النظرالى وجهٍ ميّت / المحامي عبد الكريم الكيلاني




المحامي عبد الكريم الكيلاني (الأردن ) – الثلاثاء 2/1/2024 م …

الشهوانية غير الآدمية  لممارسة طقوس احتفالية  بالدماء المسفوكة،  و النظر إلى وجوه اطفال موتى ،ورضع تم وأدهم على مذبح الصهيونية  ، هو غاية القيادة الاسرائيلية اليوم.

ليس في ذلك اي قدر من المبالغة،

او الإسراف في  إطلاق النعوت .

 بل إن  الحكومة الإسرائيلية لا تريد  ان تحتفي وحدها بهذه اللقطات الوحشية ، تريد من يشاركها الفرحبالخراب الذي تتركه آلتها العسكرية ، فلا يكفي الدعم و التأييد في الجريمة واستمرارها ،  فذاك دوراعتيادي تقوم به كل دولة ذات علاقات جيدة مع الكيان  ” الاسرائيلي “

اما الشركاء عليهم واجب اكبر !!!، انه التلذذ و الاستمتاع حد النشوة ، بصور الجثث و الدمار ، لمدن تبادعن بكرة ابيها!!!!!

هل ثمة حاجة للبراهين ؟!! لا باس من استحضار الراوية إذا  ،  (دم لفطير صهيون )  ، للأديب نجيبالكيلاني ، الذي يروي حكاية جريمة قتل ، الأب توما ،باعداد يهودي ، ومباركة من حاخامات  تهيئة  لطقوس عمل الفطير ، المشبع بالدماء الآدمية البريئة .

هذه الرواية ليست من ابداع الخيال الروائي.

سأقتبس  ، من الكاتبة الاميركية ، سوزان سونتاج ،  الحاصلة على جائزة من الدولة الإسرائيلية، ذاتها !!!

وقد حاولت الاعتذار عن قبولها تلك الجائزة في كتابها، (الالتفات إلى الآخرين …)  بعد انتقالها  إلى ساحات القتال في سراييفو ترصد الاحداث وتوثق الجرائم المرتكبة  ، وقد وصفت بدقة نفسية مجرميالحرب ، متأسفة  على نيلها جائزة من القانل وجاء في كتابها :

(..شهية رؤية الالم ، لدى انسان  فقد انسانيته ، انسان تدعوه الرغبة الهمجية للشعور بالإلهام،  وهو يمارس أقسى الأفعال على آدميين ،  فيتلذذ  برؤية الوجوه  المشوهة ، و الأوصال المقطعة ، تلك الصورالمروعة يشاهدها وحوش  الخراب بمتعة !!!’، ليست هذه نظرية أفلاطون وحده ، لكنها الحقيقة التييتيقن منها  ، كل من يرصد ويلات المجازر التي يتركها مجرمو الحروب ، ولكنهم يتمادون في الجريمة كل يوم دون رادع اخلاقي )

و في مقابلة تلفزيونية، مع ذات الكاتبة الاميركية ، دافعت  عن  الشعوب  المقهورة ،  موجهة رسالة إلى الرأي العام الاميركي ، و الساسة تحديدا ، بقولها :

… ( اعتقد اننا يجب ان نشاهد الصور بعد الاطلاع و  المعرفة بالتاريخ ، و هذا ما يفتقده عدد من الساسةالاميركيين ،

علينا ان نعرف  تاريخ الضحية ، وكيف تفكر ، السياق التاريخي هو الذي يُمَّكِنك من تركيب صورة الضحيةفي مكانها الصحيح، لنعْرِف كم هي الصورة مؤلمة و  كاشفة عن فداحة الجريمة ، ومعيارها غير الاخلاقي)

بهذه الكلمات و غيرها من الكتب و المقالات و الأعمال الروائية ، أرادت سونتاج ، الملقبة ( اذكى  امرأةفي الولايات المتحدة الأمريكية) التوثيق  للرعب و الخوف و الويلات التي تتركها جرائم الحرب.

هل تحمل هذه الرؤى ، اجابة على السؤال ، لماذا لا يتوقف الهجوم الوحشي  على ارض السلام ؟!!!،للتلذذ بالقتل ، ورؤية الأجسام الآدمية تسبح في دمائها ، على قارعة الطريق ، و في غرف الجلوس و تحتالأنقاض !!!

مؤخرا ضجت مواقع الإنستغرام و يوتيوب ، بتسجيل لضابط سابق في الاستخبارات الاميركية يقول :

(…لم اعد أدعو إلى حل الدولتين ، بل دولة واحدة فلسطينية، يعيش فيها اليهود كمواطنين ، متساويالحقوق ، مع الفلسطينيين،

ولن اصف المقاومة بمنظمة ارهابية ، لان وصف الارهاب هو ما يليق بالحكومة الإسرائيلية،وهي وحدهاالمنظمة الارهابية ، التي تهدد الامن القومي الاميركي)

ومن هذا المنظور ، تعيش الادارات  ،  الداعمة لاسرائيل  حرجا مذلا في الموقف الاخلاقي .

نحن امام تقويض قيم المدنية  فعالم المثل ورِقّة الطباع  وتغير السلوك ، و مقالات ميرابو ،خطيب الثورة الفرنسية ، كتاب  (مقال في الحضارة )

الذي كتبه في القرن الثامن عشر ،

 تتحول  اليوم إلى أكذوبة ، وَهْم بلا تعريف ،

،في مقابل الشراسة الاسرائيلية التي تدمر بناء المدينة على يد مقترفي الجريمة ، و لا مجال للإصغاءلصوت آباء  الحضارة .

العالم البشري ، المسيحي و الإسلامي و اليهودي الذي لم يتلوث بقذارة ووحشية الحكومةالإسرائيلية،ينادي بلسان واحد لقد حان الوقت ( لاسقاط السلطة الحاكمة في إسرائيل بعد ان لم تعدلديها الرغبة في الحياة ، و لا يشغلها إلا روح الانتقام ،أناشد جميع اخوتي اخوتي اليهود ، توقفوا عنالتعقل ، وابدأوا بالمقاومة …)

(.. إسرائيل لا تكتفي بقتل الفلسطينيين  المدنيين فحسب ، بل انها تقتل الاسرائيليين انفسهم ، دون انيرف لهذا الجيش جفن ، عند إطلاق النار على كل ما يتحرك او تدب فيه الحياة وهذا ما حصل عند إطلاق النار على ثلاثة اشخاص يرفعون العلم الأبيض لنعرف فيما بعد انهم جنود اسرائيليون  ..)

هذا ما كتبه (براك هايمان، )في صحيفة ها آرتس، و هو يرثي حالة الشعب اليهودي ، تحت حكم  نتنياهوالذي أوصل الجميع إلى النفق المظلم.

ورد في الآية ، ٢ من سورة الحشر :

…وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚيُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ.

هذا مصير طائفة، صمَّت آذانها عن الحقيقة ، و الآيات الكونية حتى  تلوثت  أياديهم  بدماء الانبياء ، والشهداء ، و القديسين في كل عصر .

فكانت المعجزة   الالهية ،،خلافا لكل التوقعات ، و اوهام التمكين و التحصين ،

لمن يخربون بيوتهم …معحزة ، آتية ، من حيث لم حيث لم يحتسب اصحاب  الأوهام بالأفضلية على الجنس البشري  .

و اما الخاتمة في الآية ٢٤ :

هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ(24) 

فطوبى لكل المسبحين ، نسمع  أنشودة تراتيلهم ،

تردد ترانيم اسم الله العدل  في أرجاء العالم

و قطوفها دانية.

قد يعجبك ايضا