انظروا هكذا هي الديمقراطية والحكومات الشرعية من وجهة نظر غربية استعمارية ؟؟ / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 5/8/2023 م …




اطلقوا عليه مسمى “الانقلاب العسكري في  النيجر”  والذي يعده شعب النيجر ثورة وليس انقلابا ضد الرئيس المخلوع محمد بازوم لان التغيير العسكري جاء بعد معاناة لعقود من السنين جراء وجود حكومة ورئيس جرى ترتيب وجودهما والتحكم في شؤون البلاد ونهب ثرواتها وتجويع شعب النيجر  وفق عملية سياسية و” دستور” من صنع المستعمر في  البلاد وعلى  الطريقة  الحاصلة في  العراق منذ عام 2003 وحتى الان.

  جرى ذلك  خدمة للمستعمرين والمستثمرين  الفرنسيين والامريكيين وغيرهم  في اطار نهج ” الديمقراطية الغربية” التي تبيح لها  الحق في وجود عسكري وبالاف الجنود والمعدات  لحماية ” الحاكم ” الذي يخدم اجنداتهم لقطع الطريق على الشعب الاعزل و لمواصلة  سرقة ثروات النيجر وخاصة اليورانيوم والذهب وسط معاناة الشعب الذي سئم ” الشرعية ” والديمقراطية ”  هذه الاكذوبة التي اخذوا يعدون العدة عسكريا  بسببها  لاعادة  بازوم وبقية المسؤولين الذين يخدمون المستعمرين في النيجر الى السلطة مرة اخرى.

 اما التظاهرات الشعبية المؤيدة للعسكريين الذين ثاروا ضد المستعمرين فلن يعير لهم الغرب الاستعماري اهتماما حتى لو ثار كل شعب النيجر”  وهذا ما شهدناه في فرنسا والتظاهرات العارمة التي قمعها  الماكر ماكيرون و تبقى عواصم الغرب عواصم النهب والسرقة تلوك الشرعية والديمقراطية وان وجود قواتها وبالالاف في هذا البلد هي لقمع اي محاولة للتخلص من المستعمرين.

وكالعادة حرك المستعمرون اذنابهم في عدد من الدول الافريقية المجاورة للنيجر  تحت مسمى” ايكواس” لاعادة الرئيس العميل المخلوع محمد بازوم رافق ذلك ضجة في باريس وواشنطن ولندن وبرلين وصراخ بالحرص على ” الشرعية”  ورد عبدالرحمن تياني قائد عملية التخلص من النظام العميل بازوم عسكريا بانه لن يرضخ للضغوط التي تمارس ضد النيجر وشعبها الذي تخلص من المستعمرين.

وفرضت ” ايكواس” هذه المجموعة العميلة عقوبات اقتصادية غير شرعية لالحاق الاذى بشعب النيجر.

هناك كما هو  معروف اكثر من الف عسكري فرنسي في  النيجر وعدد كبير من العسكريين الالمان فضلا عن وجود اكثر من الف  عسكري امريكي  لكن هذه الدول تفضل كالعادة ان تكون الصدامات المسلحة بين دول القارة وشعوبها وان هذه الالاف من العسكريين المستعمرين تتفرج وتضخ الاسلحة  كما يحصل في اوكرانيا الان  لاستثمار النهاية الدموية دون ان تخسر عسكريا واحدا فهناك من يقاتل عنها بالنيابة وما اكثر العملاء.

والحديث عن الشرعية والديمقراطية في النيجر التي يتبجح بها الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة يجرنا الى العراق “هناك ديمقراطية على الطريقة  ذاتها في النيجر” وهناك شرعية من وجهة نظر الغرب لكنها غير شرعية من وجهة نظر الشعب العراقي وكم من المرات اندلعت تظاهرات شعبية عارمة  وقتل الكثيرون من العراقيين  دون جدوى .

وطالب برلمان” الشرعية العراقية من وجهة نظر امريكية  ”  واللاشرعية  من قبل العراقيين لذر الرماد في العيون بانسحاب القوات المحتلة واغلاق القواعد العسكرية الاجنبية وفي المقدمة الامريكية  ليات الجواب ” ان هذه القوات موجودة لمحاربة ” داعش” كما انها موجودة  في سورية ايضا تحت مسمى ” التحالف الدولي ” ضد ” داعش” والارهاب لكنها تسرق النفط والمواد الزراعية علنا ” .

اما نقول لكم انها ” ديمقراطية” والى من يسعى الى اسقاط العميل  في اي بلد كان فان عليه ان ” يحترم الشرعية” وان ماحصل في النيجر ليس استثناء لان محمد بازوم جاءالى  الرئاسة  عبر” صناديق الاقتراع”ولابد ان تكون العملية السياسية في النيجر شبيهة بالعملية في العراق منذ الاحتلال ولا ندري ان كان هناك ” مفوضية  ايضا ومستغلة” ايضا اشرفت على الانتخابات كما حصل في العراق؟؟

كفى ضحكا على الذقون ان الذي حصل في النيجر عملية عسكرية بل ” ثورة”  لتغيير نظام فاسد وعميل  واخذ جيش النيجر على عاتقه عملية التخلص من العملاء الذين اخذوا يتباكون على”  الشرعية والديمقراطية” مع ذرف دموع خفية  لماكيرون على ” مصدر اليورانيوم المنهوب” لعقود من السنين وربما الذهب وغيره وان واشنطن وباريس وبقية عواصم الغرب ادرى بذلك .

قد يعجبك ايضا