عزمي بشارة لم يزل ينشط، ومَن اشتراهم أيضا لتخريب بلاد شعب العرب..؟

 

الأحد 28/8/2016 م …

الأردن العربي …  عزمي بشارة لم يزل ينشط، ومَن اشتراهم أيضا لتخريب بلاد شعب العرب..؟ 
*
هي خطة قديمة: أن نوهم الأصدقاء بأننا نعد عدتنا والعديد منا للهجوم على الأعداء، ثم ننقلب معهم لنهاجم مَن يحسبوننا أصدقاء..؟

ولم يكن عزمي بشارة المفكر العربي؟! صاحب هذه الفكرة، ربما الصهاينة، إلا أنه استخدمها بأدوات مختلفة وأسلوب مختلف.. بما يوافق الحال؟

لقد أتى عزمي بشارة شامخا منذ ما قبل أوائل الربيع العربي على حصان ناصري عربي من صحراء ناصرية، إلى سورية أولا، ومن ثم اقتحم مناطق الحضر المرهقة بالميوعة الاجتماعية والسياسية والابتزازات والفساد والطغيان وعقل الحكام المتحجر، وأوحى إلى شعبها أنه آتيا إلى إنقاذهم من الطغيان المحلي، ومن مآسي الخوف والفقر، ومن الإرهاب الغربي الإحتلالي، وأن الأوان قد آن لذلك، وأيضا لتحرير فلسطين وعودة أهلها، وأنزل إلى السوق الشعبي كل ما أتى به الزعيم عبد الناصر، من طروحات تحريرية وأظهر شكليا ما كان للزعيم من الصلابة اتجاه القضايا الوطنية المصيرية، ومن شفافية وصدق في تعامله مع المطالب الشعبية وأماني الجماهير في المنعة والقوة وحفظ الكرامة والسلام والتقدم..؟
وتم شراء مثقفين متسكعين لهم باع طويل في التجارة بالأفكار الناصرية الأصيلة أو المعدلة وطروحاتها، وآخرون من أصحاب اليسار والمواقف التحريرية التي استهوت يوما الجماهير، وأشعل ساحات الربيع بالإعلام الفاقع المبهر وتقدم مع جيشه هذا عبر النيران والحماسة، كما أوائل الفاطميين من تونس فسقطت وتهاوت الساحات العربية الواحدة تلو الأخرى، وذهب في الاجتياح قادة شهداء قل نظيرهم، كالشهيد معمر في ليبيا، ووطأ مصر، وتربع الأخوان على عرشها وداسوا الشعب على أرضها، والقصد كان سورية وشعبها، فتوقف على حدودها لما رأى عزم شعبها وصلابتها، ذلك بعد أن اجتاح شعب فلسطين وخدع العديد منهم للاصطفاف معه، إضافة لحصان طروادته الإخواني، حماس..؟

عبر سنوات المأساة السورية وما قبلها من سنوات مآسي العرب، امتلأت عقلية العديد من الناصريين والسياسيين العرب بتراكمات مشوهة سخيفة تختلف عما كانوا يحملونها في بدايات الثورة للبناء وتحرير الأوطان، والوحدة المنشودة، تميزت هذه بالعنجهية المشابهة للعنصرية، والفهلوية الساخرة من شعوبهم، تلك التي ترافقت مع مرض تبطلهم وانغماسهم في العطالة الواقعية، وبالتالي افتقادهم القدرة على العمل السياسي العملاني..؟ لقد انعدمت الرؤية لديهم وعاشوا بالخيال، وتصوروا أنفسهم سلاطين الزمان، فمن هو هذا الشعب، ومن هؤلاء الرعاع.. إننا نسوسهم كيف شئنا ببعض الكلمات والأصوات، وبالمقابل كان أكثر هؤلاء المدعون فقراء في المال، ليس عن عفة، وإنما لانعدام سوقهم..؟

فأتى من يشتري أوهامهم ليستخدمها في سوقه كبضاعة رائجة، لقد تدرج هؤلاء في بيع أنفسهم لمن يدفع والبعض ينتظر، فالقضية سهلة لا تحتاج إلى تضحيات أو الجهد في عمل الفكر، فبعض الصراخ يكفي، سنحرر فلسطين وسنعيد أهلها، ويقبضون على هذا الكلام، سنعادي من يعادينا، سنحقق الحرية والإشتراكية، وسنقتحم الأسوار الإقليمية، نحن ضد الظلم والقمع والقهر، نريد الحرية والديمقراطية، كلام في كلام يدفعون لهم ثمنه، وأولئك يسوقونه لتخريب الأوطان، هذا ما حدث ويحدث، إضافة إلى مَن يؤمن لهم الحماية من غضب الشعب، لقد صبوا كل جهودهم لخدمة مخططات الأعداء مقابل المال، وفي ظنهم أن الشعب غافل عنهم..؟

توقف المفكر عزمي، لكنه لم يستسلم ولم يرمي سلاح خياناته، توقف: لإعادة تعديل الخطط بعد انكشاف خططه المستخدمة وأسلوبه وغاياته، واحتراق شخوصه المستخدمة، وصمد شعب سورية، وامتداده شعب العرب، لذا كان لا بد من أسلوب آخر وأدوات أخرى، وانتظر:

انتظر أن تطحن الحرب العالمية المفتوحة شعب سوريا، وما تنجزه على أرض سوريا جيوش المرتزقة العابثة في مقدراتها والعاملة على التخريب فيها: وربما في حساباته ومن معه قد لحظوا: أن الأوان حان للتحرك الجديد، فعمد إلى إعادة صياغة أساليبه، من خلال استخدام أشخاص المؤتمرات القومية المحنطة، واجهة له وبديلا عنه بعد مأساة احتراقه، أولئك الذين شاهدناهم يتبارون فيما بينهم باسم العدل والحرية في التهجم على سورية، والكيل لها، والتهكم على صمود شعبها..؟، كما فعل شخوص مؤتمرات جامعة الدول العربية الفولكلورية المضحكة، أو في إنشاء الجديد منها، في شكل تجمعات قومية، وكان آخر ما أتحفنا به جامعة الأمة العربية، التي تزعم بأنها تمثل الأمة العربية، وتعمل للمأسسة القانونية لها، ولما غفلوا عنه من قوانين تكبيل شعوبها وهدر مدخراتها، وأيضا في قوانين زيادة مأساتها..؟ 

[email protected], [email protected],

 

قد يعجبك ايضا