأصعدة الوطنية والدولية وفي مجالات متنوعة لم تحققها المرأة في دول مستقلة ومستقرة، ولكن في يوم المرأة ما زالت المرأة بحاجة إلى إنصافها وإعطائها المزيد من الحقوق مثل زيادة المرأة في المجالس التشريعية، وكذلك جرائم القتل والشرف وأيضاً قوانين العمل والعمال.

وتطمح سويدان أن تتسلم المرأة مناصب قيادية في جامعة الاستقلال، خاصة وأنها تملك الكفاءة والمؤهلات، وكذلك حقها في بناء المؤسسة الأمنية من خلال مساهمتها في بناء الطلاب مثلها مثل الرجل.

وفي سؤال وجهناه للدكتورة سويدان حول الفساد الإداري، أيهما أكثر في إدارة المرأة أو الرجل؟ أكدت لنا أن إدارات النساء تكون أقل فساداً، وذلك حسب الدراسات والإحصائيات وعلم النفس وخاصة نظرية نصف الدماغ، المرأة تميل إلى استخدام نصف العقل الذي يميل إلى الدقة في العمل، وهي تركز عملها وعدم مداخلة الأعمال، ولذلك يقل الفساد الإداري عند المرأة.

بالنهاية، أكدت لنا أن التزام المرأة بالقيم الأخلاقية والمهنية من أهم الأمور التي يمكن أن تنقلها المرأة خلال استلامها لأي منصب.

نورس منصور … مسؤولة برامج مكتب الوكالة اليابانية (جايكا) بتصنيف مدير B.

في يوم المرأة تعتقد أن رضا المرأة عن ذاتها يرتبط بالفرص التي يعطيها إياها المجتمع، وخاصة في طموحها لتحقيق مستوى حياة أفضل.

تعتبر منصور، أن إنجازاتها خلال سنوات عديدة ومؤهلاتها مكناها من الوصول إلى هذا المكان وخاصة باقتناع ودعم مديرتها المباشرة اليابانية “يوكو ميسي” التي حفزتها بشكل كبير من أجل الاستمرار وتطوير الذات والمهارات التي ساعدت لصقل شخصيتها.

مبادراتها في تسليط الضوء على المخيمات الفلسطينية لنقل معاناتهم من خلال طلب زيارة المدير العام للوكالة اليابانية إلى مخيم الجلزون، الأمر الذي أدى إلى البدء بالتعاون مع اللجان الشعبية من أجل التنمية والتمكين بمشاريع جديدة بالمخيمات.

ولا تنسى نورس دعم زوجها الذي يتفهم عملها وطبيعته، ودوره باستمرارها، وخاصة في تنظيم حياتها العائلية والمهنية، وكذلك أشادت منصور بدعم والدتها الأمية التي كابدت مر العيش في ظل غياب والدها نتيجة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال وإصرارها على تعليم جميع أبنائها.

من أهم المهارات التي تتميز بها منصور هي المهارة العالية بالاتصال والتواصل مع الآخرين، وكذلك كتابة التقارير وتقديم المبادرات والعمل الجماعي.

وصفت نورس النساء الفلسطينيات بأنهن يتميزن بالقدرة العالية على التحدي، والعمل بالظروف الصعبة وعلى المرأة عدم فقدان الأمل دائماً يجب أن يكون لديها أمل بالحياة لتحقق أكبر قدر من إثبات الذات.

العقيد هالة بليدي

العقيد هالة بليدي هي أول مدير عام للعلاقات العامة والإعلام في جهاز المخابرات العامة، ورئيسة وحدة النوع الاجتماعي، العقيد بليدي هي أعلى رتبة عسكرية نسائية في جهاز المخابرات.

في يوم المرأة العالمي في وجهة نظرها ينقص المرأة التمكين في المواقع وصنع القرار، وكذلك النظرة التكاملية من قبل الرجل الذي يشاركها في عملية التنمية.

المرأة في القطاع الأمني استطاعت تحقيق عدة إنجازات منها: تشكيل اللجنة الاستشارية للقطاع الأمني من جميع الأجهزة الأمنية الفلسطينية وهي الوحيدة بالعالم لتكون لديها رؤية واحدة ورسالة واحدة وهدف واحد لتكون مؤسسة أمنية مبنية على تكافؤ الفرص وتبادل الأدوار بين المرأة والرجل ومن أهم إنجازاتها إيجاد وحدة النوع الاجتماعي التي تقوم بعمل تكافؤ بالفرص والدورات المرافقة والبنية التحتية وهذا شيء إيجابي.

كنساء عاملات في القطاع الأمني نطمح بأن تصبح المرأة قائدة جهاز أمني وسفير أمنياً.

من المهم أن تكون المرأة في مواقع مؤثرة، وليس مواقع تقليدية للتمكن من التأثير في المؤسسة الأمنية الفلسطينية.

أبرز من يقدم الدعم لها هو سيادة اللواء ماجد فرج، وعائلتها الصغيرة فهي أم لولدين فأي إنجاز بعائلتها يدعمها بشكل جذري وخاصة ابنها أيهم الذي علمته العديد من المهارات التي تمكنه من العيش بحياة كريمة، فالدفء العائلي يمنحها الكثير من القوة والاستمرارية.

من أهم المهارات التي تمتلكها هي كاريزما القائد، وكذلك الدراسة والتعليم التي ساعدت على صقل شخصيتها وتنمية مهاراتها.

سلوى الياسيني مديرة مدرسة سيرا للتعليم الخاص

السيدة سلوى بجهودها تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مجال التعليم الخاص بمدينة أريحا، في البداية كانت المدرسة عبارة عن غرفة مستأجرة مع عدم وجود مقاعد كافية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، وهو ما كان حافزاً لها من أجل الاستمرار وتحقيق هدفها ببناء مبنى، وهو كذلك كان داعماً لنفسها من أجل الاستمرار رغم الخذلان الذي كان يقابلها، تطمح أن تقدم خدمات أفضل للطلاب بمشاركة أكبر وأوسع من المجتمع المحلي، وهو الذي تحقق بعد تعب وجهد طويلين.

في رأيها ما زالت المرأة تحتاج إلى تسليط الضوء على نماذج إيجابية وعديدة من النساء، العائلة والزوج هم الداعم الأول لها من خلال تفهمهم لعملها وطبيعته.

من خلال إدارتها للمدرسة تحاول التغيير فتدعم تعليم الفتيات اللواتي يعانين من صعوبات في التعلم، وخاصة بسبب نظرة المجتمع التمييزية لها بالرغم من أن هذه النسبة قليلة، الأمر الذي مكنهن من الاستمرار في التعليم واستكمال التعليم الجامعي.

ومن أهم الأدوار التي تقوم بها دعم الأهالي من خلال برامج التوعية التي تقوم بها في منازل الطلاب أنفسهم لإشراكهم وإظهار القدرات الحقيقة لهم، الأمر الذي يثير استغراب أهاليهم.

اتحاد عياد

هو نموذج مختلف من النساء فهي تعمل بمجال الزراعة وتدير مزرعتهم الخاصة، وكذلك هي تقود جرارها الزراعي.

استمرت بالزراعة رغم سفر زوجها السيد هاني عياد إلى أمريكا والأردن فكانت تعمل بالمزرعة وتبيع المحصول لوحدها، الأمر الذي أكسبها سمعة ممتازة بالسوق فمعروف أنه بضاعة السيدة اتحاد أم أحمد ممتازة.

السيدة اتحاد تعلمت وعلى مدار 30 عاماً كافة احتياجات الزراعة والمهارات اللازمة لها، في الوقت الحالي صعب إيجاد امرأة تعمل في الأرض، ولكن شعبنا محتل ويحتاج إلى العمل ولذلك على المرأة مساعدة الرجل بسبب غلاء الحياة ومحاولات الاحتلال تقليص العمل في الأرض، ولذلك تلجأ للعمل في الزراعة، وتؤكد أن علاقة المرأة بالأرض أقوي من الرجل لأن الرجل يحب العمل الحر والأرض تريد من ينتبه لها بكل عناية، ورغم العمل في الأرض لساعات طويلة بالصباح فهي تحاول الموازنة بين عملها والأعمال المنزلية ورعاية أولادها.

وسألنا ماذا يعني لك يوم المرأة، تقول إنه من الجيد أن يكون لها كيان، وهذا كان من وقت النبي صلى الله عليه وسلم، والدولة الفلسطينية ساهمت في تأكيد دور المرأة، وبذلك يجب أن يكون للمرأة العاملة بشكل خاص تكريم وقيمة في كل يوم وليس في يوم محدد فقط.

في مجتمع الرجال تمكنت من فرض نفسها بعملها وقوة شخصيتها والتزامهم بوعودهم والدفعات لها، السيدة اعتماد لا يتوفر لها الإمكانيات لتساعدها لشراء تركتور زراعي حديث، وكذلك الفرامة الزراعية ليساعدها في العمل في مزرعتها، ومع ذلك تستمر بالعمل الزراعي لأنها تحبه وتجد نفسها به.

المرأة الفلسطينية على اختلاف أن تعمل أو لا تعمل يجب أن يسلط الضوء عليها وحمايتها من وطأة الجهل، الجهل بحقها والجهل بكيانها والجهل باحتياجاتها، في هذا اليوم وكل يوم تستحق المرأة أن تُخرَّج من العتمة كل العتمة دقها وجلها، كل عام والمرأة الفلسطينية خارجة كضياء الشمس رغم كل الظلم المجتمعي.