الحكّام العرب إضطهدوا شعوبهم وأذلّوها ومنعوها من حماية أوطانها / د. كاظم ناصر

د. كاظم ناصر ( فلسطين ) الثلاثاء 14/2/2017 م …

الوطن العربي تحكمه دول استبداد ديكتاتوريّة معادية للإنسان ، والحرّية ، والعدالة ،والحداثة ، وممعنة وخلاّقة في خداع واضطهاد وإذلال شعوبها. لقد فشل الحكام العرب في كل حروبهم خلال القرن العشرين ، وسيفشلون في حروبهم الدائرة حاليا لأنها حروب …خيانةوتآمر … مع دول أجنبيّة معادية للأمّة ، وتخوضها جيوش متخلّفة متهالكة ، وعصابات من المرتزقة ، ولا تدعمها الشعوب لأنهاضدّ إرادتها ، ومفروضة عليها بتآمر من حكامها ، وضدّ مصالحها ، وتدفع ثمنها غاليا من أرواح أبنائها ، وممتلكاتها ومستقبلها .

الحاكم العربي أذلّ المواطن ، وحرمه من حرّيته ، وجرّده من حقوقه ، وفشل في حمايته . ولهذا فإن المواطن العربي … المقهور المضطهد المذل … لا يشعر بالإنتماء إلى وطنه ، وقد يتردّد في في تعريضحياته للخطر دفاعا عنه ! إنّه يشعر أن وجوده مهدّد ، ولا أمل له ولأبنائه بمستقبل أفضل ، وإن وطنه التليد لا يوفّر لهمعظمضروريات الحياة والخدمات التي تليق بالبشر . فكيف له أن يشعر بولاء وانتماء حقيقي لوطن كهذا ويموت دفاعا عنه برغبته وإرادته ؟

الشعوب التي تحمي نفسها ، وتذود عن أوطانها ، وتنتصر في حروبها على أعدائها هي تلك التي أعطتها دولهاحرّيتها ، وساوت بينها في الحقوق والواجبات ، وحكمتها بقوة وعدل القانون الذي ينصف الجميع ، وساوت بين الحاكم والمحكوم ، وبنت جيوشا قوية لحمايتها ، وأقامت المؤسسات التي تقدّم لها الخدمات العامّة الأساسيّة، وتمكّنت من بناءنظام سياسي وقضائي واقتصادي واجتماعي يحمي مواطنيها .

كلّ دولة عربية يحكمها.. رجل واحد .. بيده كل السلطات، ويتحكّم فيها وفي شعبها كما يشاء ، ويمنح المناصب لأتباعه ومؤيّديه ، ويسجن ويقتل معارضيه ، ويشعل الحروب من أجل مصالحه والحفاظ على حكمه ، ويتحكّم بثروات الوطن بالطريقة التي ترضيه دون مساءلة من أحد ، ولا يقدّم لشعبه سوى الذّل والفقر والتخلّف والرعب !

لا يوجد في الوطن العربي نظام ديموقراطي حقيقي عادل واحد . كلّها أنظمة تمارس القمع والفساد والإقصاء والتآمر ضدّ شعوبها .. وتنكره .. ، أو تغلّفه بأغطية سياسية زائفة وتبريرات خادعة مضلّلة ، … أو تشرعنه بفتاوي دينيّة من علماء مأجورين … لا يعرفون الحق ، ولا يقيمون العدل كما أراده الله أن يقام .

الحروب الدائرة في الوطن العربي لاعلاقة للشعوب العربية بها، وإنّأهمّ أهدافها هي حماية النفط والغاز ، ومشيخات القبائل وحكّامها ، وضمان أمن إسرائيل ، وتمكين الغرب من الإستمرار في هيمنته على المنطقة والتحكّم بمقدّراتها . الشعوبالعربية تدرك أن الحكام العرب الذين فجّروها وساهموا في إشعالها في عدّة أقطار عربية هم خونة وعملاء لدول أجنبية ولا تهمّهم مصالح شعوبهم وأوطانهم !

الوطن العربي لا يحميه ويقدّس ثراه ،ويموت دفاعا عنه إلا المواطن العربي الحرّ الموفور الكرامة . لو كانت الدول العربية دولا ديموقراطيّة أكرمت المواطن وحمته ، ووفّرت له حياة كريمة ، ودرّبته على استخدام السلاح وسلّحته ، لكان قد انتصر في كل الحروب السابقة ، ولتمكّن من حماية وطنه ودحر أعدائه . الوطن العربي من محيطه إلى خليجه مهدّد تهديدا مباشرا ولن ينقذه أحد غير الإنسان العربي … الحر المثقّف … الذي يحصل على حقوقه وكرامته وأمنه في دول قانون ديموقراطيةتساوي بين الجميع ، وتستثمر إمكانيّات وطاقات الجميع ، …. لتبني وطن الجميعالذي يحمي الجميع …!

قد يعجبك ايضا