يريدون من حزب الله صناعة المعجزات.. وماذا عن جيوش 57 دولة عربية وإسلامية؟ / د. محمد أبو بكر

د. محمد أبو بكر – الأحد 7/1/2024 م …




بحسبة بسيطة ؛ فإنّ عدد أفراد جيوش الدول العربية والإسلامية لا يقل عن خمسة عشر مليونا، الله أكبر على هذا الرقم المرعب الذي يفوق الجيشين الأمريكي والروسي مجتمعين، ولكن ما الفائدة المرجوّة من هذا الرقم الضخم، الذي لا يسمن ولا يغني، ولا علاقة له بكلّ ما يجري في فلسطين ؟
الجيوش العربية والإسلامية هي فعلا مجرّد أرقام، وفي غالبيتها لها وظيفة محدّدة ؛ وهي المحافظة على النظام السياسي والحاكم، ففلسطين ليست في أجندتها، هي بالطبع تشاهد ما يحدث في غزّة، ولكنها تأتمر بأمر الحاكم، المشغول بما هو أهمّ من فلسطين وجرائم الإحتلال، فالحاكم يحيط نفسه بالجيش ونخبته خوفا من الغدر أو الإطاحة به، لا يوجد ما هو مضمون عند هؤلاء الحكّام .
جيش الإحتلال الصهيوني الذي قهر في سنوات غابرة كلّ جيوش العرب، ها هو وبعد أكثر من تسعين يوما يقف عاجزا أمام فصيل فلسطيني واحد، وفي مساحة ضيّقة، لم يحقق أي إنجاز عسكري، وهذا ما يقوله سياسيون وعسكريون ومحللون في كيان الإحتلال .

الشعوب العربية والإسلامية غسلت أيديها من الجيوش المليونية، وهي اليوم تخاطب حزبا لبنانيا، هو حزب الله، تريد من هذا الحزب صناعة المعجزات، والدخول في الحرب وتحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها، لم تعد لديها أيّ ثقة بتلك الجيوش والتي تمتلك إمكانيات هائلة، تستطيع من خلالها ليس فقط تحرير فلسطين، بل تحرير العالم بأجمعه .
حزب الله ما زال يطلق النار تجاه الصهاينة، ويوميا يسقط شهداء منه، في حين ينشغل ضباط وجنود الجيوش العربية والإسلامية بتلميع بساطيرهم وحلاقة اللحية يوميا، والإهتمام باللباس العسكري بصورة لائقة خوفا من ( البهدلة ).
من الظلم أن نطالب فصيلا فلسطينيا وحزبا لبنانيا القيام بالدور المنوط بالملايين من جيوش العرب والمسلمين، بصراحة .. لا نريد شيئا من هذه الجيوش، نرغب ببقائها بعيدة عنّا وعن ما يجري في غزة، فأنا شخصيا تنتابني خشية منها، ولا أرغب الغوص لأكثر من ذلك .
على فكرة .. تمّ مؤخرا منح الجيش المصري هبة من الدولة عبارة عن 87 ألف فدّان من أراضي شمال ووسط سيناء، وبحسبة بسيطة فإن هذه المساحة تبلغ 350 كيلومترا مربعا، أي بمساحة قطاع غزة، أنا لأقصد شيئا أبدا، ربما سيتم تخصيص هذه الأراضي لإنشاء متنزهات وأماكن ترفيه، وربما التفكير بإنشاء عاصمة إدارية ثانية !
كل ما كتبته آنفا بعيد عن أيّ اتهامات لأيّ كان، فكلّ جيوش العرب والمسلمين ولا في أحلى من هيك، أنا فقط الظالم وملعون الوالدين ! وسلامتكم .

قد يعجبك ايضا