رياض سلامة: حاكم مصرف لبنان المتهم بالفساد يترك الاقتصاد في حالة يرثى لها

الأردن العربي –  السبت 29/7/2023 م …




يستعد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة للتنحي عن منصبه بعد 30 عاما، لكنه يغادر تاركا وراءه اقتصادا في حالة انهيار، وبلدا يعيش إحدى أسوأ الأزمات المالية في العالم.

في البداية، كان من الصعب تحديد ما بداخل الزجاجة التي كان يحملها “عمر عوا” في الفيديو الشهير المنتشر، لكن موقفه بات واضحا وضوح الشمس. إنها عملية سطو على البنك الذي يضع فيه أمواله، باستخدام مواد حمضية مصنوعة منزليا لتهديد الموظفين لكي يسلمونه أمواله.

قال لي: “لقد سكبتُ بعض القطرات على آلة حاسبة وعلى الأرض لأظهر أن الحمض حقيقي، حيث ظهرت فقاعات وغليان”.

لكن عمر لم يكن موجودا لسرقة أموال الآخرين، بل كان يريد فقط استرداد أمواله.

يقول في الفيديو: “لا أريد سوى حقي! لا أريد أن أؤذي أحدا!”

كانت مدخرات عمر محجوزة في البنك، وهي الآن لا تساوي سوى جزءا بسيطا من قيمتها الحقيقية، والأمر نفسه للمودعين في جميع أنحاء لبنان.

منذ أن بدأت الأزمة المالية هنا، كانت قدرة الناس على تحصيل أموالهم محدودة للغاية. وإذا أرادوا السحب بالدولار الأمريكي، فهو بسعر صرف ضئيل لدرجة أن لا قيمة له تقريبا.
تقلصت مدخرات عمر التي كسبها على مدار حياته العملية، لدرجة أنه فقد أكثر من 80 في المئة من مدخراته طوال حياته. وبعد عملية السطو، خرج منتصرا ومعه 6500 دولار هي كل ما تبقى من أمواله.

سوف يستخدمها عمر لدفع تكاليف جراحة ضرورية لرقبته، يقول الأطباء إنه بدونها قد يُصاب بالشلل.

هذا الموقف يكشف عن الوضع المزري لملايين اللبنانيين الذين فقدوا القدرة على تحصيل أموالهم. لكن تزايد عمليات السطو على البنوك يمثل مشكلة كبيرة أيضا؛ فعلى الرغم من أن مصطلح “السطو” لا يعكس بدقة ما يحاول المودعون القيام به، لأنهم يحاولون ببساطة الحصول على أموالهم الخاصة، إلا أن التهديدات بالقوة مرعبة لموظفي البنك الذين لا يتحملون سوى القليل من المسؤولية عن هذه المشكلات واسعة النطاق.

سألتُ عمر مباشرة: “هل فكرت في تأثير ذلك عليهم؟”

فأجاب: “إنهم مثل أشقائي وسأعتذر لهم الآن، فأنا لم أقصد أبدا إيذاء أي منهم. لكنني أتمنى أيضا أن يتفهموا وضعي ومن أين أتيت”.

إذا، ما علاقة هذا بمأزق عمر برياض سلامة، أحد حكام البنوك المركزية الأطول خدمة في العالم؟

 

إلى جانب الطبقة السياسية في لبنان، وُجِّه اللوم إلى سلامة لسوء الإدارة المالية الذي تسبب في العديد من هذه المشكلات.

قد يعجبك ايضا