امانة عمان الكبرى .. وقضايا السير .. حلول وإقتراحات (2)

 

السبت 10/9/2016 م …

محمد شريف الجيوسي

تحدثت في حلقة سابقة عن دور الأرصفة في حل ازمة السير في العاصمة عمان ، ونضيف ما لم نتنبه له في تلك الحلقة بضرورة منع السيارات أيضاً من شغل الأرصفة ، أو تعدي المحلات التجارية والمقاهي عليها ، وأحيانا مؤسسات مهمة كالفنادق والمستشفيات عليها ، ما يحول دون سير المشاة على الأرصفة ..

اليوم نتحدث عن دور الساحات العامة في التخفيف من أزمات السير، بضرورة اتخاذ مواقف مجانية للسيارات ، تابعة لأمانة عمان الكبرى، ورغم أن هذا مكلف مادياً للأمانة جراء استملاك مواقف، إلا أن له فوائد عديدة من حيث تقليل حوادث السير والتلوث البيئي بأنواعه وتقليل استهلاك المحروقات وما يستتبع من نفقات استخدام السيارات للإطارات والزيوت والصيانة وغيره ومن توفير للوقت المستهلك جراء الازدحامات، وأعصاب الناس مشاة ومستخدمي سيارات ..كما يوفر استهلاك الشوارع جراء تقليل ضغط سير السيارات عليها . 

 توجد في العاصمة عمان، أماكن فارغة كثيرة،وأبنية مهجورة،يمكن (تدويرها) واستخدامها بما يحقق منافع عامة كـ مواقف ومتنزهات وأبنية قد تؤجر للدولة او لمؤسسات عامة وخاصة ، ويحقق ذلك إلى جانب المنفعة منها ، تجنب المضار الناجمة عن كونها مهجورة ، من انتشار الهوام والحشرات ، وربما يحول دون استخدامها من قبل مطلوبين لأغراض غير نظيفة .

اقامة المواقف العامة وبخاصة في المداخل المحيطة بوسط المدينة ، أكثر من ضروري في العبدلي وساحة النخيل والساحة الهاشمية والمحطة ووادي صقرة عند تقاطعه مع طلوع الدوار الثاث وعند دواري الداخلية والثالث .

ويدخل في إطار المواقف ، إحداث تنظيم أكبر للمواقف الحالية في المحطة والمجمّعين الشمالي والجنوبي وراس العين،بإعادة النظر في الدخول والخروج منها ما يوفر الإزدحامات والسلامة العامة واستهلاك الوقت الضائع ، ففي مجمع المحطة حاليا ـ مثلا ـ استدارات لا حاجة لها  ما يستدعي تنظيما أشمل للمواقف داخله وخارجه، وثمة حاجة لتوسيعه بما يمكن من استيعاب حافات وسيارات صغيرة أكثر وحركة بالتالي أكثر تنظيماً ؟

أما موقف الساحة الهاشمية الذي كان مقررا استخدامه وتعطل نتاج أدمغة (عبقرية ) فقد بقي دون استخدام كاف، يسهم في التخفيف من أزمة السير ويخدم في آن المحال الموجودة في المنطقة التي تضررت كثيرا من جراء وقف العمل بالمجمع، كما يخدم استخدامه الحركة السياحية في منطقة الساحة الهاشمية والمدرج الروماني وقربهما القلعة وبيت الشعر.

وتغطي الساحات الفارغة سفوح جبال عمان الشرقية بالنباتات الخضراء في فصل الربيع ، ما يعطي منظرا جميلا ، لكن سرعان ما تتحول هذه النباتات إلى هشيم ، وأحياناً إلى حرائق تهدد السكان والمساكن في حال تحركت الريح باتجاهها ، وبعدها تتحول هذه الفراغات إلى بيئة مناسبة للهوام ، ما يستدعي أكثر من أمر إما تحويلها إلى حدائق لسكان تلك الجبال ، أو مواقف للسيارات ، وفي حال لم تحول إلى حدائق او مواقف ،  ينبغي أن تقوم دائرة الحدائق وأشجار الأرصفة بحصادها قبل تحولها إلى هشيم وعمل بالات اعلاف للماشية مع ما ينتج من تقليم أوراق أشجار الحدائق ، وبيعها لمربي الماشية ، بذلك تتحقق فوائد مالية وتدرأ أضرار ، ومثل هذا الحصاد يمكن أن يتحقق أيضا في مناطق واسعة عديدة في شمال عمان العاصمة.

بكلمات : استثمار وتنظيم الساحات العامة مهمة رئيسة أمام أمانة عمان الكبرى كمواقف سيارات وحدائق ومتنزهات وأعلاف للماشية، ما يخفف أزمات السير ومن الإنتقال المكلف إزدحاما بوسط البلد وللتنزه في الأماكن البعيدة، ولأجل الإستثمار في المتاح، وتداعاياته النافعة أو الدارئة للمضار أو المسببة للأكلاف ومضار البيئة. 

 

 

قد يعجبك ايضا