في ظلّ تعثّر كلّ مساعي السلام الإقليمية والدولية للتوصّل إلى اتّفاق ينهي معاناة اليمنيين، أحيا المئات من الناشطين في صنعاء، أمس، ذكرى مرور 3000 يوم على العدوان والحصار، بوصف هذه المناسبة محطة مهمّة لتذكير العالم أجمع بالجرائم التي ارتُكبت بحقّ اليمنيين، وفي الوقت نفسه تظهير المكاسب التي حقّقها هؤلاء، وتمكّنوا من خلالها من تغيير الكثير من المعادلات العسكرية، وفرض واقع جديد دفع بالتحالف السعودي إلى طلب المهادنة.

وفي هذا الإطار، أفاد مركز «عين الإنسانية»، في إحصائية جديدة حصلت «الأخبار» على نسخة منها، بمقتل وإصابة 48841 من المدنيين جرّاء الهجمات الجوّية المباشرة على اليمن، موضحاً أن عدد القتلى بلغ 18206 بينهم 4096 طفلاً و2461 امرأة. وأشار التقرير إلى أن الهجمات الجوّية أدّت أيضاً إلى تدمير البنية التحتية للكهرباء والاتصالات والتعليم والطرقات العامة، فضلاً عن إضعاف المؤسّسات الصحية، مبيّناً أن «عدد المنازل الخاصة بالمدنيين، المدمّرة والمتضرّرة بفعل العدوان، تجاوز 607 آلاف منزل، فيما بلغ عدد المساجد 1750 والمدارس 1272، ما أدّى إلى حرمان مليوني طفل من حقهم في التعليم». وأضاف أن «التحالف استهدف نحو 1500 منشأة ما بين جامعية وسياحية ومستشفيات ومراكز صحية ورياضية وإعلامية ومواقع أثرية، بالإضافة إلى استهداف المطارات والموانئ، ونحو 2112 منشأة حكومية تابعة للسلطات المحلّية والمركزية، كما تسبّب بتدمير نحو 619 شبكة ومحطّة اتصالات».

كذلك، أفاد المركز الحقوقي المعنيّ برصد الأضرار المباشرة للعدوان، بأن «طيران العدوان استهدف 349 محطّة كهربائية ومولداً تابعة لمؤسسة الكهرباء اليمنية. كما أمعن في تدمير كلّ ما له علاقة بالانتاج في اليمن من مزارع ومصانع ومعامل، فدمّر أكثر من 410 مصانع و707 أسواق مختلفة و429 محطّة وقود و392 ناقلة، إلى جانب قيامه باستنزاف الثروة السمكية من المياه المحلّية والإقليمية اليمنية في سواحل البحرين الأحمر والعربي وعلى امتداد 2500 كيلومتر. كذلك، دمّر العشرات من مراكز الإنزال الخاصة بالصيادين وارتكب جرائم إبادة بحق الأخيرين في عدد من الجزر اليمنية ودمّر 485 قارب صيد». وأكمل التقرير أن «تحالف العدوان استهدف أكثر من 12 منشأة تجارية مختلفة، و1066 شاحنة غذاء و1032 مخزن أغذية، بالإضافة إلى مزارع خاصة بالمواشي والدواجن، محاولاً بتلك الأعمال الإجرامية تضييق خيارات العيش الكريم أمام الملايين من اليمنيين».
من جانبها، ذكرت منظمة «انتصاف لحقوق الطفل والمرأة»، في بيان صدر عنها مطلع الأسبوع الجاري، أن نحو ثمانية آلاف و122 من المدنيين منهم 182 طفلاً، سقطوا ما بين قتيل وجريح جراء القنابل العنقودية ومخلّفات العدوان. وأضافت أن «العدوان أدّى إلى ارتفاع اعداد الأسر النازحة إلى 470 ألفاً و122 أسرة، فيما تمّ استخدام نحو 1000مدرسة كمراكز إيواء»، مضيفةً أن «تداعيات العدوان والحصار أدت إلى توسّع ظاهرة عمالة الأطفال بمقدار أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل العدوان، بحيث صار هناك 1.4 مليون طفل يمني محرومون من أبسط حقوقهم». وأشارت إلى «استهداف التحالف المرافق الصحّية للبلاد، ما أدّى إلى تدهور الوضع الصحّي ليسجّل اليمن أعلى معدلات وفيات في الشرق الأوسط»، مؤكّدة أن «هناك 60 طفلاً يموتون من بين كلّ ألف مولود، إضافة إلى وفاة 52 ألف طفل سنوياً، بمعدّل طفل كلّ عشر دقائق». ووفقاً للإحصائية، فإن «هناك أكثر من ثمانية ملايين امرأة وفتاة بحاجة إلى توفير الخدمات المنقذة للحياة خلال العام الجاري، فيما يحتاج ستّة ملايين طفل إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، وتشير التقديرات إلى ارتفاع معدّلات الفقر إلى حوالى 80%».