“استخلِصوا الدرس”.. معارضة إسرائيلية شديدة لخطط نتنياهو في غزة / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأربعاء 01/11/2023 م …




منذ 7 أكتوبر يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، انتقادات حادة، وتطول هذه الانتقادات عدة ملفات شائكة: من تحمُّل المسؤولية في الهجوم، إلى مساعدة أهالي مستوطنات غلاف غزة، إلى ملف الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وهو ما يُنذر باندلاع أزمة داخلية جديدة في إسرائيل، بعد أسابيع قليلة من أزمة الإصلاحات القضائية التي أغرقت البلاد في شهور من الاحتجاجات التي تهدد أركان إسرائيل.

من ناحية أخرى، ترتفع أصوات سكان مستوطنات غلاف غزة في وجه الحكومة الإسرائيلية، وفي رسالة كتبها رئيس بلدية مستوطنة نتيفوت، احتجَّ على نتنياهو بالقول: “الدولة تشرع في خطة طوارئ اقتصادية، بما في ذلك تقديم المنح للمستوطنات المحيطة، سكان نتيفوت لا يتلقون أي مساعدة خاصة، ويعاقَبون إذا ما طلبوا هذا الأمر مثل المستوطنات في المركز”.

وفي وقت سابق، هددت أسر الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، بالاحتجاج من أجل عمل الحكومة على إطلاق سراح مفقوديها في أسرع وقت.

يوماً بعد يوم تتجلى آثار رد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على المستوطنات الاسرائيلية، فقد اعترفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بنجاح حماس في تقديراتها للموقف الإسرائيلي من ردود المقاومة، إلى جانب الاعتراف الصريح للعدو بنجاح قادة حماس وكتائب القسام، بالإضافة الى الإعتراف بوحدة صف المقاومة وفشل (إسرائيل) بشقه والاستفراد بفصيل معين.

بالتالي رد المقاومة أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها مستعدة للحرب حينما تكون الخيار الوحيد الذي لا مفر من تجنبه، وأثبتت الجولة القصيرة من المواجهة العسكرية بين المقاومة في غزة والعدو الإسرائيلي، أن كل تهديدات العدو الإسرائيلي ذهبت أدراج الرياح، حيث نرى أن الكيان الإسرائيلي أصبح يعتاد تدريجياً على التعايش مع الصواريخ التي تضربه بين الحين والآخر، وهذا يؤكد أن المعادلة التي رسختها معركة طوفان الاقصى قد تعززت، وهي أن سلاح المقاومة في غزة إنما للدفاع عن كل الفلسطينيين وأن الرد لن يتأخر سواء لنصرة المقدسات أو لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال أو لنصرة الشعب الفلسطيني في المواقف التي يحتاج فيها إلى تدخل عسكري من جانب مقاومته.

ومن الآثار الأخرى لرد المقاومة على جرائم اسرائيل هو انكشاف عورة العدو وانكشاف ارتباكه وتخبطه، وهذا بدا واضحاً من خلال استمرار نتنياهو في نهجه بالهروب إلى الأمام، ورفضه لتحمل مسؤولية الإخفاق في منع الهجوم المفاجئ لحماس، بل تمادى في تحميلها للجيش وقادة الأجهزة الاستخباراتية والأمني، وكشفت استطلاعات صحيفة “معاريف” العبرية، عن أن 80% من الإسرائيليين يعتقدون أنه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن يتحمل مسؤولية ما حدث في قطاع غزة. وفي استطلاع اخر لجيروزاليم بوست، ترتفع هذه النسبة إلى 94% من الإسرائيليين، فيما يعتقد 56% منهم أن على نتنياهو تقديم الاستقالة بعد انتهاء الحرب الجارية، بالتالي نتنياهو يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل في حال كانت خسائر حربه كبيرة.

من جانب العدو هناك من استوعب الدرس ولكن هناك من يمنعه غباؤه عن استيعابه، فإ.دارة نتنياهو الفاشلة والمجرمة بحق الإنسانية والمتعارضة مع كافة المواثيق الدولية لا تستخلص العبر والدروس ولا تقرأ تجارب التاريخ من أن الشعوب لا يمكن أن تقبل باستمرار سياسة الإذلال والحصار وهذا ما يضع المقاومة أمام موقف الدفاع عن قضاياها وتحرير أراضيها المقدسة.

ماذا نتوقع من العالم، إذا كان العرب أنفسهم لا يملكون الجرأة على الفعل، وإن وجدت الجرأة الشعبية والغضب لدى الشارع تتلقفه الأنظمة والحكومات العربية وتتوج بالفشل، فالفلسطينيين وحدهم من يملك حق الاختيار، ووحدهم من سيقرر نوعية المواجهة أو المهادنة مع نظام محتل، قاتل وجبان، فالقدس ستظل فلسطينية خالصاً لا تقبل القسمة، وإنه لن يكون فيه موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرسته وعربدته من خلال صمود المقاومة التي ترابط للدفاع عن المقدسات والأرض العربية المحتلة.

مجملاً… إن الشعب الفلسطيني في غزه يثبت إنه شعب جبار بصموده وتصديه لهذا العدوان الغاشم، لذلك فإن غزة هي الحصن المنيع بوجه الدولة العبرية وبوجه إجرامها، فلقد أظهرت جدارتها في مقاومة عدو يدوس على الكرامة الإنسانية، ولذلك يمضي نتنياهو بحربه على أهل غزة وعلى أطفالها ونسائها وشيوخها وهو يريد تركيع الفلسطينيين ولوي ذراعهم وإعطاءهم درساً بألا يتمردوا على اسرائيل، وهنا أقول إن هذا الأمر مستحيل، فكم مرة شن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة ولم يفلح في كسر عزيمة الفلسطينيين وبالتحديد أهل غزة الذين ليس عندهم شيء يخسرونه بعد أن حرمتهم إسرائيل من أدنى حقوق الإنسان وبعد أن حولت غزة الى أسوأ من سجن، لذلك لا قوة تستطيع تركيع أهل غزة لإنهم أدمنوا على قهر غطرسة وعنجهية الإسرائيلي، و مواجهة الموت بالصدر العاري فلم يكن ولن يكون الموت يوماً وسيلة لإخافتهم أو لإحباطهم، كونهم زلزلوا الأرض تحت أقدام المحتلين، فأربكت ثوراتهم الكيان الصهيوني وانكشف ضعفه أمام قوة الإرادة الفلسطينية .

وبالتالي أرى أن المرحلة القادمة هي مرحلة الصمود وهي مرحلة تتطلب توفير حاجاتها وشروطها عربياً حتى يتغير ميزان القوى ويكون هناك نظام عربي قادر على تحرير الأراضي المحتلة.

 

وأخيراً إننا في انتظار الحدث الكبير…والترقب سيد الموقف…..

قد يعجبك ايضا