إهتداءات ابْنُ آيا الدِمَشقي(14) شعر / سليم نقولا محسن

 

 

سليم نقولا محسن ( الأربعاء ) 21/9/2016 م …

عُدْتُ تائباً، فاغفِري…؟

أمدُّ يِدي يا حَبيبَة

باقة زهْرٍ

مِن داري العَتيقة على ضِفافِ النهر،

مِن مَنابتِ الفلِِّ والتوتِ، وظلّ ليمونةٍ خَصيبة،

من فسْحَةِ بَيتٍ سَماوية،

مَناسِكُ عِشقٍ كانَت، وبَوحُ قُبَلٍ دِمَشقية..

اشتقتُ إلى جَدَتي جُوليا الغائبَة،

وجَدَتي الثانية سَلمَى،

إلى ابْنَتي فريدَة،

إلى سَارَة، المهرة الشقراء،

ذاتُ الجَدائلِ، والعيون الخضر،

صاحِبَة العشرين،

السابحَة في رحَاب العِطر،

سَارَة..

يا حَفيفَ الوَرْدِ..،

لو تعلمين كَم أحْبَبتك،

كم حَلِمْت أن أسْتفيق..

وكيف اعْتصَرتُ الفصولَ،

وكلّ غاباتِ الأريجِ، لألقاك..

وسّدِي فَخْذيك وَجْنتيَ

أرْجِحِي سَاقيكِ نعيماً، ومَهدا للقبلتين،

إنتصِبي ضياءً،

ارفعي قامَتك من أرضِك إلى القمَر،

شرّعي ذراعيك، هَيام غَيْمٍ، وأغاني مّطر،

احتويني،

اتشِحي جَمْرا على جسدي، دَثريني

دعِي قبلة مِن فمِك، تحْييني..

حبيبتي..

إنما بلحْنك أخاطِبُ النساءَ،

ومِن هَواكِ أنطقُ..

أقرأ لطقوس حُبِّك مزاميرا،

وأرتل في التعَبُّدِ، أناشيدا،

فأنا الابنُ الوحيدُ،

ابنكِ، دونَ الرجالِ،

عُدْتُ تائباً، فارحَمي،

اقبلي توْبَتي، واغفِري،

أنا العائدُ إليكِ أنتِ..

من تراحيلِ الزمَان…؟

 

قد يعجبك ايضا