زيارة الجبير المفاجئة للعراق مثيرة للتساؤلات

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 3/3/2017 م …

زيارة الجبير المفاجئة للعراق مثيرة للتساؤلات …

لاشك ان زيارة وزير خارجية السعودية للعراق كانت مفاجاة للكثيرين لاسيما واننا لم نسمع من الرياض طيلة سنوات ولو مرة واحدة شجبا او استنكارا للجرائم التي ترتكبها داعش ضد الابرياء في العراق ليات الجبير الى بغداد مهنئا بالانتصارات التي حققها الجيش العراقي والقوات الرديفة ضد الارهاب وطرده من اكثر من مدينة حيث اوشكت الموصل على التحرير بفضل سواعد وتضحيات العراقيين.

زيارة الجبير تذكرنا بزيارة قام بها الملك فهد الى العراق خلال فترة الثمانينات عندما كانت الحرب العراقية الايرانية في اوجها ليقول كلمته الماثورة امام صدام حسين ويقلده قلادة كوسام ” من عندنا المال ومن عندكم الرجال” بدلا من ان يسعى بصفته ” خادم الحرمين” الى تهدئة الاوضاع ووقف النزيف الدموي العراقي الايراني وسجع على ان يتواصل الموت فضلا عن ا لخراب والدمار الذي لحق بالبلدين جراء حرب استمرت ثماني سنوات وصفها كبار المسؤولين الدوليين والخبراء بانها ” حرب ليست ذات معنى.

لانستبشر خيرا بزيارات من هذا النمط خاصة واننا نظن ان زيارة الجبير هذه جاءت بايعاز من واشنطن وفي ظل سلطة الرئيس الامريكي المتهور والباحث عن المال بشتى الوسائل ترامب الذي وضع ايران في مقدمة الدول الراعية للارهاب .

اما السعودية وقطر والامارات وتركيا التي تاكد وفق تصريحات ادلى بها ممثل سورية لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان شركة تويوتا اليابانية باعت الاف العربات التي يستخدمها ” داعش وبقية الجماعات الارهابية وان هذه الدول هي من دفع الاموال وليس ايران هذه الدول لم تخطر ببال ترامب طالما انها تواصل دفع الجزية للعم سام .

الجبير يهنئ العراق على الانتصارات ويتعهد بتقديم المساعة الى بغداد وانه يقف وفق هذا المصطلح الكريه” على مسافة واحدة مع جميع العراقيين وهي ” ” كللمات على السلاطين” كما يقول المثل العراقي”

ان زيارة من هذا النمط جاءت بعد ان تاكد للقاصي والداني ان هناك رجالا في العراق تجسد وجودهم في الجيش العراقي والقوات الامنية والرديفة المسانده له اعادوا بانتصاراتهم في معارك التحرير بالموصل امجاد جيش العراقي المهني الذي حل تشكيلاته سيئ الصيت بريمر بعد غزو العراق واحتلاله عام 2003 وبقي الجيش في حينها اشبه بتشكيلات الميليشيات وهو ما جعل ” داعش ” وغيرها من ارهابيين تتمدد وتحتل محافظات عراقية بالكامل فضلا عن تقصير القيادة العراقية المشرفة على الجيش في تلك المرحلة فهي تتحمل المسؤولية عن ما حصل لكن الذي يجري في العراق منذ الاحتلال ان ” الفاسد” والمتسبب بالكوارث في البلاد لايمسه سوء بل يكافا ويرقى الى موقع اعلى.

واشنطن كما يبدوا تحلم باعادة رسم سيناريو كالذي حصل في الثمانينات ضد ايران وتظن ان العراق بجيشه الحالي يمكن استخدامه واستخدام العراق ممرا لتنفيذ مايدور في ذهن ساسة البيت الابيض كما ان التنسيق العراقي الاخير مع سورية ضد الارهاب هو اكثر ما اثار واشنطن التي حفزت الرياض على التحرك نحو بغداد .

بالرغم من تصريحات العبادي التي يؤكد فيها ان العراق سوف لن يكون طرفا في اي نزاع او حر ب جديدة في المنطقة تخطط لها الدول الكبرى فان الولايات المتحدة تصر على انها ستكون عونا للعراق وستبقي على قوات لها في قواعد ثابته على اراضيه وانها لاتطمع بثرواته النفطية وفق ما قالها وزير الدفاع الامريكي خلال زيارته الاخيرة للعراق في جين ان الشركات الغربية بما فيها الامريكية كان اول من استحوذ على العقود النفطية في البلاد .

ونحن نسال ماذا تبقى من النفط العراقي بوجود هؤلاء الحكام والحروب المتواصلة وبوجود بارزاني الذي يسرق النفط من شمال العراق ويهربه الى تركيا التي ترابط قواتها داخل الاراضي العراقية دون ان ترتدع؟؟

زيارة من هذا النمط لاتبشر بخير وان الشعب العراقي ليس سعيدا بوجود هؤلاء على اراضيه اما الحفاوة التي تلقاها الجبير او التي تلقاها قبله امثال رئيس وزراء تركية خلال زيارته الاخيرة للعراق ليستقبل بالقبل من قبل العبادي فان هذا النهج لايمثل العراقيين الذين خبروا الاعيب عواصم التامر والعاصمة الام الحنون لاسرائيل ” واشنطن” التي تحرك هذه الدمى متى شعرت ان الحاجة تتطلب الى ذلك.

وعلى الوطنيين في العراق وجيشه وبقية القوات التي تتحمل وزر التحرير من داعش واخواتها ان يستوعبوا دروس الماضي القريب جيدا.

قد يعجبك ايضا