ظُهورٌ مُفاجئ لزعيم “فاغنر” في قمّة سان بطرسبورغ بعد أقل من شهر على التمرّد المُسلّح الذي قاده ضدّ وزارة الدفاع الروسية.. وموسكو تلتزم الصّمت

 




الأردن العربي –  الجمعة 28/7/2023 م …

شهدت قمة “روسيا-إفريقيا” المنعقدة في سانت بطرسبرغ، ظهور ضيف بقي بعيداً عن الأنظار مؤخراً، وهو يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، ولم يصدر أي تصريح رسمي روسي بهذا الخصوص.

وظهر بريغوجين وهو يبتسم ويصافح المسؤولين الأفارقة، بعد أقل من شهر على التمرد المسلح الذي قاده ضد وزارة الدفاع.

ونشر مدير مركز “البيت الروسي” في جمهورية إفريقيا الوسطى، دميتري سيتي، صورة على صفحته على “فيسبوك” يظهر فيها مؤسس مجموعة فاغنر برفقة ممثل لإفريقيا الوسطى.

وبحسب وكالة المراقبة “All Eyes on Wagner”، فإن المسؤول الإفريقي هو مدير بروتوكول فوستان آرشانج تواديرا، رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى.

وأشارت تقارير محلية إلى وصول المئات من مقاتلي فاغنر إلى جمهورية إفريقيا الوسطى الأسبوع الماضي، حيث تجري البلاد استفتاء دستورياً يوم الأحد قد يلغي قيود الفترة الرئاسية، وبالتالي يسمح لتواديرا بالترشح لولاية جديدة.

وفي صورة أخرى ظهر بريغوجين وهو يصافح “مدير الإعلام الإفريقي”، وفقًا لقناة تابعة لمجموعة فاغنر على تطبيق “تلغرام”.

 

وتبنت القناة أيضاً عشية قمة سانت بطرسبرغ، مسؤولية فاغنر عن الانقلاب الذي حدث في النيجر يوم الأربعاء.

ونشر ديمتري سيتي مدير المركز الثقافي الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، المعروف باسم البيت الروسي، صورة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اليوم الخميس، زعم أنها لاجتماع بين بريغوجين وسفير تلك الدولة الأفريقية في سان بطرسبورغ.

وقال سيتي إن السفير شارك الصورة الأولى من القمة مع بريغوجين الذي تنشط قوات مجموعة «فاغنر» التابعة له في جمهورية أفريقيا الوسطى. وبحسب التقرير، ظل بريغوجين في مسقط رأسه سان بطرسبورغ حتى بعد محاولة الانقلاب القصيرة في 24 يونيو (حزيران).

ولم يعلق رئيس مجموعة «فاغنر» على الأمر في البداية، فيما تمت مشاركة الصورة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي – بما في ذلك القنوات القريبة من المجموعة. ورغم ذلك، أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن بريغوجين عقد الاجتماع في فندق تريزيني بالاس وليس في «أكسبوفورم» نفسه، مقر انعقاد القمة، الذي يحظى بحراسة أمنية مشددة.

 

 

وأصابت الدهشة وسائل الإعلام الروسية من أن بريغوجين، الذي تحدث مؤخرا إلى بوتين في الكرملين، قد تم على ما يبدو إعادة تأهيله. إلا أن بعض المراقبين قالوا إن بوتين، الذي يبدو أنه يحاول إيجاد تسوية معه، سيتخلص منه لاحقا.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الثلاثاء إن الرئيس الروسي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ناقشا في محادثات جرت على مدى يومين موضوع مجموعة «فاغنر». وتوجه لوكاشينكو، الذي ساعد في التوصل لاتفاق لإنهاء تمرد «فاغنر» على كبار الضباط بالجيش الروسي الشهر الماضي، إلى سان بطرسبورغ يوم الأحد لعقد المحادثات مع بوتين.

وقال بيسكوف إن بوتين ولوكاشينكو لم يتوصلا بعد إلى أي اتفاقات جديدة في المحادثات الأحدث، ولكنه أضاف: «في إطار العلاقات الوثيقة ينسق الرئيسان مواقفهما». وأضاف بيسكوف أن جدول الأعمال تضمن «موضوع مجموعة فاغنر وموضوع التعاون التجاري والاقتصادي ودولة الاتحاد والتهديدات الخارجية بطول حدود دولتينا».

وبعد التمرد على القيادة العسكرية الروسية الذي عده العالم تقريبا انقلابا عسكريا، كاد وجود مرتزقة «فاغنر» يوشك على الانتهاء، ورغم ذلك لا يزال جيش الملياردير يفجيني بريغوجين على قيد الحياة.

وقالت جمهورية أفريقيا الوسطى، الدولة الإفريقية الرئيسية التي تنشط فيها «فاغنر»، إن روسيا ستواصل حضورها في البلد، سواء بواسطة المجموعة المسلحة الخاصة أو بصيغة مغايرة.

وقالت الرئاسة إن عشرات من مقاتلي مجموعة «فاغنر» وصلوا إلى البلاد للمساعدة في تأمين استفتاء دستوري في 30 يوليو (تموز) قد ينتج عنه تمديد ولاية الرئيس فوستان آركانج تواديرا. وكان مئات من مقاتلي «فاغنر» قد غادروا جمهورية أفريقيا الوسطى بعد أيام من تمرد بريغوجين. وأثار التمرد تساؤلات حول مستقبل عمليات «فاغنر» العسكرية والتجارية في دول بينها جمهورية أفريقيا الوسطى.

وكان قد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أسابيع أن مستقبل مجموعة «فاغنر» في أفريقيا يعتمد على «الدول المعنية».

وقال لافروف: «مصير هذه الترتيبات بين الدول الأفريقية ومجموعة فاغنر هو أولا وقبل كل شيء مسألة تخص حكومات الدول المعنية ما إذا كانت ستواصل هذا النوع من التعاون أم لا».

من جانبها، دعت فرنسا جميع الدول المعنية إلى النأي بنفسها عن «فاغنر»، وقالت إنها مستعدة لفرض عقوبات إضافية على خلفية الجرائم المنسوبة إلى المجموعة في مسارح عملياتها. كما أعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة تطال المجموعة خصوصا على خلفية نشاطها في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وفرضت الولايات المتحدة الاثنين عقوبات على ثلاثة مسؤولين من مالي، بينهم وزير الدفاع، بعد اتهامهم بمساعدة مجموعة «فاغنر» على بدء أنشطتها في البلاد والتوسع فيها.

وقال جيك سوليفان مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي أمام مؤتمر أسبن للأمن قبل أسبوع إن مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة لم تعد تقاتل في أوكرانيا في الوقت الحالي. ووصف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، حضور مجموعة «فاغنر» في أفريقيا وانتشارها الواسع في القارة، بـ«الأمر المثير للقلق»، بحسب ما أوردته وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، اليوم الخميس.

قد يعجبك ايضا