المحامي محمد احمد الروسان يكتب: المجال الحيوي لجهاز المخابرات الباكستاني وأبرز عملياته … طالبان: أحذية الامريكان الجدد في شبه القارة الهندية

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – الأحد 25/6/2023 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

لجهاز المخابرات الباكستاني(ISI)، مهامه ونطاق عمله وانتشاره، ويعتبر جهاز المخابرات الباكستانية(ISI)، الفرع الرئيسي، والأكثر قوة ونفوذاً بين وكالات وقوّات الأمن الباكستانية الرئيسية الثلاث وتفرعاتها: ويعتبر الجهاز مسؤولاً، عن جمع وتحليل وتصنيف وأرشفة المعلومات الاستخبارية، الداخلية والخارجية، إضافة إلى القيام بعملية التنسيق السلس، بين وكالات وقوّات الأمن الباكستانية الرئيسية الثلاث، وفروعها المختصة.

حيث يقوم جهاز المخابرات الباكستانية، بتجميع المعلومات الاستخبارية عن طريق التنصت، الاعتراض، رصد ومراقبة الاتصالات، الحملات، ومهام جمع المعلومات خلال فترة الحرب والسلم، وإضافة إلى جمع المعلومات كما أسلفنا، فإنّ الجهاز يعتبر مسؤولاً عن تدريب العناصر، أمن البرنامج النووي الباكستاني، وأمن الشخصيات الهامة، وكذلك يعتبر جهاز المخابرات الباكستانية، القوّة الخفية، التي ظلت موجودة وتعمل دائماً، وراء الأنشطة السياسية الباكستانية والتفاعلات الإقليمية والدولية المرتبطة بها.

وكما يتمتع جهاز المخابرات الباكستاني(ISI)، بالمعطيات والسيرة، للخبرة التاريخية العريقة، فبعد نيل باكستان لاستقلالها عن بريطانيا في عام 1947م، تم إنشاء جهازي استخبارات، أطلق عليهما اسمين:

– جهاز المخابرات (IB)- Intelligence Bnreau.

– المخابرات العسكرية (MI)- Military Intelligence.

وقد أدى ضعف، أداء المخابرات العسكرية(MI)، خلال الحرب الباكستانية – الهندية التي اندلعت في عام 1947م، إلى إنشاء مديرية استخبارات الخدمات البينية المشتركة(ISI)في عام 1948م، وأوكل أمر هذه المديرية، إلى ضباط، تم تجميعهم من فروع الخدمة العسكرية الثلاثة الرئيسية: القوات البرية، والبحرية، والجوية، بحيث يكون مجال تخصص المديرية هو: جمع وتحليل المعلومات، وإعداد تقديرات الموقف الاستخباري الخارجي والداخلي، فيما يتعلق بالشؤون العسكرية وغير العسكرية.

وكانت أنشطة المديرية تركز على إقليم كشمير، والمحافظات الباكستانية الشمالية الغربية، ولكن خلال فترة حكم الرئيس الباكستاني أيوب خان، تم توسيع نطاق اختصاصات المديرية، وأصبح مجال تركيزها، يقوم على أساس اعتبارات حماية المصالح الباكستانية، وتعقب المعارضة السياسية، وحماية الدور العسكري للجيش الباكستاني.

تمت إعادة تنظيم مديرية المخابرات الباكستانية في عام 1966م، بعد الفشل الاستخباري في الحرب الباكستانية – الهندية الثانية، التي اندلعت عام 1965م، ثم أعقب ذلك في عام 1969م، إجراء المزيد من التحديثات والتطويرات في المديرية.

فقد جهاز المخابرات الباكستانية(ISI)أهميته، خلال فترة نظام ذو الفقار علي بوتو، والذي كان من أشد الأعداء المنتقدين لدور الجهاز في الانتخابات الباكستانية العامة، التي تم إجراؤها في عام 1970م، وأدت إلى نشوء المزيد من الخلافات والنزاعات بين الباكستانيين، بشكل ترتب عليه انفصال باكستان الشرقية، ضمن دولة مستقلة أصبحت الآن تُعرف باسم بنغلاديش.

عادت الأهمية للجهاز مرة أخرى في عام 1977 م، بعد قيام نظام الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق، والذي وسّع مهام الجهاز، ليكون مسؤولاً عن مراقبة الحركات الشيوعية، ثم أعقب ذلك توسيعه، بقدر أكبر، ليكون مسؤولاً عن رصد ومراقبة الحركات، والمنظمات الشيعية في المنطقة، بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية.

 وخلال حقبة ثمانينيات القرن الماضي، خلال فترة الحرب السوفييتية في أفغانستان، تضخمت وتفاقمات، مهام جهاز المخابرات الباكستانية، بسبب التحالف الباكستاني – الأمريكي، الذي نما واشتد عوده في المنطقة، على النحو الذي أدى إلى قيام شراكة استراتيجية، بين جهاز المخابرات الباكستانية(ISI)- ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية(CIA)، أصبح جهاز المخابرات الباكستانية، يقوم بدور الوكيل(البروكسي) في تنفيذ العمليات الاستخبارية، نيابة عن ولصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية داخل أفغانستان، إيران، جمهوريات آسيا الوسطى التابعة للاتحاد السوفييتي آنذاك، والهند التي كانت حليفة للاتحاد السوفييتي.

انّ جهاز المخابرات الباكستانية(ISI)- يتمتع بهيكل تنظيمي يتمثل: تقع مكاتب رئاسات الجهاز حالياً، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وتطلق على رئيس الجهاز تسمية المدير العام، والذي يشترط أن يكون حاملاً، لرتبة الجنرال في الجيش الباكستاني، وللمدير العام ثلاثة نواب: يعملون تحت إشرافه المباشر، باعتبارهم المسؤولين، عن ثلاثة مجالات منفصلة هي: المجال السياسي، المجال الخارجي، المجال العمومي.

وعناصر الجهاز الأساسية، يتم تجنيدها من قوات البوليس، والعناصر شبه العسكرية، إضافة إلى بعض الوحدات المتخصصة، التي يتم تكوينها، من عناصر الجيش الباكستاني، والقوات الخاصة.

ويتكون جهاز المخابرات الباكستانية(ISI) من 7 أقسام هي:

الاستخبارات المشتركة(س) – (JIX): وتقوم بالتنسيق بين الأقسام والفروع والدوائر.

جهاز الاستخبارات المشتركة(JIB): وهو الجزء الأكبر في جهاز المخابرات الباكستانية، إضافة إلى أنه يمثل القسم الأكبر قوة ونفوذاً في أنشطة الجهاز، وتتبع لهذا القسم ثلاثة فروع هي: فرع العمليات الخاصة بالهند، فرع عمليات مكافحة الإرهاب، فرع حماية الشخصيات.

جهاز المخابرات المضادة المشترك(JCIB): ويعمل تحت هذا الجهاز الكثير من الدبلوماسيين الباكستانيين، ويهتم هذا الجهاز بجمع المعلومات الاستخبارية عن: الشرق الأوسط، جنوب آسيا، الصين، أفغانستان، دول آسيا الوسطى، ويُقال بأن أنشطة هذا القسم أصبحت تتضمن افريقيا، أمريكا اللاتينية، وأوروبا، وتؤكد الكثير من الدلائل بأن هذا القسم قد تم تكوينه واستحداثه، بواسطة خبراء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(CIA)، ليكون بمثابة نسخة ثانية، من الإدارة المسؤولة، عن أنشطة المخابرات المضادة، بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

– المخابرات المشتركة الشمالية(JIN): وهو القسم المسؤول عن منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، وأيضاً يقع تحت مسؤولية هذا القسم، متابعة تحركات القوات المسلحة الهندية، والحركات السياسية والمسلحة داخل منطقة جامو وكشمير.

– المخابرات المشتركة المتنوعة(JIM): وهو القسم المسؤول عن مهام التجسس والتغلغل السري والمراقبة والرصد خلال فترة الحرب والسلم.

– جهاز استخبارات الإشارة المشترك(JSIB): وينقسم إلى ثلاثة فروع، تعمل حصراً في مجال اعتراض الرسائل السلكية واللاسلكية، وذلك في مهام: رصد عملاء العدو، عمليات الاستطلاع الالكتروني اللاسلكي والتصوير، أمن الاتصالات والإشارة.

– الاستخبارات التقنية المشتركة: وهو القسم المسؤول عن الأعمال الهندسية والفنية وما شابه ذلك.

وأبرز عمليات جهاز المخابرات الباكستانية (ISI):

– شن الحرب السرية داخل الهند، وذلك عن طريق تخطيط وتنفيذ الكثير، من الصراعات الاثنية والطائفية داخل المدن والمناطق الهندية.

– شن الحرب السرية داخل أفغانستان، وذلك عن طريق دعم حركات المقاومة الإسلامية، للوجود العسكري السوفييتي في وقته، وللحكومات الأفغانية اليسارية آنذاك.

– شن الحرب السرية داخل الصين، وذلك عن طريق دعم حركات مسلمي الإيجور الانفصالية، داخل منطقة سينكيانج الموجودة في أقصى غرب الصين.

– شن الحرب السرية داخل الاتحاد السوفييتي السابق، وذلك عن طريق دعم الحركات الانفصالية، التي كان ناشطة في منطقة آسيا الوسطى، التي تضم كازاخستان، أوزبكستان، قيرغيزستان، وتركمانستان.

– شن الحرب السرية ضد إيران، وذلك عن طريق مساندة الحركات السنيّة الموجودة في جنوب شرق إيران.

– التجسس على البعثات الدبلوماسية الأجنبية الموجودة في باكستان.

– الدخول في أكبر شراكة استخبارية، مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(CIA)، ووكالة الأمن القومي الأمريكي (NSA)، والبنتاغون(وزارة الدفاع الأمريكية).

– تنفيذ العديد من العمليات الاستخبارية النوعية، والتي كانت في معظمها، بالمشاركة مع أجهزة المخابرات الأمريكية، مثل: إدارة شبكات تهريب الأسلحة، تبييض الأموال، عمليات تهريب المخدرات، والمواد النووية المحظورة.

ولجهاز المخابرات الباكستانية(ISI)- النطاق الحيوي ومجالات العمل: حيث المجهود الرئيسي الحالي لجهاز المخابرات الباكستانية(ISI)، يرتبط بقدر كبير بالمجهود الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية(CIA)، ووكالة الأمن القومي الأمريكي(NSA)، ويمكن رصد اتجاهات هذا المجهود على النحو الآتي:

– الاتجاه الشمالي: يعمل جهاز المخابرات الباكستانية، على دعم وتعزيز وإسناد جهود الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها أمريكا، وقوات الناتو حالياً في أفغانستان وفي جلّ شبه القارة الهندية، وقد استطاع هذا الجهاز، تقديم الكثير من المعلومات عن أفغانستان والحركات الإسلامية في أفغانستان وآسيا الوسطى، بل وداخل باكستان نفسها، خصوصاً في منطقة القبائل و وزيرستان الشمالية والجنوبية، وبلوشستان إلى أجهزة المخابرات الأمريكية، كذلك استطاع هذا الجهاز اعتقال أكثر من ألفي مقاتل عربي في مناطق الحدود الباكستانية – الأفغانية، وقام بتسليمهم لمسؤول محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التي قامت بنقلهم إلى المتعقلات السرية في قاعدة السيلية بقطر، وغيره من معتقلات ومراكز الاستجواب التي تشرف عليها أجهزة الأمن العربية المتحالفة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومن أبرزها: المخابرات المصرية، والأردنية، ثم تم نقل هؤلاء المعتقلين لاحقاً إلى سجن غوانتانامو، وإلى السجون السرية التابعة للمخابرات الأمريكية في بلدان شرق أوروبا، مثل: بلغاريا، وبولندا، وتشيكيا، الأمر الذي أدى انكشافه إلى فضيحة السجون السرية، وعمليات نقل السجناء السرية، التي نفذتها بعض شركات الطيران التجارية الخاصة، لمصلحة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

– الاتجاه الجنوبي والجنوبي- الشرقي: وتعمل المخابرات الباكستانية بالتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية في كافة بلدان جنوب شرق آسيا، خاصة وأن عناصر المخابرات الباكستانية، أكثر قدرة من عناصر المخابرات الاسترالية والنيوزيلندية والكورية الجنوبية واليابانية في اختراق بلدان جنوب شرق آسيا المسلحة: مثل أندونيسيا وماليزيا وسلطنة بروناي وبنغلاديش والتغلغل فيها، وقد لعبت المخابرات الباكستانية دوراً هاماً، في القضاء على الحركات الإسلامية الموجودة هناك، مثل تنظيم أبو سياف الإسلامي وغير ذلك.

كذلك تقوم المخابرات الباكستانية، بدعم اضطرابات السيخ في إقليم البنجاب الهندي المجاور لباكستان، وأيضاً في الحرب الأهلية التي دارت، وتعود من جديد في سيريلانكا بين السنهال(بوذيين يسيطرون على الحكم)والتاميل(هندوس معارضون للنظام).

– الاتجاه الشرقي: تقوم المخابرات الباكستانية بالتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية، بدعم حركة متمردي الإيجور الإسلامية، التي تنشط داخل إقليم سبكيانج الصيني، وذلك من أجل فصل الإقليم، وتكوين دولة إسلامية مستقلة في غرب الصين.

– الاتجاه الغربي: وبدأ هذا الاتجاه يكتسب أهمية بقدر أكبر خاصة في فترة الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، التي بدأت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، ويمتد النطاق الحيوي لجهود اهتمامات المخابرات الباكستانية، بما يشمل إيران، بلدان الخليج العربي، الشرق الأوسط، شمال افريقيا، والقرن الافريقي.

ويتركز مجال اهتمام المخابرات الباكستانية، على جمع المعلومات الاستخبارية الخاصة بهذه المنطقة، إما بشكل مباشر، عن طريق العناصر الباكستانية المنتشرة في هذه المناطق، وبالذات في الخليج العربي، حيث الوجود الباكستاني البشري المكثف، أو بطريق غير مباشر، عن طريق تقارير بعثات الدبلوماسية الباكستانية، التي ترصد المنطقة، أو عن طريق المعتقلين العرب، الذين يتم استجوابهم بواسطة المخابرات الباكستانية.

تقوم المخابرات الباكستانية حالياً، بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، ونظام طالبان في كابول، بعمليات شن الحرب السرية ضد إيران، عن طريق استخدام الحركات السنية المتطرفة الموجودة في إقليم بلوشستان الشرقية، ودفعهم لتنفيذ العمليات المسلحة، داخل إيران، عن طريق الانتقال من بلوشستان الشرقية(الموجودة في باكستان)والتغلغل في بلوشستان الغربية(الموجودة في إيران)، وقد بدأت معدلات هذه العمليات تزداد في الفترة الأخيرة.

ويقال بأن المخابرات الباكستانية، استطاعت تجميع الكثير من المعلومات، عن المنشآت والأوضاع الإيرانية الداخلية خلال الفترة السابقة، وهي معلومات وبيانات أصبحت متاحة للأمريكيين في الوقت الحالي.

وعموماً: برغم الارتباط القوي والتحالف الاستراتيجي بين جهاز المخابرات الباكستانية(ISI)، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، ووكالة الامن القومي الأمريكي (NSA)، والبنتاغون، فإنّ هناك الكثير من الشكوك حول مصداقية جهاز المخابرات الباكستانية(ISI) في هذه الشراكة، وذلك بسبب انكشاف الكثير من الأدلة، على وجود الكثير من الروابط، التي أكدت على أنّ جهاز المخابرات الباكستانية (ISI)، ظلّ يقوم خلال فترة عملياته السرية المشتركة مع الأجهزة الأمريكية، بعمليات سرية أخرى خاصة به، ويعتقد بأن أبرزها يتمثل في الآتي:

– تقديم المعونات السرية للبرنامج النووي الإيراني.

– إجراء المزيد من المفاوضات والاتصالات السرية بزعماء القاعدة.

– تورط عناصره في عمليات تهريب الأسلحة وتمرير المعلومات لحركة طالبان وتنظيم القاعدة.

– تورط عناصره، في عمليات تحويل الأموال داخل أمريكا لعناصر القاعدة، التي يقال بأنّها: نفذت هجمات الحادي عشر من أيلول، وبالذات المصري محمد عطا، وتحدثت عنه في تحليل لي سابق، حمل العنوان التالي:

 

وحتى الآن، لم يظهر أي تفسير أو تحليل للعلاقات والروابط الاستثنائية، التي ظل يقوم بها جهاز المخابرات الباكستانية (ISIهل هي بإيعاز وتكليف أمريكي من أجل تحريك الأحداث والوقائع في اتجاه معين، أم أنها عمليات سرية باكستانية خالصة، تهدف إلى الالتفاف والمناورة، وتحقيق بعض المكاسب التكتيكية المؤقتة خصماً، من حساب الشركاء الأمريكيين.

والسؤال الذي يحفّز العقل على التفكير هو: ما هي مصلحة واشنطن في إشعال منطقة شبه القارة الهندية؟

أصبح الوضع في شبه القارة الهندية، يهدّد بالانزلاق المتسارع والمدروس، نحو مرحلة جديدة، من الصراع والتنافس، وبعد الاستقبال الحافل، لرئيس الوزراء الهندي في البيت الأبيض مؤخراً، لخلق وتخليق، انطباعات متعددة وشتّى، وذات غموض استراتيجي، على طول خطوط العلاقات الامريكية الهنديّة، وتوظيفات وتوليفات ذلك، بسبب تزايد وتائر الأداء السلوكي الأمريكي الهادف، إلى تصعيد الأوضاع وتفاقمها، باتجاه المزيد من التسخين المتزامن، على الساحتين الأفغانية والباكستانية، ومنهما الى أسيا الوسطى.

وتشير المعلومات: إلى أنّ إدارة جو بايدن، والمنظومة الأمنية والعسكرية، تسعى الى التسخين، في أكثر من مكان وساحة في هذا العالم، لإرباك الجميع، وخاصة الصين والفدرالية الروسية، حيث مفاصل وتمفصلات الدولة العميقة، ضمن هياكل ومؤسسات الحكم الأمريكي، تدفع بضرورة حشد وتعبئة المزيد من القوّات، بعد الهروب الدراماتيكي الجزئي لواشنطن من أفغانستان، بما يؤدي إلى إشعال منطقة شبه القارة الهندية.

ثمة معلومات، ووقائع ومعطيات جديدة، تذهب إشاراتها باتجاه: أنّ حركة طالبان، قد انقسمت إلى جناحين، أحدهما متشدد، يطالب بتصعيد الصراع، ضد ما تبقى من الوجود العسكري – الأمريكي – الغربي، وضد ما هو قادم من تعزيزات عسكرية أمريكية، تجري على قدم وساق الان، وكما يدعو هذا الجناح، إلى ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق مع المليشيات الإسلامية المتشدّدة والمنتشرة، على طول المنطقة الممتدة من دول آسيا الوسطى الخمسة، وحتى شمال الهند، التي يبلغ عددها حوالي 300 فصيل مسلح وأكثر.

الجناح الآخر: يتمثل في حركة طالبان الباكستانية، والتي تتموقع في منطقة القبائل، التي تعمل بشكل موازي مع حركة طالبان الأفغانية الأم، وهذا الانقسام في الحركة، أخذ طابعاً جهوياً إثنو – ثقافياً، فسكّان مناطق القبائل الواقعة باتجاه الشمال، تؤيد حركة طريق طالبان الباكستاني، وسكّان منطقة وزيرستان، الواقعة إلى الجنوب، يؤيدون طريق طالبان الجهادي.

ميدانياً تقول المعلومات: بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بإجراء بعض الترتيبات، للشروع في تمديد أنابيب النفط والغاز من تركمانستان، وتمريره عبر مناطق غرب أفغانستان الهادئة نسبياً، وصولاً إلى إقليم بلوشستان الباكستاني، الذي استطاعت أمريكا، بالتعاون مع إسلام آباد سابقاً، استقطاب زعمائه، إلى جانب الجهود الأمريكية، التي تسعى لاستخدام بلوشستان الباكستانية، كنقطة انطلاق، لاستهداف إيران لاحقاً، وفي أي سيناريو حرب قادمة، عبر إقليم بلوشستان الإيراني السني.

وجهاز المخابرات الباكستاني، الذي اشتهر بدوره الإخطبوطي في مناطق شبه القارة الهندية، وآسيا الوسطى، ومناطق الخليج العربي، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، قد أصبح حالياً على مشارف التحول الصامت، إلى دولة داخل الدولة، وذلك على خلفية مواقف متباينة مع الحكومة الباكستانية، التي أكدت بأنّ الجهاز، قد أصبح على وشك الخروج من قبضة الحكومة الباكستانية، والتحول إلى سلطة مخابراتية مستقلة، تماماً، مثله مثل المحكمة الدستورية العليا الباكستانية، والبرلمان الباكستاني، ومجلس الوزراء الباكستاني(السلطة التنفيذية).

 اذاً الحكومة في اسلام أباد، لم تعد قادرة، على فرض كلمتها على جهاز المخابرات، بسبب تكتل قادة وعناصر هذا الجهاز، وتمسكهم باستقلالية الدور الوظيفي الذي يقوم به، وضرورة فصل الجهاز دستورياً عن السلطة التنفيذية، بحيث تقتصر علاقته معها، على تزويد أجهزة الدولة بالتقارير والمعلومات، مقابل أن تقوم الدولة، بدعم ميزانية تمويل الجهاز.

السلطة التنفيذية، لم تعد تتمتع، بأي وجود فاعل داخل المخابرات، وقد تآكل نفوذ الحكومة الباكستانية، داخل المخابرات العامة، بسبب الصراع المحتدم منذ فترة طويلة، بين أنصار وحلفاء، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأنصار حركة طالبان الباكستانية، وتقول المعلومات: بأنّ الجماعات الأصولية الإسلامية، قد نجحت في القيام بعملية التغلغل والاختراق للجهاز، وأصبح معظم عناصر فروع ودوائر المخابرات، تعمل بالوكالة عن الحركات الإسلامية.

تتحدث المعلومات: بأنّ جهاز المخابرات الباكستانية، قد لعب دوراً كبيراً، في إفشال خطة التدخل العسكري الأمريكي في شمال باكستان، إضافةً، إلى إفشال محاولات جماعة الولايات المتحدة الأمريكية، في استخدام الجيش الباكستاني والمخابرات الباكستانية، في القضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان المتمركزة، في مناطق القبائل الواقعة على الحدود الباكستانية – الأفغانية.

وتاريخياً، مسألة انفلات جهاز المخابرات الباكستاني، من قبضة الحكومة الباكستانية ليس الان، وانما ومنذ سنوات عديدة، وأصبح في حد ذاته، مصدراً كبيراً لانزعاج البيت الأبيض، وللتدليل على ذلك نورد الواقعة التالية: حيث أرشيف المخابرات الإقليمية، يتحدث عن ذلك الانفجار الذي سبق، أن استهدف السفارة الهندية في باكستان، في عهد الرئيس برويز مشرف، وتم تنفيذه بواسطة جهاز المخابرات الباكستانية، دون علم الحكومة الباكستانية أو الرئيس مشرف نفسه.

وتقول المعلومات: بأنّ المخابرات الباكستانية بطريقة أو بأخرى، قد دخلت عملياً، مرحلة الشراكة مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، على النحو الذي يمكن القول معه، بأنّ انفجار السفارة في كابول في وقته، هو من أولى ثمرات هذه الشراكة، وإضافةً لذلك يوجد تعاون وثيق، بين عناصر جهاز المخابرات الباكستاني، والحركات الإسلامية الناشطة في إقليم كشمير، المتنازع عليه مع الهند، ومع العلم، بأنّ جماعة عسكر طيبة الإسلامية وغيرها، من الحركات الكشميرية، ستقوم خلال الفترات القادمة، بتنفيذ المزيد من العمليات داخل الهند، وذلك بما يؤدي إلى إشعال المنطقة، وتحريك ملف أزمة كشمير، التي تستغلها واشنطن حالياً، كورقة لضبط التوازن القائم على أساس، اعتبارات فرض الأمر الواقع، بين الهند وباكستان.

وهنا لا بد من شرح: مستقبل الصراع الهندي – الصيني – الباكستاني، والدور الإسرائيلي فيه:

هذا وقد بدأت، تداعيات التوتر الساخن، على طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية، تتسارع وتتفاقم، بسبب المسألة الأوكرانية، وقد تقود الى مواجهة عسكرية مباشرة، بين استخدام السلاح التقليدي والنووي، وكذلك الحال بين واشنطن والصين، بسبب تايوان، والمنافسة الاقتصادية، وبحر الصين الجنوبي، فالحال ساخن على طول خطوط العلاقات الصينية الأمريكية، ويتفاقم ويتسارع، ويأخذ أشكالا مختلفة من العمل الاستخباري العملياتي السريّ القذر، كل ذلك ألقى بظلاله على النظام الدولي وتوازناته، وحالياً، تشهد القارة الآسيوية عملية حراك جيو- سياسي واسعة النطاق، لجهة إعادة ترتيب توازن القوى الإقليمي.

حيث المكونات الإقليمية للميزان السياسي- الأمني- العسكري- الآسيوي، يتضمن المجال الآسيوي على الحقول الفرعية السياسية – الأمنية – العسكرية الآتية:

– منطقة شبه القارة الهندية، وتتضمن سيرلانكا، الهند، باكستان، يونان، نيبال، بنغلادش، وأفغانستان.

– منطقة شرق آسيا: وتتضمن: الصين، تايوان، اليابان، كوريا الجنوبية، كوريا الشمالية، وشرق روسيا.

– منطقة جنوب آسيا: وتتضمن: فيتنام، كمبوديا، الفلبين، اندونيسيا، ماليزيا، روسيا، تايلاند، بروناي.

– منطقة آسيا الوسطى: وتتضمن: كازاخستان، أوزبكستان، طاجيكستان، تركمانستان، كيرغيزستان، وجنوب روسيا.

– منطقة غرب آسيا: وتتضمن: إيران، تركيا، دول الخليج العربي، دول شرق المتوسط، دول القوقاز، وجنوب غرب روسيا.

أصبحت المناطق المكونة للمجال الآسيوي، ساحة للمواجهات الدولية والإقليمية، وذلك بسبب تأثير العامل الأمريكي الذي استطاع التغلغل داخل المجال الآسيوي، مستخدماً ذرائع الحرب ضد الإرهاب، والمساعدات، كآلية لخلخلة التوازنات السياسية، الأمنية، العسكرية في القارة الآسيوية.

ويتموقع ويتموضع أيضاً، الدور الهندي المستجد، بجانب ما شرحناه سابقاً: فماذا يخفى وراءه؟

تقول التسريبات والمعلومات، بأنّ العمليات التي تمت بخصوص السفارة الهندية في كابول، وبعض المؤسسات الهندية العاملة هناك، والهجمات الانتحارية ضدها، ليست حوادث معزولة، وذلك لأنّ ما تبين لاحقاً، قد أكد بكل وضوح، بأنّ جبل الجليد الكامن تحته، سوف يتضمن الكثير من الأحداث والتداعيات، ذات التأثير الهائل على المنطقة الآسيوية.

هذا، وتشير المعلومات و التسريبات، إلى أنّ واشنطن تسعى حالياً، باتجاه فتح الملفات الجديدة الآتية، وتشغيلها على الساحة الآسيوية.

– ملف التدخل الهندي في أفغانستان.

– ملف استخدام جنوب شرق آسيا كحاجز لعزل الصين.

– بناء تحالف عسكري – أمني رباعي يتكون من كوريا الجنوبية، اليابان، تايوان، الولايات المتحدة.

– ملف بناء تحالف عسكري – أمني يتكون من الهند والولايات المتحدة والفلبين، وربما بعض دول القارة الإفريقية المطلة على المحيط الهندي، مثل كينيا، وذلك بهدف جعل الهند تقوم بدور شرطي المحيط الهندي.

وكان للتدخل العسكري الهندي في أفغانستان – فيما مضى، يهدف بشكل أساسي إلى:

– تحقيق الضغط على حلف الناتو.

– تحقيق الضغط على القوات الأمريكية.

– تحويل الصراع الأفغاني الأمريكي، من صراع دولي إلى صراع إقليمي.

ومن الواضح أن قيام الهند، بالتدخل عسكرياً في أفغانستان في وقته، وقيام القوات الهندية، بشن حرب وكالة نيابة عن القوات الأمريكية، ترتب عليه الان، إعطاء الهند دور شرطي شبه القارة الهندية أيضاً..

وهناك تداعيات سابقة وحاضرة ومستقبلية مؤجلة، لتدخل الهند في أفغانستان، سوف تكون متجذرة في الآتي:

– التأثير على التوازن الأمني – العسكري، في منطقة شبه القارة الهندية، وذلك لأن إقليم كشمير، يمثل حلقة الصراع الهندي – الباكستاني، ومنطقة القبائل الباكستانية، تمثل حلقة الصراع الباكستاني- الأفغاني.

– تدخل الهند في أفغانستان، أدّى وسوف يؤدي، تحويل الصراع من صراع أفغاني – أمريكي، إلى صراع أفغاني – هندي، والذي يدوره سوف يتحول تلقائياً، إلى صراع إسلامي – هندوسي.

– الصراع الإسلامي- الهندوسي، لن يكون مقتصراً على الساحة الأفغانية، دائماً سوف تنتقل عدواه، لإشعال الصراعات الأخرى في المنطقة.

وهناك تأثير للعامل الصيني: فما هي ردود أفعال بكين المرتقبة؟

تواجه بكين حالياً مشكلة إقليم سينيكيانج، وإقليم التيبت الموجودان، في أقصى غربي الصين، وتقول التسريبات، بأنّ بكين، قد حددت خياراتها على النحو الآتي:

– التعاون مع نيودلهي وإسلام أباد، باعتبارهما تمثلان القوى الإقليمية، وذلك تمهيداً لبناء تحالف مثلث بكين – نيودلهي – إسلام أباد، بما يؤدي إلى التفاهم حول استقرار المنطقة.

– في حالة اتجاه نيودلهي، إلى بناء الروابط والشراكة الإستراتيجية مع واشنطن، فإنّ بكين سوف تركز على الآتي:

– بناء الروابط مع إسلام أباد.

– احتواء الهند عن طريق اللجوء للآتي:

1 – تفعيل ملف الاضطرابات في مناطق التبت الهندية.

2 – تفعيل حركات التمرد الماوي المسلح في شرق الهند.

3 – استخدام الفصائل السيرلانكية البوذية الموالية للصين، في شن حرب وكالة، ضد الحكومة السيرلانكية الهندوسية الموالية للهند.

4 – تفعيل ملف الاضطرابات الإسلامية داخل الهند.

5 – تفعيل ملف الإغلاق الحدودي الصيني- الهندي، الذي سبق أن أدّى إلى إشعال الحرب الحدودية الهندية – الصينية.

وتقول التوقعات والتقديرات، بأنّه سوف يؤدي إلى الآتي:

-تزايد احتمالات التدخل العسكري الأمريكي، وعلى وجه الخصوص، في مناطق القبائل الباكستانية، وقد نفذت القوات الأمريكية، بعض العمليات العسكرية المتقطعة في الماضي، وتحديداً في مناطق وزيرستان.

-تزايد الاستقطابات والمحاور، بين جنرالات المؤسسة العسكرية، الذين يحاولون ترتيب تحالفاتهم، تمهيداً للانقلاب واستلام السلطة في أول فرصة تلوح أمامهم.

-تزايد الاستقطابات في أوساط المجتمع المدني الباكستاني، وتقول التسريبات بأن المحكمة العليا الباكستانية، ترتب أوراقها وملفاتها، تمهيداً للمواجهات القضائية المحتملة، مع أي مستجد سياسي جديد، في الصراع على السلطة، ان عبر الانتخابات وان عبر الانقلاب العسكري، على غرار المثل القائل: أينما وجدت أمريكا، فإنّه بالضرورة توجد إسرائيل، يمكن التحقق بكل سهولة من وجود تل أبيب في القارة الآسيوية.

– في الصين استطاعت تل أبيب، بناء لوبي إسرائيلي صيني يتمركز حالياً في مدينة شنغهاي الصينية، والتي تعتبر المركز التجاري الصيني – الصناعي المالي الأكثر أهمية بالنسبة للاقتصاد الصيني، وتقول المعلومات: بأنّ هذا اللوبي يسيطر حالياً، على تدفقات التجارة الصينية – الأمريكية، والصينية – الأوروبية.

– في بلدان جنوب شرق آسيا، استطاعت تل أبيب بناء شبكة استخبارية، تعمل بتنسيق كامل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتوجد محطات الموساد الرئيسية، في هونغ كونغ، وسنغافورة، ومانيلا، وهانوي.

– في الهند، استطاعت تل أبيب تحقيق نقلة نوعية في علاقاتها مع الهند، وذلك عن طريق اتفاقيات التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والصواريخ البالستية، والتعاون في برامج القضاء، وصناعة الأسلحة، وتقول التسريبات: بأنّ الموساد الإسرائيلي، أصبح حاضراً في العاصمة السياسية نيودلهي، ومدينة بنغالور، عاصمة تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى مدينة بومبي، التي تمثل الميناء الرئيسي والمركز التجاري الهندي الهام، وإضافة لذلك، فقد استطاع الموساد الإسرائيلي، الاستعانة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في التسلل إلى الأقليات الأسيوية الموجودة في المنطقة الآسيوية، وحالياً توجد روابط وثيقة بين الدلاي لاما زعيم البوذيين الصينيين، وتل أبيب، وتقول التسريبات بأن بعض عناصر الدلاي لاما، يوجدون حالياً في إسرائيل، التي ظلت تهتم بتقديم الدعم والمساعدات لهم.

وإضافة لذلك، فقد أكدت التسريبات والمعلومات الأخيرة، اندلاع أعمال عنف مسيحي – هندوسي داخل إحدى المدن الهندية، ضمن مؤشر جديد يقول: باحتمال أن يتحول الصراع الداخلي الهندي الإسلامي – الهندوسي، إلى صراع  ثلاثي هندوسي – إسلامي – مسيحي.

الوضع الكلي للصراع الآسيوي، أصبح أكثر ارتباطاً بالوضع الكلي للصراع الدولي، وفي هذا الخصوص، تشير التسريبات إلى أن واشنطن، ما تزال تدرس مدى جدوى العودة إلى التحالف مع بكين، من أجل الاستعانة بها في مواجهة موسكو، وبالمقابل، فإنّ بكين، ما تزال تدرس جدوى خيارين متاحين أمامها حالياً وهما:

-خيار التعاون مع واشنطن لمواجهة موسكو.

-خيار التعاون مع موسكو لمواجهة واشنطن.

وحتى الآن، الأقرب احتمالاً للتحقق هو صيغة تعاون بكينموسكو، لمواجهة واشنطن، ولكن في هذه الحالة، تبقى أمام بكين، بعض المعضلات التي يتوجب التغلب عليها وهي:

– تحدي تايوان، إذا قامت واشنطن بتزويدها بالأسلحة النووية.

– تحدي نيودلهي، إذا قامت واشنطن باعتمادها حليفاً استراتيجياً.

هذا، وتقول: بعض التسريبات والمعلومات، بأنّ القيادة الصينية، لم تحسم أمرها بعد، هل مع موسكو، أم مع واشنطن، أما محاولة مسك العصا من الوسط، عن طريق الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع الطرفين، فإنّ المشكلة التي سوف تواجه بكين، هي أنّ واشنطن لن تقبل بذلك، لأنّها تعتمد مفهوم الذي ليس معنا، فهو بالضرورة ضدنا!!.

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الاشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والإقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111    

خلوي: 0795615721

 

 

قد يعجبك ايضا