خيارات ترامب القادمة / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) افثنين 30/1/2017 م …

يذكرنا فوز ترامب بتسديد هزيمة ال ١٩٦٧ ضربة قاصمة لمرحلة النهوض القومي ولفكر وايدولوجيا ونهج تلك المرحلة الذي تحمل المسؤولية الكاملة عن مآلات نهجه   .

فوز ترامب هو تعبير عن :

هزيمة نهج وايدولوجيا الديمقراطيين على مدار تولي اوباما رئاسة الولايات المتحدة .

وقد سددت جملة الظروف الموضوعية وسياسات إدارة اوباما ضربات موجعة لشركات النفط الاميركية المنتجة للنفط الصخري بسبب فرضها سياسة تخفيض أسعار النفط لاسقاط الاقتصاد الروسي والايراني والفنزويلي والحق بها خسائر فادحة وأفلس بعضها وأوشك الباقي على الافلاس.

وأنعشت سياسة الديمقراطيين كارتيلات شركات الاسلحة عابرة القارات بسبب الحروب التي شنتها على سورية والعراق واليمن وليبيا وصفقات الاسلحة للسعودية والخليج وللإرهابيين والتحالف الدولي بقيادة اميركا التي بلغت قيمتها عشرات بل مئات المليارات التي تدفقت لخزائنها .

ازدياد الازمة الاقتصادية الاميركية وتعمق حدتها فقد بلغت المديونية الاميركية ٨٦ ترليون دولار في الوقت الذي بلغ في الناتج الاجمالي حوالي ال ١٩ ترليون دولار اي ان المديونية تبلغ ما يفوق ال أربعة أضعاف الناتج الاجمالي الامر الذي يشكل خطورة اقتصادية مرعبة.

ازدياد حلف الاطلسي ترهلاً وشيخوخة وبداية تفككه ووهنه العسكري وتفكك الاتحاد الاوروربي الذي ابتدأ بخروج بريطانيا منه اضافة للازمات الاقتصادية لغالبية منتسبيه .

ازدياد روسيا والصين ودول البريكس وشنغهاي قوة عسكرية   ونفوذ دبلوماسي وفشل كل المؤامرات التي استهدفت وحدة الاتحاد الروسي إبتداءً من القرم لأوكرانيا برغم الدرع الاميركي الصاروخي ونشر القوات الاميركية في بولندا ورومانيا على الحافة الغربية للاتحاد الروسي .

فقدان الهيمنة الاميركية الاحادية على العالم والهيئات والمؤسسات الدولية كمجلس الامن والمحكمة الدولية تمهيدا لفقدان دور صندوق النقد الدولي في تنفيذ سياسات الربا للرأسمال المالي الاميركي .

التحولات التي جرت في بلغاريا ومولدافيا والفلبين وتركيا ومصر والمتنظرة بفرنسا

فشل محاولات محاصرة الصين التي ابتدأت من بحر الصين الجنوبي على شكل استفزازات بحرية اميركية للصين .

التحولات الاجتماعية والسياسية في اميركا اللاتينية وهزيمة مشروع حصار كوبا.

ازدياد محور المقاومة قوة إبتداءً من توقيع ايران اتفاقها النووي وتحجيم ولجم قوة العدو الصهيوني وصمود سورية وحلفائها الذي تتوج بنصر حلب الحاسم .

كل هذه المعطيات افضت للتحولات الدولية ومنها مفاجأة انتخاب ترامب .

برغم كل ما يقال عن غموض نهج ترامب وبرامجه المستقبلية الا انه محكوم لنفس الظروف الموضوعية التي تصاعدت لدرجة الإطاحة بعهد الديمقراطيين وبرامجهم التي شكلت كلينتون امتداد له

فما الذي يمكن لهذا الافاق ان يجترحه من معجزات في عصر انتهت به المعجزات ولغة القوة.

لقد قام اوباما باستخدام كل الأساليب والوسائل ليحول دون نصر حلب بعد استنفاذ كافة الخيارات من :

الارهاب الوظيفي ، للتلويح الاطلسي بالتدخل ، لتركيا، وتحالف السعودية المؤلف من ٣٤ دولة ، لتوظيف الأكراد وإقامة الكيان الكردي بكريدور ممتد للعدو الصهيوني عبر درعا ربما ودور اردني داعم ، و للعدو الصهيوني ، ثم التدخل الاميركي المباشر برغم اننا نعلم ان على الجيش الاميركي ان يوفر ١٠٠ مليار دولار لمدة ثمانية سنوات لتوفير ٨٠٠ مليار دولار الامر الذي يعني عجز بالتسلح والقدرات ، ثم وكخيار اخير التلويح باستخدام السلاح النووي .

بعد ما يفوق الستة سنوات من استخدام كل ما يمكن استخدامه لاسقاط الدولة السورية دون ان تفلح كل تلك الوسائل والاساليب في إنجاز المهمة.

ترامب : لقد استنفذ الذين سبقوك كل ما يمكن استخدامه ولم يتبق سوى خيارات محدودة متواضعة ليس من بينها منطقة مدنية آمنة حتماً .

قد يعجبك ايضا