لماذا لا يعقد المجلس الوطني الفلسطيني في غزة / د. جمال خالد الفاضي

 

د. جمال خالد الفاضي ( فلسطين ) الإثنين 9/1/2017 م …

في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، مع العمل والحرص على مشاركة جميع الفصائل الوطنية والاسلامية، مع العلم أن هذا المجلس الذي تأسس عام 1964 هو الذي يمثل السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في داخل فلسطين وخارجها، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية، ويرسم برامجها، المتعلقة بإحقاق حقوقنا الوطنية المشروعة، والمتمثلة في العودة والاستقلال والسيادة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وقد عقد المجلس مؤتمره الوطني الأول في مدينة القدس في الثامن والعشرون من مايو للعام 1964، بحضور (433) عضواً، حيث أعلن هذا المؤتمر في بيانه عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وتم انتخاب السيد “أحمد شقيري “رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وها نحن اليوم وفي مرحلة خطيرة يعيشها الشعب الفلسطيني نتيجة استمرار الاحتلال ورفضه لكل القرارات والمؤتمرات الداعية لضرورة اقامة الدولة الفلسطينية، وكذلك نتيجة لوضع عربي في غاية السوء ووضع دولي ملئ بالتناقضات ولا تحكمه إلا لعبة المصالح، لابد لنا ولا خيار لنا سوى اعادة صياغة ترتيب وهيكلة الوضع الداخلي الفلسطيني، وتوفير كل مبررات الصمود أمام سلسلة متغيرات قد تشكل عاصفة تزيح من أمامها كل الضعفاء والمنقسمين.

ونحن نجد اليوم أن هناك اجماع من قبل الكل الفلسطيني وقواه الحية بأهمية وضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وترتيب منظمة التحرير الفلسطينية، الوطن المعنوي والسلطة الاعتبارية للفلسطينيين أينما وجدوا، وفي ضوء الحديث عن وجود موافقة مبدئية حول مشاركة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في اللجنة التحضيرية المتعلقة باجتماع المجلس الوطني في بيروت، لابد من التذكير والعمل معاً من أجل:

– أن يتم اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في مدينة غزة، وليس هناك ضرورة لعاصمة عربية هنا وهناك، وذلك حتى يكون لهذا الاجتماع دلالات وحدوية ووطنية واستراتيجية بعيد المدى، يتم من خلالها التأكيد على أن الاجتماع الاول الذي شهد تأسيس منظمة التحرير تم في عاصمة فلسطين وهي مدينة القدس، واليوم الذي سيشهد اعادة ترتيب منظمة التحرير وإدخال القوى الاسلامية إليها أيضاً في مدينة فلسطينية هي مدينة غزة، هذه المدينة التي يتمنى الأعداء للبحر أن يبتلعها.

– التأكيد من خلال عقد الاجتماع في غزة على أن لا دولة فلسطينية بدون غزة ولا دولة فلسطينية في غزة.

– مدينة غزة هي المدينة المؤهلة لعقد اجتماع وطني لا يكون تحت حراب الاحتلال وإرادته المباشرة، والمتحكم في المشاركين من حيث العدد وتنوعهم.

– عقد الاجتماع في غزة سيسحب كل مبرر وحجة لمن يتلكأ بعدم الحضور بسبب وجود الاحتلال.

– عقد الاجتماع في غزة سيوفر مشاركة عربية تعيد للعلاقات العربية الفلسطينية مكانتها ودفئها، فــ غزة ذات الحدود المباشرة مع مصر ستكون بوابة هذا المدخل.

– سيشكل الاجتماع في غزة فرصة لإعادة الأمل للناس بأن غزة لازالت في الذاكرة الوطنية الحاضرة والمستقبلية، وأن ما بها من مشاكل وظلم وقهر لا يغيبها عن المشهد.

لذلك على كل الحريصين والغيورين على قضيتهم ووطنهم وشعبهم، وكل أولئك الأحرار الذين شهدت لهم ساحات الوغي، ان فلسطين ومصلحتها أكبر من الأفراد وأكبر من الأحزاب، وان من يريد أن يكون لفلسطين حضور ومستقبل وأمل في غذِ أن يكون لونه بلون الوطن فقط، وإلا فإن التاريخ كفيل بكتابة نصوصه بما لا يليق بكم .

قد يعجبك ايضا