لترتقي القوى القومية واليسارية والوطنية العربية وتقدم للرجعية .. درساً

 

الثلاثاء 11/10/2016 م …

محمد شريف الجيوسي …

تداولت وسائل اعلام عديدة شهادة او اعترافات سوزن لنداور ضابطة اتصال الاستخبارات الأمريكية مع العراق ، مدلية بمعلومات خطيرة تؤكد ( خضوع ) وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) للموساد الإسرائيلي ، وبأن أحداث برج التجارة والطائرة لوكربي والمدمرة كول وأسلحة الدمار الشامل في العراق هي من صنع الموساد الإسرائيلي  .

كما تؤكد سوزن لنداور أن شركات تأمين يابانية دفعت 7 مليارات دولار كـ ( تعويضات عن برج التجارة لرجل الأعمال الأمريكي لاري سلفرس تاين وهو صهيوني صديق لشارون ) حيث وقّع هذا عقد تأمين قبل شهر من التفجيرات مع شركات تأمين يابانية متجاهلاً مثيلاتها من الشركات الأمريكية التي يملكها يهود ( !؟ )

وأضافت لنداور أن رجل الأعمال الصهيوني هذا كان يفطر يوميا في مكتبة بمركز التجارة ولم يتغيب وولديه عنه الا يوم التفجير  !؟

وتقول مصادر في تفسيرها للأسباب التي استدعت سوزن لنداور للإدلاء بشهاداتها أو إعترافاتها أنه لم يعجبها ماتفعله حكومتها بالشعوب فتقدمت الى الكونجرس لتدلي بشهادتها فأغروْها بالمال فرفضت ثم حاولوا إغتيالها بحادثتين في سيارة فنجت ثم حكموا عليها بالسجن 25 سنة ،وبضغط محامين واعلام خرجت بعد سنة فقررت الانتقام والاعتراف بما عرفت.

وقد قدمت لنداور شهادتها في 6 حلقات توضح ما أشرنا إليه والحلقات على اليوتيوب كما يلي.  
https://www.youtube.com/watch

وتتحدث لنداور في الجزء الأخير من الحلقات عن سجنها في قاعدة عسكرية دون توجيه أي تهمة لها لمدة سنة ونصف السنة ، كما تكشف الأسباب التي جعلت القضاء الأمريكي يرفض شهادتها .

والآن بعد هذه الشهادات ، نتساءل ما حقيقة الاتهامات التي وجهها الكونغرس الأمريكي للسعودية عن ضلوع امراء سعوديين وراء 11 أيلول / سبتمبر..وبالتالي وضع اليد على 3 تريلونات من الدولارات ( وبغض النظر عن احتمال ضلوع حكام السعودية في الحرب على سورية واليمن والعراق وليبيا ) ورفضنا المطلق وإدانتنا لذلك ، وبغض النظر عن إصرارهم على تخزين هذا المال وغيره مما لم يكشف النقاب عنه في الخزائن الأمريكية ، الذي لو وزع على أبناء الأمة العربية لما بقي معوز أو من هو في حالة بطالة أو غير متعلم أو أعزب غير ميسور الحال لتغطية أكلاف الزواج وبناء أسرة ـ نقول أن هذا المال عربي بإمتياز ، لا ينبغي أن يذهب للأمريكان ، وما يصيب ( السعودية ) الآن أصاب العراق قبلها بذريعة أسلحة الدمار الشامل ، ويصيب سورية الآن بزعم ( الأسد يقتل شعبه ) وسيصيب من لم يصب بعد ، بذرائع جاهزة سيُكشف النقاب عنها في حينه أولاً بأول .

أذكر أن جريدة عُمانية نشرت بعد أيام قليلة من 11 أيلول ، أن يهوداً أمريكان رقصوا جماعياً فرحاً عند برج التجارة العالمي .

لا بد أن تفجير برج التجارة العالمي حدث كبير لا يقدر أن يقوم به مجرد بضعة أمراء سعوديين ، لوحدهم، دون تعاون إستخباري وعلمي كبير ودقيق مع جهات نافذة ، وهم تورطوا ووقعوا في الفخ الذي نصب لهم ، كما وقع الرئيس العراقي صدام حسين ( يرحمه الله ) في الفخ الذي نصبه الأمريكان له عبر سفيرتهم في بغداد ، فتورط في الكويت ،لكي يخلصوا من العراق الذي أصبح قوة رئيسة في الخليج تؤرقهم وتهدد مصالحهم، مستغلين أخطاء وعمالة شخصيات عراقية تآمرت على وطنها غير مدركة التالي من الكوارث ، كما استغلت واشنطن قلق دول الخليج ، وما أسفرت عنه العلاقة مع إيران من شرخ جراء الحرب ، ثم تطورات العلاقة السلبية مع مصر حول العمالة المصرية بعد وقف الحرب مع إيران .. وسوى ذلك.

أقول بغض النظر عن خطايا السعودية تجاه أمتها العربية والعالم الإسلامي ، لا ينبغي ممارسة التشفي، وأذكر في هذا الصدد تحذيرات الرئيس الليبي معمر القذافي من على منبر الأمم المتحدة، من أن يكون مصير الزعماء العرب كمصير صدام حسين ،فأعداء الأمة في العواصم الإستعمارية القديمة منها والجديد ، لا يميزون في عدائهم ضد عربي وآخر ، الفارق زمني فقط ، والدور قادم ، إن إستطاعوا ، على الجميع دون إستثناء ، إلا من يستمد الدعم من شعبه ، وأخذ للأمر عدته من التحالفات الدولية والإقليمية والوطنية ، قبل أن يبدأ الإستهداف الشامل له كـ سورية والجزائر .

وما ينبغي أن يُستوعب، أن لا ترصد أي دولة كبرت او صغرت احتياطياتها لدى المصارف الأمريكية والغربية بعامة (حيث لا تؤتمن الدول الإستعمارية على مخزونات الدول الأخرى المالية ) وأن لا تعتمد الدولار كعملة لإستيفاء أقيام صادراتها  فلو اشترطت الدول تلقي أقيام صادراتها  مبادلة أو بعملاتها الوطنية ، لسقط الدولار ، ولو أفرغت مخزوناتها منه وباعته أو رفضت التعامل به ، لسقط الدولار أيضاً .      

يُفترض بنا كقوى قومية ويسارية ووطنية عربية، أن نضرب للرجعية العربية مثلاً في إرتقائنا على الجراح التي أدمتنا بها وجعلت من ذاتها ركيزة وأداة طيعة للغرب الإستعماري والصهيونية ـ بأن نرفض ظلم الغرب لها واستقوائها عليها ومصادرتها لأرصدتها وسرقتها للنفط والغاز والسيطرة على أسواقها وعلى معابر الملاحة العربية  وبيع ما لا يلزم من السلاح لها، وفي آن منعها من استخدامه إلا بإذن وضد من لا يدخل في بيت الطاعة الأمريكي فقط ، وانهاك الجيوش العربية والقوى الوطنية بحيث يكون الكيان الصهيوني في مأمن مستدام ..    

 

بكلمات أقول، لا داعي للتشفي بما بدأ يصيب (السعودية)، ففيها مواطنين عربا مغلوبين على أمرهم ، بدأوا منذ بعض وقت بالتململ ، فالتشفي سيجعل من قبضة القهر الواقع عليهم أشد، لنعمل على رفض حروب الإستزاف التي تصيب الكيانات العربية واحدة بعد أخرى.. وأن نجترح مداخل للحوار على الأقل كشعوب عربية، شيعة وسنة مسلمين ومسيحيين وكل مكونات منطقتنا العربية المذهبية والطائفية والإثنية ، وصولاً لفرض هذه الرؤى الحضارية والسلمية على الحكومات التي ما زالت تعتقد عبثاً، أنها بتبعيتها وعمالتها للغرب تستمد استمراها واستقرارها، فيما هي تنتحر بالتدريج طوعاً .   

قد يعجبك ايضا