مضى زَمَنُ الأماني ( شعر ) : صالح أحمد كناعنة

 

 صالح أحمد كناعنة ( فلسطين ) الإثنين 10/10/2016 م …

للَيلٍ  يســتَـفيقُ  على شُـــجوني = وعُــمــرٍ   يســــــتَـظِـلُّ   بــأمــنِــيـاتي

وصبرٍ  لا يُطيــقُ  الصّبرَ  مِثـلي = وعُـــذرٍ  يَكتَــســـي  ألــــوانَ  ذاتي

أبُــثُّ   مَـــرارَتي   والـــــبَـــثُّ   داءٌ = بِعُمــرِ  مَــواجِعي  يَرمي  صِفــاتي

ويُبقيني  إلى تَشـــــتاتِ  عُــمــري = وهامِــشِ  عالَمي  يحلـو  التِـفاتي

فلا  صَــوتي  تَــفَـتَّــقَ  عن يَـقينٍ = ولا خَطــوي  تَــوَلَّــدَ  عَن  ثَــبــاتِ

ولا جُرحي سَـــقاني  بَردَ  عُذري = ولا دَمعـي  شَــــفيـعـي  في لِـداتي

ولا صَمــتي كَســـــاني غيرَ  ذُلٍ = دُخانَ اليأسِ صِرتُ لدى الحُواةِ

على نَحري وَقَفتُ شِفارَ سَيفي = فـأنكَرَني  الــقَـتـيــلُ  مَــعَ  الجُـنــاةِ

على أفـقي  نَثَرتُ  رمادَ  عُمــري = نُبِذتُ مِنَ التُّـقاةِ، منَ العُـصاةِ

قَرَعتُ الباب بابَ العَطفِ عُذرًا = طُرِدتُ منَ الرُّؤى ماضٍ وآتِ

دخلتُ  ممــالِكَ  الأهـــواءِ  غَــرًّا = أُطيعُ على الغِـوى قَســرًا  غُواتي

أنا الأندى  هُـناكَ  بُطــونَ راحٍ = ولكني  شَـــــــــقـيــتُ  بــأُعــطِـيــاتي

هـنـــالِكَ  أنكَرَ  الغــاوونَ  كَفّي = ولم  تَـقـبَـل  ظِــلالي  ذِكرَيـــاتي

بعيدًا عن دموعي عن جِراحي = بعيدًا  عن جُذوري  عن رُفـاتي

هَوَت بَغدادُ فاستّدعيتُ نَبضي = فَـخالَـفَــني ولم  تَـفــزَع  قَـــنـاتي

ورُحتُ  أُســـــائلُ الأحلامَ  عُــذرًا = وأنبِـشُ مَجدَ حطينَ الفَـواتِ

وســــافَــرَ  مَدمَعي  لـيَرومَ  صوتًا = بــأندَلُــسِ المَـلامَــــةِ والــعِــظاتِ

هوى صوتي على أطلالِ مَجدي = وصارَ المَوتُ صوتَ مُـوَشَّـــحاتي

ألا يا ليلُ مَن سَــــيَصونُ كَرمي = وقَد  عَطَّلتُ  زَحـفَ  الصّافِـناتِ

وعُدتُ أســـائِلُ  الكُثبانَ  عَونًا = على شــــوقي، فأشــــواقي  عِـداتي

فعَــزَّ بها على  المَطرودِ  حِضنًا = مضى زَمَنُ الحِمى، فَخرُ الحُماةِ

بعيدًا  عن أصولي  صرتُ صوتًا = تَــعَـــرّى في مَــطــاراتِ الشَّـــــتـــاتِ

ألاحِقُ  من حَنين  الروحِ  لــونًا = تَــنــــاهى   مِن  أنيـــنِ  الأمّــــهـــــاتِ

فَــتَنسَــلِخَ  الأماني  عن  صَداها = وتَـنـفَـصِــمَ الــنَــــواةُ  عــنِ  الـــنَــــواةِ

وتُطفِئَ  دَمعَتي  أشــــواقَ روحي = فَــما شَــــــــوقي  بليلِ  الظّاعِـناتِ؟

وما صبري وخطوي صارَ خَصمي = رَماني في سَــــــرابِ البـــارِقــاتِ؟

وما  أبـــقى  لقلــبي  مِــن  دَلــيـــلٍ = سِـــــوى وَلَعي  بخارِطَةِ  انفِـلاتي

فأنزِفُ  في بلاطِ  الرومِ  روحي = ويســـــــكَرُ  يزدَجِردٌ  من  أهــــــاتي

فلا  لَوني  يُشـــــابهُـــني، وصوتي = نَــعـــاني  في  الــرّعِــيَّـــةِ  والــرُّعـــاةِ

غَــريــبٌ  خانَني  وعــدي  لِـــذاتي = وأســـــقـاني جُـنـــونَ  تَــنــاقُـضاتي

ضَلَلتُ؛ أهيمُ عِشقَا في ضَلالي = مُجيري مَن شُكاتي مِن قُضاتي

وغبتُ أرومُ  حظًّا  في  غِـيـابي = فـأغـرَقَــني   بِســــــحرِ   تَــداعِـــيــاتي

نَـما بي  سِــــــرُّ  إنســـــاني  لأبــقى = أعــيرُ  دَمي  حُروفي  الخالِــداتِ

فمن يا ليلُ خانَ سكونَ حرفي = ومَــن عَــرّى أنينَ  الأغــنِــيــاتِ؟

ومن أشقى الكلامَ بلونِ شَكّي = ومن أهدى المعاجِمَ سَفسَطاتي؟

ومن سَـــلَّ المَعاني مِن لِساني = لترتَكِبَ  الــزُّحـوفَ  تَـخـيُّـــلاتي؟

ومَن بالشِّــــعرِ  أغراها  نُجومي = ليَستَعصي السُّباتُ على سُباتي؟

أنــا  يـــا ليلُ  بتُّ  أخافُ  مِـني = ومِن خُطَبي، ونجوى وَشوَشاتي

من الجَفنِ الذي يشتاقُ صَحوي = من الصّحوِ الذي يشكو مَواتي

من الصّمتِ الذي يقتاتُ صَمتي = ويكتبُني  بســــــفرِ المُــعــجِــزاتِ

من الحَرفِ  الذي  قَـــد  فَـــرَّ  مِــنّي = لِــيَــنــذُرَني ذَبيــــحَ الـــتّـــرجَــمــاتِ

من الموتِ الذي قد  صارَ  لَوني = ومُــتَّــهِــــمي  بِـسَــــــــعــيي للـــنَّـــجاةِ

أنــا  يــا ليــلُ  مَن  فارَقتُ  ظِــلّــي = لأســــكُنَ  في سَــــرابِ  الغــابِراتِ

هَوتْ قُدسي  وكنتُ أرومُ  عُذرًا = على عُذرِ السّـــيـوفِ  المُغمَداتِ

بكت شــامي فَرُحتُ أريدُ سَـــترًا =  لِـــشَـــــــكواهــــا  بِــأوكارِ   ا لــــزّنــــاةِ

ذُبِحتُ وما أخذتُ بإرثِ ماضٍ = ولـكـنّي  جُــلِــــــدتُ  بِــفَـــيــهَـــقــاتي

أنــا المَصلــوبُ  كلٌّ  جَزَّ  رأســي = ومَــوتي  سِــــــرُّ  طوفانِ الطُّــغـاةِ

ألا  يـا غَـضبَـةَ  الشّــــريانِ  كوني = نَـدى  الـثُّـــوّارِ  صبرَ  الــثّــائِـــراتِ

وكوني   يـــا جِـراحــي   للـــــــثَّـكالى = إذا  نــادوكِ  ثـــالِـــثَـــــةَ  الــرّئـــاتِ

أمِــدّي  بالــنَّـشــــيـــجِ  المُــرِّ  حُــرّا = تَـجَــرَّدَ  للكِفــاحِ   دِما  الـثَّــبـاتِ

فَـقَـد  يحيـــا  ضَميـرٌ  في  قُلـــوبٍ  = عَماهـا  الكِبرُ  باتَت  مُظلماتِ

وعـاثــوا  في  مَـــواطِـننا  فَـســــادًا = وتاهــوا  في جُنـونِ  الـقاصِفاتِ

أبــادوا   كل  رائِــعَــــةِ  الـــمَــعــاني = تَـمــادوا  في عَــــذابِ الكائِــنـاتِ

ونَـمّي  بي  غِـمــارَ  الــرّوحِ  كوني = مدادَ الصّبرِ مِسكَ التَّضحِياتِ

فقد  ولّى  زمانُ  مَن اســـــتَــبَـدّوا = بأقدارِ الشُّــــعـوبِ  مِن البُـغــاةِ

وكلُّ رصيدِهم في الكونِ حَرفٌ = تجَــرّدَ مِـن مَـعـــاني المَكرُمـاتِ

لأبــقى  فَــوقَ  أوطاني  شَــــــريـــدًا = على ظَــمَـــأٍ   ويَــبكيـــني  فُــراتي

ونيلي في انشــغالٍ عن هُـمومي = يغارُ على  الـبُكاةِ منَ البُكاةِ

وصَـحــرائي  تَــئِــنُّ   بِــلا   جِــراحٍ = وقد نــاءَت  بــإرثِ  العــائلاتِ

أنا  يا ليلُ  من  فارَقتُ  عُذري  = لأخــرج من أبــاطيــل الـــرّواةِ

من الصّوت الذي لا صوتَ فيهِ = مِـنَ اللّــونِ المُـمَــهِّـــدِ للـــوَفــاةِ

من الصّمت الذي يقتاتُ عمري = من الوعدِ المُخَدِّرِ من لُهاتي

لأرفـــعَ  رايَـتي  عُــنــــوانَ   مَجــدي = أطــاعِــنُ كلَّ جَبـــارٍ   وعـــــاتِ

فلي  شَـــرَفُ  الفِــدا  لتُرابِ قُدسٍ = تُحاضِـنُـهُ  دمـــوعُ الـفـاضلاتِ

 

ســأفدي  بالــدّما  إنســـانَ  أرضي = ليــولَدَ بي هَـــديرُ السّـــاقِــيــاتِ

قد يعجبك ايضا