المسألة السوريه … درعا البداية والنهاية / عبدالحفيظ ابوقاعود

 

 

عبد الحفيظ ابو قاعود * ( الأردن ) الإثنين 16/2/2015 م …

*صحافي ومحلل سياسي

نتائج معركة محورالمقاومه الدائره رحاها الان في الجنوب السوري؛تحدّد مسارات قواعد الاشتباك الجديده وفق العقيدة الدفاعية القتاليه للتحرير،باحياء الجبهه الشرقيه”الجولان –درعا مع تقريرالتنسيق العملياتي  مع الجبهه الجنوبيه في غزه،لتسريع عملية توحيد الجبهات وتشبيك الميادين القتاليه في إطار تطويرالمواجهة المقبله،لاقتراب توقيت المواجهه المباشره بين محور المقاومة وإسرائيل.فالتوازن الاستراتيجي الكاسر بين المحور وإسرائيل،قد تحقق منذ العام 2005،بامتلاك السلاح الصاروخي الرادع،والعمل على تقويض مسارمنظومة التحالف الامني الاقليمي الاستسلامي  وقواعدها كافة،والاشتباك المباشر مع إسرائيل في جبهة تمتد من طهران الى دمشق.

الادراك الاسرائيلي  المسبق لاهداف معركة إحياء الجبهه الشرقيه منذ التحضير لها قبيل حادثي القنيطره ومزارع شبعا وقبل هجوم الجيش السوري ومجاهدي محور المقاومه لتحرير درعا من “جبهة النصره” .. يشير الى أن ألاولوية المرحليه لمحور المقاومة الحاق الهزيمة بذراع اسرائيل “جيش لحد” النسخه السوريه في الجنوب السوري أولا،واحياء الجبهة الشرقيه ثانيا ،

ان قيادة المحور تهدف من تصفية “جبهة النصره” في الجنوب السوري ؛من السوداء مرورا بدرعا  الى القنيطرة في الجولان ؛ألتحضيرلاحياء الجبهه الشرقيه في الجولان ولتمتد جبهات القتال على أمتداد نهر الاردن.

لكن إسرائيل لم تقدر حجم التوازنات الاقليميه الجديده وتنامي قدرات محور المقاومه ونفوذه وتأثيره في مجريات الامورفي جبهات القتال الشماليه والشرقيه والجنوبيه وجبهة المسانده الكبرى من إيران .

إسرائيل كمشروع صهيوني في فلسطين المحتله تعيش تناقضات داخلية حول”يهودية الدوله” ومستقبل الاراضي المحتله عام1967 التي تستطيع التخلي عنها لكيان فلسطيني وليد.ومع هذين البعدين تفتقر إسرائيل الى مقومات شن حرب رابحة، وفي ذات الوقت ،لا ترى خياراً لبقائها واستمرارها إلا بالعبور إلى “حرب وقائيه” توفّر لها الضمانات الكافية لتأمين أمنها،بعدما ارتفعت درجة المخاطر الإستراتيجية التي بدأت تأكل من هيبتها وقدرتها على الردع، بعد زمن الانتصارات لمحور المقاومه .

فقد خططت إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكيه لسيناريوهات موامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية ،التي باتت تقترب من نهايتها بعد إن طوت اربعة أعوام من الصمود الاسطوري والتصدي البطولي لكل ما اقترفت أيدي المجموعات ألمسلحة التكفيرية،ومن المعتديين، والإرهابيين المرتزقة من فظائع وحشية تجل عن الوصف بدعم سافر من منظومة التحالف الأمني الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عبرالجوار.

وأسندت إسرائيل والاداره الامريكيه عملية التنفيذ لهذه الموامره القذره الى اجهزة الاستخبارات في دول منظومة التحالف الامني الاقليمي ،التي  ترتبط مع الولايات المتحدة الامريكيه بمعاهدات تعاون إستراتيجي وتعاون عسكري وحماية امنية والتحالف من خارج الناتوبتنفيذ فصول المؤامره من خلال تأجيج الصراع المذهبي السني الشيعي وتأمين التمويل المالي والتسليحي،وسخرت الفضاء الاعلامي المفتوح،والبترودولار، والخزان البشري من المجموعات التكفيرية الارهابية للقيام بالحرب .

الحقيقه المره ،التي يتجاهلها حكام العرب هي ؛ان “مال الكاز” لا يصنع دولا ولارجال دولة ولا زعماء أمه في عصر التكتلات الدولية الكبرىوالشركات العابره للقارات ومتعددة الجنسيات،والمجمع الصناعي العسكري .فبعض الدول المصنعة بالمال والحماية الاستعماريه أشبه ما تكون بالحارات ،فكيف حين تكون النعاج مخاتيرها،أنها مهما تطاولت في البنيان فلا المال،ولا الحماية والغطاء الأمريكي والغربي والتركي والإسرائيلي سيحميها من غضبة الزمن،حيث بات النصر السوري قريبا قريب جدا ويلوح في الافق وسيعلنه حماة الديار من دمشق عرين الأسد بعد عودة درعا الى حضن الدولة الوطنية السورية.

الحرب الكونية من سوريه وعلى سوريه في الخامس عشر من اذار 2011 الى 15/03/2015؛تطوي أربعة اعوام من التدمير الممنهج للجغرافيا السوريه بحجة واهيه تنحي الرئيس السوري الدكتور بشارالاسد واحلال المجموعات التكفيريه الارهابيه للسيطرة والتحكم في بلادالشام والرافدين وأرض الكنانه التي أعدت سيناريوهاته في واشنطن وتل ابيب ،لتفتيت الجغرافيا السوريه الى 6 كنتونات طائفيه ومذهبيه ،تحت عنوان رئيس الهلال السني الافتراضي في مواجهة الهلال الشيعي  الافتراضي لادامة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتله وحماية المصالح الحيويه للولايات المتحده الامريكيه في الشرق ؛ تحت عنوان “الدوله الاسلامية في العراق والشام” //دولة الدواعش // في اطار المشروع التكفيري الارهابي.

كما هو معلوم فان المؤامره الكونيه على سوريه ومن سوريه “الحدث السوري” خطط لفصولها  في اعقاب الحرب العدوانيه 2006على المقاومة الاسلامية في لبنان بانتصار حزب الله على الجيش ،الذي لايقهر ،وذلك باستهداف الدوله الوطنيه السوريه وقيادتها المقاومه لتدمير محور المقاومه العربي الاسلامي بهدف تعميم ثقافة التسويه باستكمال انضمام دول الطوق للمنظومه .

لقد كشفت النتائج شبه النهائية للحرب عن دور عسكري واستخباري إسرائيلي ميداني مباشربالتنسيق مع العصابات التكفيرية المرتزقة في مسرح العمليات العسكرية داخل الجغرافيا السورية وبخاصة في الجبهه الجنبوبيه في الجولان ودرعا .وأين تقع الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على المقاومين من حزب الله في القنيطره،وعلى مواقع عسكرية سورية أخرى في الجولان ،وتزويد الارهاربين بصور الأقمارالاصطناعية للمواقع العسكرية السوريه ،وتعطيل الاتصالات العسكرية السورية في الميدان، والاعتداء الاخيرعلى مواقع عسكرية في القنيطره ؟!!!.

سؤال أوأسئلة واقعية . لكن الإجابة عليها لم تتبلوربعد!!!.فقد شكلت الاعتداءات الإسرائيلية المتكرره تطورات دراماتيكية خطيرة يمكن فهمها ومعرفة أبعادها في إطارمواقف”دول معنية”بالحدث السوري والمنطقة كلها ،وهذه مواقف اتضحت أبعادها  ويمكن البناء عليها.

هل أيقن مدبرو الحرب القذرة على سورية أن كل الوقائع و خاصة الميدانية ليست في صالحهم أبدا،وان عصاباتهم الإرهابية لن تنال سوى الهزيمة الفتاكة والخيبة الشديدة؟!!!.

 لقد اتفقت إسرائيل مع الارهابيين في سوريه وخارجها بان تتسلل و تؤدي أدوارا فاضحة على مسرح الإحداث في الجغرافيا السورية بأساليب شتى ،فمن أول يوم كان على المتآمرين والشركاء في سفك الدم السوري أن يدركوا أن سورية لا تهزم .فهذه الحرب صورة جديدة من بطولات الجيش العربي السوري ومجاهدي محورالمقاومه.

لقد شكلت قدرات الجيش العربي السوري هزة عنيفة للدول الداعمة للإرهاب ولأدواتهم الرخيصة،وكذلك للذين حجبت الدعايات والأكاذيب والتضليل االاعلامي المبرمج عبرالقنوات الفضائية والصحافه ألماجوره عن بصائرهم الأهداف والغايات الدنيئة لهذه الحرب الكونية من سورية وعلى سورية.

أن إغتيال كوكبة من مجاهدي حزب الله في القنيطره،وما حدث في مزارع شبعا شكلا حدثا نوعيا في تغيير قواعد الاشتباك باحياء الجبهه الشرقية “درعا والجولان “وتوحيد جبهات القتال لمحورالمقاومه من لتمتد من طهران الى دمشق،وتوقيت المواجهه الكبرى مع إسرائيل.

إعلان السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله تغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين بتوازنات ومعادلات عسكريه وسياسية واستراتيجيةجديده،مهدت الطريق للقضاء جيش لحد النسخه السوريه ،واقتراب ساعة الصفر للمواجهه الكبرى للتحرير.

قد يعجبك ايضا