“اللي اختشوا ماتوا”… ردا على تصريحات انتوني بلينكن!! / سماك العبوشي

سماك العبوشي ( فلسطين ) – الإثنين 16/10/2023 م …




لطالما وقفت متأملا أمام تصريحات وزير الخارجية الأميركية ( انتوني بلينكن) بعد وصوله تل أبيب في زيارة دعم لحكومة النتن ياهو، وارتأيت طرح تساؤلات على ضوء ما جاء ببعض تصريحاته تلك، ثم الرد عليها:

أولا … قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس، إن إدارة الكونغرس تعمل للتأكد من أن احتياجات إسرائيل الدفاعية المتزايدة تُلبى، موضحا أنه لم يأتِ لإسرائيل كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط؛ ولكن بصفته “يهوديا فرّ جده من القتل”..!!

فأرد عليه: وما علاقة جدك بما جرى يجري في غزة !!؟

هل كان فرار جدك من القتل بسبب فلسطين أم ماذا!!؟

وأضيف اليه قائلا: أشم من عباراتك التي تشير إلى أنك يهودي رائحة الانحياز المذهبي الذي لا يليق بدبلوماسي محترم!!، وليس هذا فحسب، بل ويؤكد بما لا يقبل الشك ان المعركة التي تجري على أرض غزة إنما هي معركة عقائدية بحتة!!

ثانيا … يقول بلينكن متهكما ملفقا التهم: إن حماس تسخّر مواردها في اقتناء الصواريخ بدلا من اهتمامها بخدمة أبناء غزة!!؟

وأرد فأقول له: عجبا!!، هذا لعمري ما أجبرتم عليه حماس لفعله في ظل ممارسات الكيان الصهيوني أولا، وفي ظل دعمكم اللامحدود لها بالسلاح والعتاد والمال ثانيا!!، وما أوقعتموه وفرضمتوه على غزة من حصار طال أمده ثالثا!!، مما دفع قيادة حماس لترتيب شأنها الداخلي وتسعى لتطوير دفاعاتها واسلوب تصديها للاعتداءات الصهيونية المتكررة الغاشمة!!.

ثالثا … يقول أنتوني بلينكن أن حماس لا تمثل التطلعات المشروعة للفلسطينيين!!

وارد عليه بالقول: سبحان الله !!

ما هو تعريفكم للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني!؟

هل أن إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية التي انبثقت في أعقاب توقيع اتفاقية الذل والعار في أوسلو بتاريخ 13 سبتمبر 1993 تندرج ضمن تلك التطلعات المشروعة!!؟ ، أم أن غايتكم وسعيكم هو في إكمال مشروعكم التآمري في تصفية قضية فلسطين، من خلال إجهاض تطلعات وطموحات شعب فلسطين في نيل واسترداد كرامته وإنهاء المقاومة التي تقودها حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة في الضفة الغربية وغزة وإلقاء سلاحها والخضوع والخنوع لإرادتكم كما فعلت غيرها التي انغمست في ممارسات ما بات يعرف بـ (التنسيق الأمني) والتي كان من نتائجها مطاردة شباب الانتفاضة والزج بهم في معتقلات السلطة الفلسطينية حماية لأمن إسرائيل!!

هل أن ما يسمى بـ (السلطة الوطنية الفلسطينية) تندرج ضمن تطلعات شعب فلسطين المشروعة والتي في ظلها تم التوسع الاستيطاني للكيان الصهيوني في مدن وقرى الضفة الغربية التي كان من المؤمل إقامة دولة فلسطينية على أرضها وعاصمتها القدس!!؟

رابعا … في زيارته التضامنية لإسرائيل بعد عملية “طوفان الأقصى” المباغتة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، أضاف بلينكن، أن زيارته تحمل رسالة مفادها، أنهم سيكونون دائما موجودين إلى جانب الإسرائيليين، وليسوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم بمفردهم، على حد قوله.

فأرد عليه قائلا:

ومتى تخليتم عن الكيان الغاصب في إسرائيل حتى تؤكد لهم بأن بلادك ستكون معهم في محنتهم هذه التي تسببت بها غطرستهم وعنجهيتهم وطمعهم بالاستحواذ!!؟

ثم … إن كنتم حقا ترعون فرص السلام حقا، فكان الاجدر بكم عدم الكيل بمكيالين، فرحتم تمدونهم بالأسلحة والعتاد ووسائل الحياة المختلفة، في وقت تمنعون دخول المساعدات الإنسانية الى أبناء غزة الذين طالهم الحصار والتجويع والإفقار طيلة عقدين من الزمن!!

خامسا … أشار بلينكن إلى أهمية اتخاذ كل إجراء احترازي ممكن، لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، على حد تعبيره.!!

فأرد بكل صيغ التعجب والاستغراب: كيف تدعو لاتخاذ كل اجراء احترازي لتجنب الحاق الأذى بالمدنيين، في وقت تقف مكتوف اليدين وانت ترى حجم الجرائم والوحشية التي تقترفها الطائرات الحربية الإسرائيلية بالمدنيين (أطفالا، نساء، كبار سن)!!

أتهزأ بنا، أم أنك فاقد للبصر والبصيرة فلم تعد ترى حجم الجريمة والانتهاكات التي تجري على أرض غزة بفضل أسلحتكم ودعمكم اللامحدود!!؟

ألم يستنتج السيد بلينكن بذكائه وفطنته بأن وحشية الاعتداءات الصـ ـهيونية على مدينة غزة وحجم ضربات طائراتهم المقاتلة – في أعقاب نجاح عملية (طوفان الأقصى) – كان تحصيل حاصل وردة فعل لعجز الكيان الصهيوني عن مواجهة رجال حماس وفشله الذريع فيها، فقام النتن ياهو برد اعتبار لفشله ذاك وعجزه فصبّ جآم غضبه ووحشيته على رؤوس المدنيين في غزة العزة والكبرياء والشمم!!

ختاما أقول ما قاله المثل المصري الدارج: صحيح اللي اختشوا … ماتوا!!

قد يعجبك ايضا