في يوم المرأة العالمي ظالمة وليست مظلومة / حنان بديع

حنان بديع ( لبنان ) – الأربعاء 6/3/2024 م …




نحتفل في كل عام بيوم المرأة العالمي، هذه المرأة التي تطالب بحقوقها وتتشدق بالتحديات التي تواجهها في حياتها العملية والأسرية، هي ذاتها المرأة التي تصنع وتجذر فكرة التفوق الذكوري في المجتمع!

نعم .. لا داعي للتعجب وبعيداً عن الشعارات.. علينا أن نتأمل ما تقوم به المرأة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في سحق فكرة المساواة بين الذكر والأنثى، أما كيف؟

فيكفي غيابها عن حضور معظم الفعاليات الخاصة بيوم المرأة العالمي أو المشاركة فيها وهو مؤشر على عدم المبالاة والاكتفاء بالادعاء بمظلوميتها فقط!!
هذه المرأة هي ذاتها وبنفسها وعن سابق إصرار وترصد هي التي تصنع من المجتمع “مجتمعاً ذكوريا” بامتياز ..

نعم فهذه المرأة هي ذاتها من تقضي في المطبخ أكثر من نصف يومها على حساب حياتها واهتماماتها الأخرى!

هذه المرأة هي ذاتها من تنتخب الرجل على حساب المرأة وهي ذاتها من تفضل أن يكون مديرها في العمل رجلاً لا امرأة!

هذه المرأة هي الأم التي تتمنى في قرارة نفسها أن يكون الحمل “ذكرا” لسبب مجهول وغامض!

هذه المرأة هي ذاتها الأم التي تبرر تصرفات الولد الذكر إذا ما فعل أشياء مشينة .. عملاً بمبدأ (رجال ما بينخاف عليه)، بينما نجد ذات الام توبخ البنت بقسوة..
هذه المرأة هي ذاتها الأم التي تتمنى رضا الولد في المأكل والمشرب والملبس.فهو سي السيد الصغير وإن لم يقم بما يمنحه شرف هذا المنصب!

هذه المرأة هي ذاتها ربة الأسرة التي تتغاضى عن منح المصروف الأكبر للولد دون أن ينال أخته من هذا الكرم الا القليل!

هذه المرأة هي الأم التي تتغاضى عن تصرفات ابنها تجاه ابنة الجيران بينما الحساب العسير  للبنت لو هي فكرت فقط مجرد تفكير بابن الجيران!

والأم هي التي تسمح للأخ الذكر بالسيطرة على أخته الأنثى ولو كان أصغر منها بسنين، فتصنع دون أن تعي أب المستقبل الذي تربى وترعرع على هذه التفضيلات في المعاملة!

هذه المرأة أو الأم أو الأنثى هي التي ترسخ للمجتمع  ليكون “ذكوريا” بامتياز سواء كانت مثقفة أو حتى أمية ونادراً ما تحمل في شخصيتها بوادر التمرد على هذه المفاهيم!

الأم هي من تعمل على طمس هوية البنت وزعزعة ثقتها بنفسها من خلال الكبت المفروض عليها وفق مفاهيم هي أيضا بدورها ورثتها عن أمها!

وهي ذاتها الأم من تعمل بالمثل القائل “ظل رجل ولا ظل حيطه” فتضخم فيه الأنا وصفات الأنانية.

يكبر الولد ويجد نفسه “رجلا” ويعيد ذات السيرة في بيته ومع زوجته وأولاده.. وتكبر الأنثى ثم لتعترف وتشتكي من أن المجتمع ما زال ذكورياً وهي أول من يجهل السبب ويبحث عنه!

نعم لم نقصر أبداً ،،  نقوم بندوات ومحاضرات عن المرأة وحقوقها الاجتماعية والسياسية.. ونحتفل كل عام بيوم المرأة العالمي.. دون جدوى لتعود حليمة إلى عادتها القديمة!

هي ليست ظاهرة بل مرض إجتماعي مزمن وعقد كامنة في العقل الباطن تحتاج إلى تحليل وتشخيص وعلاج، قبل أن نطالب بمجتمع عادل وحقوق متساوية ونظرة منصفة.

إذا كانت المرأة حقاً نصف المجتمع فهي المتهم الأول والأخير في صناعة الوصفة السحرية للمجتمع الذكوري..

المرأة هي التي صنعته بيديها وبحنانها المفرط وعاطفتها الزائدة عن اللزوم حين تخصصها للذكر دون الأنثى!

في يوم المرأة، ألوم المرأة على وضعها المتأزم قبل الرجل.

قد يعجبك ايضا