الكاتب والمحلل السياسي محمد شريف الجيوسي في لقاء حواري ساخن على قناة ” سفن ستارز ” الأردنية

 

الخميس 5/1/2017 م …

الأردن العربي …

في لقاء حواري على برنامج ” واجه الكاميرا ” بفضائية سفن ستارز بإدارة الإعلامي عصام مبيضين

الكاتب والمحلل السياسي محمد شريف الجيوسي :

** الرئيس الشهيد صدام حسين يعرب في لقاء مع نشطاء عرب كنت أحد حضوره ، عام 1996 ” عن رغبته في ” توسيع جسر العبور ” وكان قد حاول فتح صفحة مع إيران بالتزامن مع دخول الكويت بايداع طائراته لديها وتبادل الأسرى معها .. وعادت علاقاته لاحقاً مع سورية في النصف الثاني من التسعينات تدريجيا

** أنصار صدام يخطؤون في حال بقوا يتبنون عقلية ثأرية ، لا تأخذ بعين الاعتبار توجهات صدام خلال الحصار والمتغيرات ومصالح الأمة وكمائن أعدائها وفتنهم

** إيران ليست فارسية لا ديمغرافيا ولا جغرافيا .. وأذربيجان تتقاسم معها المواطنة والهضبة الفارسية .. واسماعيل الصفوي الأذري التركي فرض عليهم التشيع بالقوة وأعدم من لم يتشيع ،، والمذهب الشيعي منتج عربي وليس فارسيا .. وإسقاط إيران إخلال بميزان القوى الإقليمي وليس في صالح المنطقة العربية

** سورية بلسان الرئيس الأسد في قمة عربية حث الزعماء العرب عشية الحرب العدوانية على العراق بعدم التآمر عليه إن لم يقدروا على مساعدته ورفض شروط كولن باول ألـ 8 المتضمنة مطلبا ضد العراق وآخر ضد المقاومة الفلسطينية ونتيجة ذلك صدر قرار أمريكا بـ ” معاقبة سورية “

** لا بد لتجاوز المرحلة من عدم الخضوع للترويجات الفتنوية الأمريكية ومن لف .. وضرورة فتح صفحات جديدة بعيدة عن الطائفية والمذهبية والإثنية والبناء على نقاط اللقاء ..

أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد شريف الجيوسي في لقاء فضائي ، أن الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين أكد يوم 28 نيسان 1996 رغبته في توسيع جسر العبور رداً على مداخلة طرحها الجيوسي في لقاء ( مسجل صوت وصورة ) ضمن وفد ضم نشطاء عرب من موريتانيا والمغرب والجزائر واليمن ولبنان وفلسطين والأردن ( وربما غيرها ).

وقال الجيوسي أن الرئيس صدام ترك لأعضاء الوفد ـ الذين لم يكن معظمهم ليعرف البقية ، ومن مرجعيات سياسية متباينة ـ التعبير عما يجول في خاطرهم دون أدنى مقاطعة ، أو ما قد تبدو عليه ملامح الوجه من إستياء أو استحسان ، وكان يسجل على ورق أمامه ، ما يقال من قبل اعضاء الوفد ، وعندما انتهى آخر راغب في الحديث ، أخذ بالرد على كل ما قيل ، دون تجاهل او إغفال لأي وجهة نظر .

وقال الجيوسي ، أن الرئيس صدام ردعلى وجهة النظر التي طرحها وقتذاك (والتي أصبح الجيوسي الآن لا يراها ) بعبارة موجزة وبليغة : نريد توسيع جسر العبور .. في إشارة واضحة إلى أن صدام كان يرغب في التلاقي مع الآخرين وليس في توسيع الشقة والخلافات معهم .    

وأضاف الجيوسي،أن علينا ملاحظة أن العراق وضع جزءاً كبيراً من طائراته بعد دخوله الكويت وقبيل شن الحرب عليه، في إيران التي تَقاتل معها 8 سنوات ، وحرص على تبادل عشرات الآلاف من الأسرى معها ، وهو مؤشر على رغبة حكيمة كانت متوفرة لديه لإعادة حساب العلاقات الخارجية مع إيران بخاصة ومع المنطقة بعامة ، وهو ما يفسر قوله بعد 6 سنوات نريد توسيع جسر العبور .

واعاد الجيوسي إلى الأذهان ، أن العراق في عهد الرئيسين العراقي صدام حسين والسوري حافظ الأسد (يرحمهما الله) بدأت بالتحسن في النصف الثاني من التسعينات ، وأصبح هناك تعاون تجاري مهم وغيره بينهما ، واستمرت في التحسن بعد مجيء د. بشار الأسد رئيسا لسورية ( وفي مؤتمر قمة بيروت دعا الرئيس بشار الأسد ـ وكان من الواضح أن حربا أمريكية وشيكة ستشن على العراق ، الزعماء العرب إلى أنه إذا لم يكن في مقدورهم أو رغبتهم مساندة العراق فلا يتآمروا عليه ( لم يتح للجيوسي التنويه بهذه الجزئية المهمة الأخيرة جراء مقاطعة المحاور الآخر المحامي الأردني زياد النجداوي )

وقال الجيوسي أن الرئيس صدام دفع ثمن إيجابياته ، وليس أخطاءه ( فأمريكا لا يعنيها حقيقة الجوانب الإيجابية لأي نظام أو زعيم بل يعنيها تعظيم السلبيات واستخدامها في الوقت الذي يحقق لها ذلك مصالحها ).

وأوضح الجيوسي أن دور إيران في العراق تضمن بعض الأخطاء ، لكن هذا الدور نجم عن تقاعس بعض الأنظمة العربية عن نصرة العراق بل وتآمرها عليه .. وتقاعس جامعة الدول العربية عن اتخاذ موقف شجاع ضد الاحتلال الأمريكي والبريطاني له وإسقاط العراق ، بل عمليا دعمت إجراءآت برايمر ، وحيث أن الطبيعة والسياسة لا تقبل الفراغ فقد عبأت إيران هذا الفراغ .

وأكد الجيوسي رداً على المحاور الآخر النجاوي ، أن ما حدث في سورية ليس ثورة وإنما مؤامرة دولية ، بدليل ان تركيا أقامت مخيما حدودياً للاجئين ( 5 نجوم ) قبل نحو شهرين من المؤامرة على ىسورية ، وزودته بكل أسباب الرفاهية من سجاد واجهزة تلفاز وثلاجات وغسالات ظنا منها كما هو مخطط أن إسقاط الدولة السورية سيتحقق في ظرف أسابيع أو أشهر معدودة على أبعد تقدير .

وأورد الجيوسي دليلاً آخر على اجتماع عقد في تركيا في 14 نيسان 2011 أي بعد أقل من شهر من بدء الحرب على سورية ، حضره فيلتمان وزعيم لبناني ودولتين خليجيتين والبيانوني ( زعيم إخونيي سورية ) والجناح الطالباني في حزب التنمية التركي الحاكم ، وضباط أمريكان ، جرى البحث فيه في أسباب عدم اسقاط سورية ، وحمّل الاجتماع المكلفيْن بالملف السوري مسؤولية الفشل ، ونقل الملف إلى دولة أخرى مع تعهد بأن لا يصيبها رياح ما يسمى الربيع العربي وأن تعطى أولوية في تحقيق مصالح لها في سورية ( بعد حلم إسقاطها ) كما اتفق المجتمعون على أن يشكل إخوان سورية حكومة ما بعد (إسقاط الدولة السورية) ، وعلى ان تعترف بالكيان الصهيوني ولكن بعد ان تعترف به دولة خليجية رسميا .

( أشير الى بعض هذه التفاصيل وليس كلها في الحوار بسبب المقاطعات غير الحوارية من أ. النجداوي .. وأوضح الجيوسي أن مضمون اجتماع أنقرة وبتفصيل أوسع وردت في مقالة له بجريدة الدستور في حينه ، وأعاد الإشارة إليها بإيجاز في الدستور أيضاً ، كما نشرت المقالة فترة على موقع المؤتمر العام للأحزاب العربية قبل أن يعترض إخونيي الأردن لدى أمين عام المؤتمر في حينه عبد العزيز السيد ، ـ يرحمه الله ـ مهددين بالإنسحاب وجميع الأحزاب الإسلامية من المؤتمر في حال بقيت المقالة على موقع المؤتمر ، ما اضطر السيد إلى حذفها).  

ووصف الجيوسي ما يزعم بأن إيران وسورية وراء قيام داعش برعاية الأمريكية ، مشددا على أن داعش صناعة أمريكية ، والقول بغير ذلك كذب مكشوف براح .

كما نفى المزاعم القائلة بأن إيران وراء إسقاط الموصل بيد داعش ، باعتبار أن ذلك زعم يثير السخرية ، وأوضح أن ضباطاً سابقين أكفياء في الجيش العراقي السابق ، الذي حله برايمر، وجدوا أنفسهم بلا عمل ولا اي اعتبار، في وقت كانت تمارس فيه أخطاء من قبل حكومة المالكي فوجدوا في داعش فرصة ظنوها ممكنة ، فكان احتلال الموصل يسيرا ، لكن داعش استبقتهم وتنكرت لهم ووضعتهم امام أحد خيارين ( التدعّش ) أو القتل فتدعّش البعض وقتل البعض الثاني وفر البعض الثالث ، ومن هنا رأينا أن زخم داعش في التقدم قد تراجع بعدها ؛ بعد أن كانوا على وشك احتلال بغداد ، حيث افتقدت داعش الخبرات القتالية التي كان يتمتع بها غالية الضباط الذين أضحوا بين قتيل وفار ومتدعّش .

ونوه الجيوسي بالشروط ألـ 8 التي قدمها الوزير الأمريكي كولن باول للرئيس الأسد في مقابل عدم شن حرب على سورية كما حدث للعراق ، وكان بين الشروط إغلاق الحدود مع العراق لمنع تدفق مقاتلين عرب إليه لمحاربة الاحتلال الأمريكي ، وهي الشروط التي رفضها بشار الأسد ؛ كلياً .

( واستصدرت واشنطن بعدها قرار معاقبة سورية وشددت من حصارها لها وحرصت على أن تجعل خروج سورية من لبنان قسريا رغم أن دمشق كانت قد باشرت بالإنسحاب قبل ذلك ، وتلا ذلك اغتيال الحريري واتهام سورية بذلك في مسعى لخلط أوراق المنطقة والاستعداء عليها وإشغالها في مشكلاتها الداخلية )

وحول ما وصف بأنها أطماع فارسية وصفوية أوضح الجيوسي ، إيران ليست بلداً فارسيا لا جغرافيا ولا ديمغرافيا ، فالفرس يشكلون فقط 45% من مجمل الإيرانيين ، وإيران لا تشمل كل الهضبة الفارسية ، ( فبقية الفرس والهضبة الفارسية في أذربيجان صديقة تركيا وحليفتها .. ) وأما اتّباع الفرس للمذهب الشيعي فقد حدث قبل نحو 600 سنة على يد اسماعيل الصفوي ( الأذري التركي ) وبالقوة ومن رفض اعتناق المذهب الشيعي أعدم ، وللعلم فالمذهب الشيعي منتج عربي وليس فارسيا ولا إيرنياً .

وذكّر الجيوسي بأن صاحب الأطماع الفارسية كان صديق بعض العرب؛ هو شاه إيران السابق؛ بهلوي، الذي أقام احتفالا خياليا بمناسبة مرور 5 آلاف سنة على قيام الإمبراطورية الفارسية وأسس حزب الرازيسستاغ ( البعث الفارسي) وقتها لم تتحرك الدول التي تتهم إيران الآن بنوايا التوسع والتشيع، رغم أن الشاه كان شيعياً ، فمناهضة الشاه كانت تعني مناهضة لواشنطن، وبالطبع لا احد من شجعان المرحلة كان يقدر على مناهضة الولايات المتحدة .

واحتج الجيوسي على اتهامات النجداوي الموجهة لحزب الله ، باعتبارها في جملة الأكاذيب التي تساق بالجملة ، وسط محاولاته التشويش بالمقاطعة بصوت عال للتغطية على كلام الجيوسي وتقطيع الفكرة .

فيما اشار مدير الحوار إلى أن ايران قدمت لحزب الله كما قدمت لحماس صواريخ باعتراف الناطق باسمها .

ووجه النجداوي تهما غير لائقة لحزب البعث العربي الإشتراكي في سورية نافياً عنه هذه الصفة ، فأوضح الجيوسي أن في سورية نحو 4 ملايين بعثي ، كما فند قوله بأن البعثيين غادروا سورية بالقول ، البعثيون لا يغادرون .  

وشدد الجيوسي على أن العقلية الثأرية التي لا ترى غير الاختلافات ولا تبني على نقاط اللقاء ، لن تجدي جميع الأطراف نفعا ، ولن تقود إلا إلى مزيد من الكوارث ، وأن الولايات المتحدة التي كانت تبدي عطفا كاذبا على الشيعة قبل احتلال العراق ، ليس حبا بهم ولكن اتجاراً بهم ، هي نفسها التي تبدي حماسا منقطع النظير الآن للدفاع عن السنة ، ليس انتصارا لهم ولكن تأجيجاً وتعميقاً لفتنة .

وأضاف أنه بالرغم من وجود أخطاء لإيران في العراق ، نجمت في الأساس جراء تخلي بعض العرب عنه ، فإن إسقاط إيران الآن ، لن يخدم المنطقة العرية وسيخل بميزان القوى الإقليمي ، لصالح الكيان الصهيوني ، وضد المنطقة العربية ، كما أخل انهيار الكتلة الإشتراكية والاتحاد السوفييتي بميزان القوى العالمي ، وكانت المنطقة العربية والعالم الإسلامي أولى ضحاياه .

وختم الجيوسي بالتأكيد على أن الكثير من مؤيدي الرئيس الراحل صدام حسين لم يتدبروا جيداً أفكاره ويسيؤون له جراء عقلياتهم الثأرية ، ولو أنه كان حياً الآن لما رضي بممارساتهم الراهنة وبما ينطوون عليه من ضيق أفق ، وعدم استيعابهم ضرورة إعادة النظر في السياسات السابقة ورغبته في اجراء مصالحات قومية وإيمانية لا تشمل القوى الرجعية وفي توسيع جسر العبور .

يذكر أن الحوار جرى في برنامج ( واجه الكاميرا ) الذي يقدمه الإعلامي الأردني المعروف عصام مبيضين ، من على شاشة فضائية سفن ستارز ، في بث حي ومباشر عند الساعة 10 من مساء يوم أمس الأربعاء الموافق 4 كانون ثاني 2017 وسيعاد بثه اليوم الخميس عند الساعة ألـ 7 مساء وعند الساعة ألـ 10 من مساء يوم غد الجمعة .

 

قد يعجبك ايضا