“عين على القدس” يفتح ملف البؤر الاستيطانية في القدس القديمة

 

الثلاثاء 28/2/2017 م …

الأردن العربي …

“عين على القدس” يفتح ملف البؤر الاستيطانية في القدس القديمة

أكد الناشط في مجال حقوق العائلات المقدسية أحمد صب لبن، أهمية التفريق بين نوعين من الاستيطان في مدينة القدس، فهناك الاستيطان الحكومي الذي تشرف عليه حكومة الاحتلال عبر بناء وحدات استيطانية، وفي موازاتها

هناك البؤر الاستيطانية التي أطلقت الحكومة الاسرائيلية العنان للجمعيات الاستيطانية الخاصة لإقامتها.

وقال صب لبن لبرنامج ‘عين على القدس’ الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، ان حكومة الاحتلال أقامت 57 ألف وحدة استيطانية منذ احتلال القدس الى اليوم، فيما قامت الجمعيات بالسيطرة والاستيلاء على عقارات عربية في مناطق استراتيجية وحسّاسة داخل البلدة القديمة ومحيطها، الى ان وصل عدد البؤر الاستيطانية حول البلدة القديمة أكثر من 330 بؤرة.

وأشار الى أن المقدسيين بحاجة الى نوعين من الحماية، الحماية الآنية التي تحتاج الى توفير غطاء قانوني

للدفاع عن هذه العقارات وهي بالمئات، وتعزيز صمود المقدسيين الذين يعيشون فيها من خلال توفير دعم اجتماعي ونفسي بسبب الضغوطات الهائلة التي يتعرضون لها، والنوع الثاني من الدعم اتخاذ خطوات وقائية بالانتباه الى المواقع المستهدفة بالبؤر الاستيطانية في البلدة القديمة ومحيطها، من خلال المتابعة القانونية وتوعية الفلسطينيين بالأمور التي يمكن أن تعرضهم لفقدان عقاراتهم بالاستيلاء.

وأعرب صب لبن عن التقدير العميق الذي يكنه المقدسيون للدور الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني في متابعة ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وكذلك جهوده السياسية والدبلوماسية في كافة المحافل الدولية، مؤكدا أن هذا الدور الأردني يكاد يكون الوحيد الملموس في المدينة على مستوى العالمين العربي والاسلامي تجاه مدينة القدس.

من جانبه قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، ان كل شبر في فلسطين مستهدف من قبل سلطات الاحتلال، وهناك خصوصية لاستهداف المدينة، مشيرا الى الضغوط الكبيرة والهائلة

التي تمارسها سلطات الاحتلال على سكان البلدة القديمة، ومنها منعهم من البناء أو حتى ترميم بيوتهم، وحرمانهم من تجديد هوياتهم او اضافة معلومة عليها او تغيير العنوان عبر فرض اجراءات معيقة لذلك، وخنق البلدة القديمة بوضع أبواب الكترونية للحد من الوجود الفلسطيني فيها ودخول المقدسيين اليها.

وأشار الى الاجراءات الاقتصادية الضاغطة على المقدسيين لدفعهم لترك المدينة، محذرا من أنه اذا لم يتم تدارك ذلك فإن الاحتلال سينجح على المدى البعيد بتقليص الوجود الفلسطيني في المدينة، خاصة مع وجود طروحات اسرائيلية بخصوص الوضع الديمغرافي.

وقال الباحث في شؤون الاستيطان هايل صندوقة، ان أهم اهداف المستوطنين بعد احتلال القدس الشرقية عام 1967، كان استيطان البلدة القديمة لأنها قلب القدس النابض، فبدأوا بمحاولات انتزاع العقارات الموجودة فيها بشتى الوسائل لطرد العرب منها وزرع المستوطنين فيها، وكان همهم الاستيلاء على العقارات القريبة من المسجد الأقصى، خصوصا ممن لهم عمل وظيفي رسمي في القدس، عن طريق اقامة بؤر استيطانية في جميع أنحاء البلدة القديمة، وتجلت سيطرتهم باستيلائهم على عقارات المواطنين العرب.

وأشار صندوقة الى بعض المخاطر القائمة في البلدة القديمة الناتجة عن اعتداءات المستوطنين على السكان القريبين منهم ومضايقتهم بشتى الأساليب، محذرا من أن حي سلوان ينحدر الى هاوية التهويد نتيجة الضغط الهائل على سكانه العرب، ومحاولة الاستيلاء على بيوتهم وعقاراتهم بشتى الطرق والوسائل، حيث بلغ عدد المستوطنين في الحي أكثر من 400 عائلة، فيما تم تسليم 81 اخطارا لإخلاء مساكن عربية في بطن الهوى، بادعاء أنها تقوم على أرض مملوكة لليهود منذ عام 1892.

وقال كتاب صحفيون واعلاميون لتقرير’ القدس في عيون الأردنيين’، ان الأردن هو المسؤول الأول عن الأماكن المقدسة في مدينة القدس، ويرفدها على الدوام بكل ما تحتاجه من حماية ورعاية لعظم مكانتها عند العرب والمسلمين،

وفي نفس الاطار كان الأردن المدافع الصلب عن المدينة والمقدسات، وسيستمر في ذلك في اطار نهجه المتواصل، داعين الى عدم ترك الأردن وحيدا في الدفاع عن القدس.

وأضافوا أن المواقف الأردنية الممتدة شكلت في مفاصل تاريخية حاسمة انتصارات معتبرة للقضية الفلسطينية والقدس تحديدا، وخاصة القرارات الأممية وقرارات منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم (اليونسكو) التي أكدت اسلامية الحرم القدسي الشريف وأن لا علاقة لليهود فيه.

واكدوا أنه ثبت بالدليل القاطع، أنه لولا تمسك الأردن والهاشميين التاريخي بإدارة الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ومتابعة شؤونها في القدس، لفقدت هذه المدينة منذ عقود هويتها العربية والاسلامية.

قد يعجبك ايضا