على من نطلق الرصاص / أحمد الحباسى

احمد الحباسي* ( تونس ) – الثلاثاء 19/3/2024 م …
*كاتب و ناشط سياسي
….




 هذا المقال لا علاقة له بالفيلم بنفس العنوان  بطولة  سعاد حسنى و محمود يس  و إخراج كمال الشيخ  و هذا المقال لا يحمل من الرصاص إلا الاسم اللهم إلا إذا اعتبر بعض السادة القراء المغرضين أن ما يحتويه من العبارات و الكلمات لا تختلف في وقعها عن الرصاص . نقول هذا بعد أن حصل اليقين أن  الكلام لم يعد ينفع و أن حكامنا الميامين قد باتوا لا ينصتون أم هم خلقوا كذلك بآذان لا تسمع، بقلوب لا تلين ، بمشاعر جافة ميتة .  بعد ما حصل فى غزة من منا لا يزال يصدق ما يقوله هؤلاء الحكام أو يزعمونه من شعارات رنانة و كلمات معسولة  ؟  حكامنا أيها السدة و السيدات قلوبهم قدّت من حجر أو أقسى لان الحجر ينبع منه الماء  فى حين حجر قلوب زعمائنا الميامين  متفحم ملوث بالرياء و النفاق .  هناك سؤال يمزق جوارحي يقول كيف لبشر سوىّ أن يقبل بما يحصل في غزة من قتل و تشريد و تجويع و قهر  دون أن يتحرك له حال أو ما تسمى بشعرة معاوية . لقد  فقدنا كثيرا من هؤلاء القادة العرب كما فقدنا هذه الآلاف من الشهداء .

 نحن أمام حالة انعدام ضمير  عامة لدى أغلب قيادات العالم عربا و عجما و أمام صورة تؤكد أننا نعيش زمن الجاهلية الثانية  و من أهم ظواهر هذا الزمن الأغبر أن يقوم نظام العربي يزعم أنه راعى المقدسات بإقامة الحفلات الغنائية التي تصرف فيها المليارات في حين تجوع الحرة الفلسطينية فلا تجد ما ترضعه لرضيعها أو بعض الفتات لتعطيه لأبنائها   الذين يعايشون قصفا وحشيا نازيا صهيونيا لم يسبق له مثيل . هذا النظام  ” العربي ” الذي  غرته أموال النفط و مباهج الدنيا ليتحول إلى  حليف وفى للصهاينة و منفذ لرغباتهم المتوحشة بضرب الشعب اليمنى الأعزل و  وإعطاء الغطاء السياسي لهذه المجزرة اليومية التي تتواصل لأكثر من خمسة أشهر فيما يشبه حرب إبادة  دموية لشعب فقد كل أسباب الحياة و الحال أن المسافة التي تفصل غزة  عن حدود ما يسمى بدول الطوق لا تتعدى الأمتار. ألم نقل أنه زمن أغبر .

 الحاكم العربي الذي يتلذذ و يتنعم بحفلات الطرب و ينفق الأموال لجلب أكثر المطربين شهرة في شهر  العتق من النار  و شهر الإيثار و التقوى و فعل الخير و كفل الصائم و الفقير  هو حاكم مريض لا محالة يحتاج إلى أن  يعلم أن كل هذه الخيرات زائلة  لا محالة و أن حساب الآخرة عسير . نحن لا ندعو هؤلاء الحكام للتوبة النصوح و لا إلى نصرة الشعب الفلسطيني و لا إلى نصرة محور المقاومة و لا إلى كلمة سواء  فهؤلاء قد فقدوا حاسة الإنصات و التفاعل منذ سنوات طويلة و لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر . نحن نتساءل فقط  لماذا يطلق هؤلاء على أنفسهم ألقابا مثل أمير المؤمنين و خادم لا أدرى ماذا بل لماذا  يصر هؤلاء على الإيحاء للشعوب بكونهم يحملون همومهم و الساعين الجادين لحلها ؟ لماذا ينام هؤلاء في مضاجع الخيانة ليلا و يتحولون إلى نبلاء و أصحاب عفة و فضيلة نهارا ؟  ألا يتفرج هؤلاء في نفس أجهزة التلفزيون التي نتفرج فيها و نشاهد أشلاء الأطفال و دماء الشهداء و دموع الفلسطينيين المقهورين ؟ .

لا يخجل هؤلاء الحكام من الإقرار بكونهم مقصرين  و لا يخجلون أيضا حين يبرروا عدم نصرتهم للشعب الفلسطيني  المنكوب  بأنهم يقفون ذلك الموقف الحزين نكالة في حماس أو في قيادتها أو في هؤلاء المجاهدين الذين صنعوا معجزة عملية طوفان الأقصى و لا يزالوا مستمرين رغم كل المصاعب في مقارعة رابع جيش في العالم .  بطبيعة الحال هؤلاء الحكام غير صادقين دائما لان  كراهيتهم للشعب الفلسطيني  لا تتعلق بفصيل أو جماعة معينة بدليل أنهم و رغم  مجاهرتهم بهذا العداء لحماس لم يقدموا شيئا يستحق الذكر لقيادة ما يسمى عبثا بالسلطة الفلسطينية من زمن الزعيم الراحل  ياسر عرفات أبو عمار إلى زمن القيادة المشبوهة للسيد محمود عباس أبو مازن  ، كراهية هؤلاء الزعماء المعروفين بالاسم  للمقاومة و للشعب و الحقوق  الفلسطينية كراهية  راسخة لان علاقاتهم القبيحة مع الكيان و أوامر الإدارة الأمريكية  تفرض عليهم  التخلي تماما عن عروبتهم و قضاياهم و قدسهم حتى  يتم  الاطمئنان إليهم و التعامل معهم  مثل ما يتم مع بعض المقاولين من الباطن .  ليبقى السؤال من سينصر الشعب الفلسطيني و هل حان الوقت لنتساءل  على من نطلق الرصاص؟! .

قد يعجبك ايضا