زيارة رئيس الحكومة التركية الى بغداد من المستفيد؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 12/1/2017 م …

تفاجا الكثيرون بالاعلان عن زيارة رئيس الحكومة التركية الى العراق فمنهم من عدها تنازلا تركيا فرضته الاوضاع التي استجدت في المنطقة وخاصة على الساحة السورية بعد طرد الارهابيين من حلب وما تشهده مدن تركية من تفجيرات وسبق ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة المزعومة ضد سلطة اردوغان .

ومنهم من اعتبرها محاولة تدخل في اطار نهج تركي جديد لفتح صفحة مع بغداد حتى ان مسؤولا ايرانيا ذهب ابعد من ذلك و تمنى ان تواصل انقرة ذات النهج مع سورية ” نهج ” فتح صفحات جديدة” وهو تمني يدخل في اطار ” التمني راس مال المفلسين” حين نمعن النظر مليا باهداف وغايات واحلام السلطان اردوغان .

تركيا لم تغير نهجها الذي تكرر اكثر من الف مرة على لسان اردوغان وبقية الحاكمين في تركيا من قادة ” حزب العدالة” الاسلاموي” وان من يعتقد ان سياسة جديدة اخذت تعتمدها تركيا في التعامل مع الاوضاع في سورية او العراق فهو واهم.

تركيا فقط فرضت عليها العاصفة التي هبت ان تطاطئ راسها مؤقتا حتى تمر هذه العاصفة وستعود الى ذات السياسة التي تسببت في الكارثة اتي حلت بالمنطقة وهاهي ولحد هذه اللحظة تعول على ” جماعات مسلحة تدربت على يد الاستخبارات التركية وفي المقدمة ” الجيش الحر او الكر لافرق” الى جانب جماعات اخرى تحمل مسميات الزنكي وغير الزنكي فضلا عن وجود قوات عسكرية تركية وبالالاف داخل الاراضي السورية مثلما توجد قوات لها في داخل الاراضي العراقية ولم يحسم الامر رئيس حكومة العراق مع ضيفه ” التركي ” الذي استقبله ب” القبل   وبالاحضان ” لدى وصوله بغداد في مشهد لايشرف العراقييين الذي اطلعوا على كل المسميات والاوصاف التي كان يطلقها ” اردوغان” على رئيس حكومة العراق وسخريته منه.

لقد غاب عن بال السيد العبادي انه يمثل العراق شئتا ام ابينا وان اية هفوة منه تحسب على العراقيين وما اكثر تلك الهفوات التي حصلت اثناء استقبال يلدريم سواء القبل الساخنة التي طبعها العبادي على خدي نظيره التركي وكانه لم يصدق وكان متعطشا ومشتاقا لصديق حميم لا لشخص تسخر بلاده من العبادي ومن العراق وتستخف به وتصر على وجود القوات التركية على ارض العراق بمسمى ” تدريب مقاتلين ضد داعش” وهي   الراعية لهذه الجماعة الارهابية وغيرها من الجماعات التي جلبت الدمار والموت للعراقيين والسوريين.

شيئ مثير للسخرية ان يعلن يلدريم من بغداد ان تركيا تتبرع ” ” بتدريب مسلحين على ارض العراق وسط ردود افعال بائسة مثلما كانت زيارة رئيس الحكومة التركية للعراق ذات نفع وفائدة على انقرة اكثر من بغداد حيث تم تعهد بغداد واربيل بطرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من سنجار اذا كانوا هناك فعلا لاننا لانصدق تخمنيات انقرة بهذا الخصوص التي تعتبر الحزب حزبا ارهابيا.

تركيا وبجبروت اساليبها المدمرة لم تتمكن من انهاء نشاطات حزب العمال الكردستاني او التخلص منه رغم سنوات من الاعمال العسكرية الان تكلف بغداد واربيل بشن الحرب بالنيابة عنها ضد مسلحي هذا الحزب.

لانلوم بارزاني وعائلته الحاكمة في شمال العراق وحفاوتهم برئيس الحكومة التركية الذي زار اربيل عندما يركعون عند اقدام السلاطين الجدد في انقرة لان هناك هدفا يجمعهما هو ” سرقة النقط العراقي” وتهريبه الى اسرائيل خاصة وان الجانبين يتمتعان بعلاقات واسعة مع تل ابيب.

في اربيل وبقية محافظات الشمال العراقي تنتشر جماعات الموساد وهناك دلائل كثيرة على ما نقول وان اخر مؤشر على وجود تعاون بين بارزاني وحكومته مع تل ابيب هو وجود فريق تلفزيوني اعلامي اسرائيلي اثناء بداية الحملة العسكرية العراقية لتحرير نينوى وقد نشر هذا الفريق تقارير معادية للعراق وسبق ذلك وصول شحنات نفطية عراقيىة مسروقة من شمال العراق الى الموانئ الاسرائيلية مرت عبر تركية التي اعادت علاقاتها مع اسرائيل علنا ودون ان تحصل انقرة حتى على اعتذار بشان سفينة مرمرة التي كانت متوجهة الى غزة في مشهد اعلامي كاذب.

نلوم حكومة العبادي التي لم تستغل زيارة رئيس حكومة اردوغان لتثبيت موقفها الوطني وتحديد موعدا وبالتاريخ لسحب قوات تركية ترابط على ارض العراق بل اكتفت بالقول ان تركية عازمة على سحب قواتها ” ولكن ب” بالمشمش” لان يلدريم قالها بوضوح عندما تعتقد تركيا ان الامور مستتية . دون ان يحدد موعدا واضحا وصريحا لسحب تلك القوات .

اما الموضوع الاقتصادي الذي جرى الحديث عنه فيصب فبي خدمة ومصلحة تركية وليس العراق الذي تغرق اسواقه بالبضائع التركية.

مقاطعة هذه البضائع فقط كفيل بجعل اردوغان وبقية قادة حزب العدالة يرضخون ويقبلون الايادي وهناك خيارات اخرى متاحة للعراق لتعويض المنتجات التركية.

تعلموا ياحكام العراق من دول وحكومات سبقتنا بهذا المضمار وهذا ليس عيبا لكن العيب في الخروج على الاعراف الدبلوماسية والبرتكولية والتعامل مع الضيوف الاجانب كما حدث في استقبال رئيس الحكومة التركية المتامرة على العراق وسورية والتي تقف وراء هذه الكارثة التي تواجه شعبي البلدين فكان لقاء العبادي به مشهدا مثيرا للسخرية والاشمئزاز ويحط من قيمة العراق الذي ابتلى بجهلة لايفقهون منذ الغزو والاحتلال. .

قد يعجبك ايضا