الملك: الإرهاب يأتي أحيانا من الداخل

 

الأربعاء 1/2/2017 …

الأردن العربي …

قال الملك عبد الله الثاني إن التحدي يكمن في تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات في محاربة الإرهاب، الذي لا يرتبط بجنسية محددة أو جهة خارجية، بل يأتي في كثير من الأحيان من الداخل، خصوصا اذا شعرت فئات أو أقليات بالعزلة والتهميش

وواصل الملك لقاءاته في العاصمة الأميركية واشنطن، الأربعاء، بعقد اجتماعين منفصلين مع قيادات مجلس النواب الأميركي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

وجرى، خلال اللقاءين، بحضور الملكة رانيا العبدالله، تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بعملية السلام والأزمة السورية، وجهود محاربة الإرهاب، فضلا عن بحث العلاقات بين البلدين.

وأبدت قيادات مجلس النواب وأعضاء اللجنة اهتماما كبيرا بموقف الأردن حيال عدد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية، وتثبيت وقف إطلاق النار ومحاربة الإرهاب، وما قد يترتب من آثار لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وسبل احداث تقدم في عملية السلام، إضافة إلى سبل تعزيز الدعم الأميركي للأردن وما يراه الملك من أولويات لابد من العمل بها في الفترة المقبلة لضمان استقرار المنطقة، وإيجاد حلول لعدد من النزاعات والأزمات فيها.

واستعرض الملك، خلال اللقاءين، رؤيته حيال قضايا المنطقة وأزماتها، حيث شدد فيما يتصل بالقضية الفلسطينية، على أهمية عدم اتخاذ سياسات تؤجج حالة الإحباط على الساحة الفلسطينية نتيجة توقف العملية السلمية.

وحول نقل السفارة الأميركية إلى القدس، أكد الملك ضرورة تقييم العواقب وما قد يسببه ذلك من غضب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وما يشكله ذلك من مخاطر على حل الدولتين وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم.

أما فيما يتعلق بتحدي الإرهاب، أكد الملك أنه لا يقتصر على المنطقة العربية، لافتا إلى أن هناك ترابطا كبيرا بين الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى على الساحة الدولية.

وجدد الملك التأكيد على أن المسلمين هم الضحية الأولى للإرهاب وما يقوم به الخوارج لا يمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال.

وشدد الملك، خلال اللقاءين، على أن الارهابيين لا يمثلون الإسلام ولا تعاليمه السمحة، مؤكدا ضرورة التعاون لحل مشاكل المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية لإحباط المخططات الإرهابية الساعية إلى تصدير حربها ضد البشرية، وإظهارها على أنها حرب بين المسلمين والغرب.

ودعا الملك إلى عدم اتخاذ أي إجراءات قد يستغلها الإرهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.

وأكد في هذا الإطار، أهمية دور التعليم في تمكين شعوب المنطقة من تحقيق مستقبل مزدهر لها.

وفي الشأن السوري، أشار الملك إلى أن نجاح وقف إطلاق النار في سوريا ضروري لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وإطلاق العملية السلمية، ولذلك فإن الأردن يدعم الجهود المبذولة في لقاءات استانا ويرى أن الدور الروسي أساسي في ذلك، مؤكدا ضرورة التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي لتحقيق تقدم في وقف إطلاق النار تمهيدا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف.

وتم، خلال اللقاءين، استعراض ما يواجهه الأردن من تحديات نتيجة الأزمات الإقليمية واستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين في ضوء وضع اقتصادي صعب، وبرنامج مالي يتطلب المزيد من الدعم من المجتمع الدولي، حيث تم التطرق كذلك إلى تجديد مذكرة التفاهم للتعاون بين الولايات المتحدة والأردن، والتي تحدد المساعدات الأميركية على المدى المتوسط في المجالين الاقتصادي والعسكري.

بدورها، أكدت قيادات مجلس النواب الأميركي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أنه من الصعب تخيل وضع المنطقة دون دور الأردن المحوري، وقيادة الملك وما تقدمه من سياسات حكيمة تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وحضر اللقاءين وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

قد يعجبك ايضا