تقارب عسكري روسي صيني ستراتيجي سببه سياسة واشنطن العدوانية ؟؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 16/7/2023 م …
حتى هذه اللحظة تلوك الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات مقولة محاولة فصل سياسة الصين عن سياسة روسيا اقليميا ودوليا في وقت تمارس فيه واشنطن نهجا عدوانيا ضد الدولتين كان وراء هذا التقارب الذي وصل حد اجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين الروسي والصيني في بحر اليابان تنظمها وزارة الدفاع الصينية قريبا . كما كان وراء انبثاق منظمة شنغهاي ” بريكس” رغم طابع هذه المنظمة الاقتصادي في المقام الاول وربما ينطور الى حلف من الطراز الذي يزعج واشنطن لاحقا .
ورغم اقرار دول الاتحاد الاوربي وكذلك واشنطن بان الصين تجاوزت في العديد من الحقول الاقتصادية هذه الدول وحتى الولايات المتحدة التي اضطرت الى ارسال وزيرة الخزانة الى بكين مؤخرا للقاء بعض القادة الصينيين سبقها عميد الدبلوماسية الامريكية بلينكن لكن الولايات المتحدة لم تتخل عن نهجها العدواني عمليا ضد بكين خاصة في التعامل مع جزيرة تايون التي تعتبرها الصين خطا احمر الا ان واشنطن تجاوزت اكثر من مرة هذا الخط سواء بارسال الاسلحة الى تايوان او الوفود او التصريحات المعادية لاستفزاز بكين وتطلب من الصين اقامة علاقات طبيعية مع واشنطن.
وقد لوحظ ان معظم الوفودالامريكية التي تزور الصين بزعم تبديد السحب التي تلبدت حول العلاقات الامريكية الصينية نسمع منها نبرة تفاؤلية بخصوص العلاقات بين بكين وواشنطن لكن ما ان تغادر الوفود بكين حتى تفتح النار على الصين وتهدد وتعربد حتى ان الرئيس بايدن وصف الرئيس الصيني بالدكتاتور وتتهم الصين بانها تزود روسيا بالاسلحة في حربها ضد النظام العميل زيلنسكي في اوكرانيا والكل يعرف ان موسكو ليست بحاجة الى الاسلحة وهي التي تزود العديد من دول بالاسلحة وحتى بعض دول حلف ناتو” تركيا” التي حصلت على اسلحة روسية ” منظومات اس400″ المتطورة.
الصين ليست ساذجة وتدرك ان واشنطن تتخبط في سياستها وتحاول تهميش دور اية قوة عظمى في المحافل الدولية مما قرب الصين من روسيا اكثر فاكثر خاصة نهج واشنطن العسكري في اسيا والمحيط الهادي وهناك اكثر من رسالة بعثت بها الى واشنطن وحليفاتها الغربيات مفادهاان لارجعة من التنسيق مع روسيا ودولا اخرى من اجل عالم متعدد الاقطاب.
روسيا بالطبع لم تطلب من الصين المشاركة في تدريبات بحر اليابان لكن جاء ذلك بدعوة من وزارة الدفاع الصينية لان بكين تبعث بين فترة واخرى رسائل الى واشنطن مفادها ان لارجعة عن سياسة ” مسيرة الالف ميل التي بدات بخطوة” وهاهي الخطوات تتواصل وتتجاوز الحدود ولن يتم التراجع عنها مهما كثرت الوفود الامريكية المتوجهة الى بكين لثنيها عن مواصلة تحالفها مع روسيا .
وزارة الدفاع الصينية التي وجهت الدعوة للقوات الروسية بالمشاركة في تدريبات بحر اليابان اكدت ان الهدف منها التركيز على موضوع الحفاظ على امن الممرات السترانيجية البحرية وتحسين التفاعل الستراتيجي بين القوات الصينية والروسية وتعزيز القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين بشكل مشترك والاستجابة للتحديات المختلفة في مجال الامن.
كل هذا يحصل وعلى لسان مسؤول كبير في وزارة الدفاع الصينية وتحاول واشنطن يائسة بابعاد بكين عن موسكو من خلال افتعال الاكاذيب ومحاولة ممارسة الضغوط التي لم يعد تجدي نفعا والاتهامات الكاذبة التي لن تتوقف على السنة كبار المسؤولين الامريكيين وحتى الرئيس بايدن نفسه.
ان رحلة الالف ميل التي تبدا بخطوة وهومثل صيني قديم قد قطعت خطوات طويلة ولن تتوقف ياسادة البيت الابيض مهما ابتكرتم من الاعيب واكاذيب لانها لم يعد تنطلي على احد .