بنك أهداف الحرب الرابعة المحتملة على غزة … استعادة الجنود.. تدمير الأنفاق.. قصف الأبراج!

الثلاثاء 31/1/2017 م …

الأردن العربي – صلاح سكيك

الحرب الرابعة على غزة أصبحت قاب قوسين أو أدنى، هكذا عنونت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني مساء الأحد، هذا التصريح ليس الأول على الإعلام العبري، وإنما سبقه تقارير لصحيفة (يديعوت أحرنوت) ذكرت فيها أنه لا مفر من حرب جديدة على غزة، فيما بدأت التدريبات المكثفة للجيش الإسرائيلي في محيط غلاف غزة اليوم.

هذه العناوين تبدو كلاماً في الهواء، مادامت لم تقترن بكلام مسؤول، لكن وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أكد على قدرة جيشه على حسم الحرب المقبلة، وسيجبر الطرف الآخر على الاستسلام، [في إشارة للمقاومة الفلسطينية بغزة].

لن يتم تناول ملف الحرب الرابعة في إسرائيل بمعزل عن موضوع قضايا الفساد التي تلاحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي رأى البعض أنه يريد أن يخرج من مأزقه الأخلاقي والسياسي، من خلال التفرد بقطاع غزة، ومحاولة استمالة الجمهور الإسرائيلي، أو على الأقل إلهاءه بما يضمن بقاءه في حكم إسرائيل.

لكن هل تبدأ إسرائيل العدوان الرابع بتهديدات، أم أن التهديدات لا يمكن أن تكون مقترنة بحرب، على اعتبار أن إسرائيل لم تنفذ الحروب الثلاثة إلا بشكل مفاجئ ومباغت، وهل مصير نتنياهو يحدده قطاع غزة في حال فشله، أم أن الواقع هو من يحدد مصيره، بما أن مصيره متوقف عند قضايا الفساد.

الكاتب والمحلل السياسي، رياض العيلة، أكد أن الحكومة الإسرائيلية، تتحدث كثيرًا عن شن عدوان على قطاع غزة، كوسيلة لصرف النظر عن الفضائح التي تلاحق رئيسها بنيامين نتنياهو.

وأضاف العيلة لـ “دنيا الوطن”، أن اليمين الإسرائيلي تعود على أن يهاجم الفلسطينيين من أجل الخروج من المأزق الداخلي الذي يعيشه، وبالتالي حتى يخرج من ذلك يشن عدوانه على قطاع غزة، لافتًا إلى أنه بنتائج ذلك قد يُسكت الإسرائيليين، ويصرف نظرهم إلى حد ما عن فساد نتنياهو واليمين.

الأبراج بنك الأهداف

وأوضح أن قادة الجيش الإسرائيلي صرحوا في نهاية حرب 2014، أنهم سيبدؤون الحرب الرابعة من حيث انتهت الحرب الأخيرة، أي بضرب الأبراج السكنية في القطاع، ثم الانتقال لبنك الأهداف الذي أعدوه بعد انقضاء سنوات من الهدوء، مشيرًا إلى أنه يتوجب علينا أن ننتبه ونحذر مما يخطط له المسؤولون الإسرائيليون أو أي تحرك يتخذه الجانب الإسرائيلي.

بدوره، الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة أوضح أن اعتبار نتنياهو مخرجه الوحيد من أزماته الأخيرة، هو قطاع غزة، ادعاء فاشل، فنتنياهو شن حربين على غزة ولم يكسبهما، وبالتالي طرح الإعلام العبري على نتنياهو عدة أسئلة، منها ماذا أنجزت من الحربين، هل رفعت المقاومة الراية البيضاء، وهل أوقفت حفر الأنفاق، وهل أوقف تصنيع الصواريخ، الإجابات هي واحدة، لا، وهذا الأمر أكده تقرير مراقب الدولة.

وبيّن جعارة لـ “دنيا الوطن”، أنه لا يوجد لإسرائيل بنك للأهداف في قطاع غزة، مستدركًا: إنما لو توفر لإسرائيل معلومات بوجود نفق أو معلومة خطيرة فإنها ستصبح بحل من التهدئة للحصول على هذا الصيد الثمين، وقد تبدأ هنا الحرب.

وتابع: “إسرائيل تكذب عندما تقول إن لها بنك أهداف بغزة، فالذي تقصفه البيوت والشوارع والكهرباء والمؤسسات”.

مصير نتنياهو

وذكر جعارة أنه في حال اندلاع الحرب على غزة، فان مصير نتنياهو السياسي سيكون قد انتهى، سواء كان هناك لائحة اتهام بالفساد أم لا، فالسقوط العسكري هو الأولى في هذه المرحلة، وسيكبد إسرائيل الكثير.

وحول ملف الأسرى المحتجزين لدى المقاومة بغزة، أكد أن نتنياهو يعي جيدًا أن تحريرهم لا يأتي إلا بصفقة تبادل، مستشهدًا بحديث مئير داغان رئيس جهاز (الموساد) السابق، الذي أكد على أن إسرائيل اذا ما أرادت استرجاع جلعاد شاليط لن يكون بالحرب وإنما عليها عقد صفقة تبادل مع حركة حماس، وهذا ما تم بالفعل.

أما الخبير العسكري والاستراتيجي، واصف عريقات، قال إن: التركيبة التي تتكون منها الحكومة الإسرائيلية، هي تركيبة مبنية على إثارة الرعب والإرهاب ضد الفلسطينيين، مع التركيز على استعراض القوة العسكرية.

وذكر عريقات لـ “دنيا الوطن”، أن التركيبة الحكومية تشمل العديد من المحاور، بدءًا من السياسيين ورجال الدين المتشددين وقادة المستوطنات والخبراء العسكريين، وتهديداتهم بشن الحروب طبيعي، نظرًا لما يحملوه من عداء واضح للسلام في المنطقة.

إبقاء الائتلاف اليميني

وبيّن أن اليمين يريد أن يُبّقي الائتلاف الحكومي على قوته ولا يريد أن ينهار رغم ما يعاني منه نتنياهو من قضايا فساد، مستدركًا: هناك عدم ثقة بالجيش الإسرائيلي من قِبل الجبهة الداخلية الإسرائيلية منذ الحرب الأخيرة، وهذا الأمر يُقلِق الحكومة الإسرائيلية التي تحاول دائمًا طمأنة جبهتها الداخلية.

وتابع: “الجيش يحاول رفع معنويات جنوده [الذين أحجم بعضهم عن الخدمة في الجيش]، من خلال إظهار قوة الردع التي يمتلكها وما تلويح قادته لضرب غزة إلا شيء من هذا الردع”.

وحول كيفية بدء الحرب المقبلة على غزة، قال عريقات إن إسرائيل هي التي تبدأ الحرب ولكن لا تستطيع أن تنهيها، نظرًا لعدم وجود قائد إسرائيلي يستطيع أن يحمل فاتورة الحرب “باهظة الثمن”، حتى نتنياهو ذاته، والمجتمع الدولي أصبح يكشف ممارسات إسرائيل.

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي هلال جرادات، فأكد أن إسرائيل منذ نشأتها وهي تعمل على تصدير أزماتها الداخلية للخارج، وهذا ما يجعلها تهدد قطاع غزة وتلوح بقرب الحرب.

استهداف قيادات

وأوضح جرادات لـ “دنيا الوطن”، أن الفساد الذي يلاحق عائلة نتنياهو يلاحق الحزب كله، لذلك سقوط نتنياهو ليس بالأمر الهين، لذلك فالتغطية على هذا الأمر يكون بتصريحات نارية ضد قطاع غزة.

وأشار إلى أن شن حرب على غزة لم تعد بعيدة خصوصًا بعد وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي قد يرعى الحرب المقبلة، مبينًا أن الجيش الإسرائيلي يسعى خلال أي حرب لأن يضرب التجمعات السكانية وتحديدًا الأبراج والبنايات الكبيرة، ثم المؤسسات الاقتصادية.

ولفت إلى أن أحد سيناريوهات الجيش الإسرائيلي في الحرب هو فصل القطاع إلى ثلاثة مناطق، والاعتماد على سلاح الجو لضرب الأهداف.

وتابع جرادات: “بنك الأهداف الإسرائيلي سيشمل شخصيات وقيادات كبيرة في المقاومة، وليس بالضرورة أن تكون من حركة حماس، وهذا بالإمكان اعتباره مفتاحًا للحرب الرابعة، وما اجتماع الليكود في إيلات إلا دليل على أن المواجهة مع غزة باتت وشيكة”.

قد يعجبك ايضا